> الراهدة «الأيام» أنيس منصور:

ورفع المشاركون اللافتات القماشية والهتافات المدوية التي تندد وتستنكر ما يحدث للمعلمين من حبس وتوقيف لرواتبهم ونقلهم التعسفي وتدهور التعليم، كما رفع المشاركون أعدادا من صحيفة «الأيام» تعبيرا عن تضامنهم معها، مؤكدين أن «الأيام» هي صحيفة الوطن كله، صحيفة المظلومين في جنوب الوطن وشماله، وليس كما يدعي بعض الحاقدين المأجورين.
وقد تحول المهرجان إلى مسيرة غضب صوب شوارع مدينة الراهدة، وألقيت في المهرجان الكلمات، منها كلمة أولياء أمور التلاميذ التي طالبت بإعادة النظر في السياسة التعليمية الحالية، ورفع الوصاية الحزبية عن التعليم، واحترام الدستور.
وألقى التربوي عبدالله إبراهيم الشوافي كلمة المعلمين المبعدين، قال فيها: «إن واقع المعلم في المديرية هو بسبب فشل وفساد إدارة التربية التي لا هم لها إلا إبعاد وإقصاء وتهميش القدرات والكفاءات التربوية بتوجيهات أجهزة لاتخدم العملية التعليمية، وهي إساءة للوطن والقيم والأعراف التربوية».
وذكر الشوافي «أن ما يمارس في خدير لم يشاهد إلا في فلسطين المحتلة، رغم أن المبعدين الفلسطينيين في مخيم مرج الزهور تمت إعادتهم، ومعلمو خدير رغم التوجيهات الصريحة والأوامر العليا مايزال مسلسل الإبعاد في حقهم مستمرا إلى اليوم»، مناشدا كل هيئات ومنظمات حقوق الإنسان الوقوف مع المظلومين في خدير.
واستعرض رئيس نقابة المعلمين بمحافظة تعز المستشار عبدالعزيز سلطان جملة من الانتهاكات التعسفية والفصل الوظيفي بسبب الانتماءات الحزبية والنقابية، لأن ما يحدث في خدير من ظلم ليس له مثيل، داعيا السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة إلى كف الإجراءات التعسفية في حق المعلمين والمعلمات اللاتي تم نقلهن إلى مناطق جبلية ونائية مع سبق الإصرار والترصد.
وتحدث التربوي فاضل محمد سالم القباطي، مستشار وزير التربية والتعليم قائلا: «إن من يقوم بإهانة المعلمين والموظفين والشعراء لهو أهون من ذبابة، وإن هناك متنفذين عابثين لايحترمون الثوابت، يتعمدون إذلال المعلم كي لايستقر، ويظل عبدا لهم، ومكانة المعلم عظيمة ورفيعة».
وألقى النائب البرلماني عبدالله أحمد علي العديني كلمة تطرق فيها إلى الظلم والظالمين وعواقبهم الوخيمة، مشيرا إلى أن المظالم في خدير ليس لها نهاية «ولكن سيأتي اليوم الذي يقتص فيه المظلومون من الظالمين عاجلا أم آجلا، ولاينبغي الصمت على الظلم، ويبقى فريق يظلم وفريق يشاهد الظلم»، داعيا إلى كسر أيدي الظالمين الصغار المدعومين من الكبار.
وتساءل العديني قائلا: «ماذا تتوقعون من الأميين، هل سيحترمون المتعلمين والمثقفين؟ إذا كان الظالم مسئول متنفذ أمي، فلابد أنه سيقف ضد العلم والمتعلمين، والتاريخ شاهد ودليل على ذلك».

وكان المعتصمون قد شكلوا لجنة برئاسة أعضاء مجلس النواب لمقابلة مدير عام المديرية لمناقشة مطالبهم، حيث تم منع مراسلي الصحف ووسائل الإعلام الأخرى من الدخول برفقة اللجنة المشكلة.
كما شهدت ساحة المهرجان حضورا نسائيا حاشدا يحدث لأول مرة في مثل هذه الفعاليات.
كما تلقى المعتصمون برقيات التضامن من الهيئات والمنظمات والنقابات والناشطين السياسيين واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
إلى ذلك جرى الإفراج عن الأديب والشاعر نجيب القرن بعد مرور ساعتين من زمن المهرجان، حيث قام الحاضرون بحمله فوق أكتافهم والمرور به بعد المهرجان في شوارع الراهدة، يتقدمهم طابور من سائقي الدراجات النارية، وصدر بيان عن نقابة المعلمين اليمنيين، ونقابة المهن التعليمية في تعز.