لك الله يا غزة.. لك الله!

> «الأيام» محمد عبدالهادي الصبيحي - الحديدة

> يا مسلمون.. غزة تئنُّ تحت وطأة الحصار، فقد أثخنتها الجراح، وأغرقتها الدماء، وملأها العويل، فنساؤها ثكالى، وشيوخها ضعفاء، وأسرها في العراء تفترش الأرض وتلتحف السماء، وشهداؤها لا بواكي لهم.

وماتلاقيه الآن من قمع وذل وهوان جراء الحصار الغاشم لأنها أبت في عزة المؤمن أن تستكين كما استكانت دول بأسرها، أو تركع للمحتل الإسرائيلي، وما يفعل بها على مسمع ومرأى من حكامنا المسلمين الذين لايحركون ساكنا، ولانلمس منهم إلا الشجب والاستنكار، وهذا ديدنهم في كل محفل، أو عمل مسيرات احتجاج التي لاتسمن و لاتغني من جوع.

وعندما تتعرض بعض الدول الأخرى الكبرى منها لعدوان إرهابي وتحدث نتيجة لذلك خسائر مادية وبشرية، فإننا نسمع ونشاهد حكام المسلمين أول من يدين ذلك العدوان، وبشيء من الترحم والاستعطاف، ويصفونه بالجريمة البشعة، خوفا وإرضاء لواشنطن وحلفائها.. وهاهي أحداث غزة الدامية وحصارها الغاشم، فأين الذين بالأمس كانوا يترحمون على موتى اليهود والنصارى من أحداث غزة، أم أن القضية لاتعنيهم ولاتؤثر على مقاليد حكمهم؟!. فتبا لمثل هؤلاء ياغزة وتب.

لك الله ياغزة! وأنّى لك برجل كالمعتصم أو صلاح الدين؟.

فالمعتصم لبى صوت امرأة عانت ذل ساعة من علج لطم خدها فلم يسعها إلا أن تقول (وامعتصماه)، فحرك جيشا عرمرما وفتح عمورية وخلص المرأة من العلج وصيره خادما لها. وصلاح الدين تأتيه رسالة من أرض فلسطين فحواها:

يا أيها الملك الذي ... لمعالم الصلبان نَكَس

جاءتك رسالة تشكو ... من البيت المقدس كل المساجد طهرت ... وأنا على شرفي أنَجَّس

فلما قرأ الرسالة جهز جيشا من غير توانٍ منه أو استبطاء، وفتح القدس، وأعاد إليها شرفها ومكانتها.

فاليوم القدس تنادي، ولكن لا حياة لمن تنادي!! واليهود يذبحون أبناءنا ويستحيون نساءنا المسلمات في القدس منذ أزمان.. ولكن لا معتصم فينا ولاصلاح الدين.. ولانخوة العرب في حكامنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى