مؤسس مركز الدراسات الإسلامية والديمقراطية في واشنطن:نقرب وجهات النظر بالحوار وليس بالعنف

> «الأيام» خديجة بن بريك:

>
من اليمين وفاء عبدالله  و راشد عبدالله و رضوان المحمودي
من اليمين وفاء عبدالله و راشد عبدالله و رضوان المحمودي
العنف ليس هو الحل وإنما بالحوار تحل المشاكل، وتقرب الوجهات، وقد نصل لحل بوقت قصير بدلا من إهداره بمناقشات حادة مصاحبة بالمشادات الكلامية.

ثلاثة أمريكان من أصل عربي حملوا على عاتقهم مسئولية تقريب وجهات النظر، وإيصال فكرة عن المجتمع الأمريكي وعن المسلمين. وقد أجرت «الأيام» هذا الحوار معهم، حيث ابتدأته مع د. رضوان المصمودي من مواليد تونس، الذي قال: «ذهبت إلى الولايات المتحدة عام1981 للدراسة، وعشت هناك منذ 26 عاما، ومازلت هناك، وتحصلت على الدكتوراة في الهندسة في 1992، وعملت في مجال الهندسة في أمريكا، وفي عام 1998 أسست مركز الدراسات الإسلامية والديمقراطية في واشنطن، وهي مؤسسة خيرية مستقلة غير حكومية وغير ربحية، ترمي لتحسين صورة الإسلام في الغرب وخاصة في أمريكا».

وأضاف: «نقوم بتنظيم ندوات ومؤتمرات حول الإسلام والديمقراطية في أمريكا والعالم العربي، ونظمنا مؤتمرا في اليمن في عام 2002، ولنا الكثير من المطبوعات والمنشورات حول هذه الموضوعات، وبعد أحداث سبتمبر أصبح هناك اهتمام متزايد بالإسلام من قبلنا».

وقال: «المواطن العادي الأمريكي يريد أن يعرف أكثر عن الإسلام والمسلمين، وأصبح المسلمون يقومون بنشاط كبير سواء في الجاليات أم المساجد أم المدارس الإسلامية، وكما تعلمون ففي أمريكا 2000 مسجد و500 مدرسة، وجميع المسلمين يعملون في هذا الميدان للتعريف بالإسلام والحوار مع الأديان، ودأب المسلمون على إقامة المحاضرات في الكنائس، ويأتي المسيحيون لزيارة المساجد، ومنذ أحداث سبتمبر أصبح هناك تخوف من الإسلام والمسلمين، وأصبح الأمريكيون كأنهم خائفون من الإسلام والمسلمين، وكان لابد لنا أن نقوم بجهد كبير لتحسين صورة الإسلام، وإقناع الأمريكان أنه ليس كل المسلمين إرهابيين ومتطرفين».

وأضاف قائلا: «في المركز العديد من النشرات باللغة العربية والإنجليزية، ودائما ألقي المحاضرات في واشنطن والمدن الأمريكية، وشاركت في عدة ندوات ومؤتمرات، إما حول الإسلام بصفة عامة، أو الحوار مع الأديان، والتعريف بالإسلام وموقف الإسلام من العنف وموقف الإسلام من المرأة وحقوق المرأة، وكل هذه المواضيع نتحدث عنها، ونقوم أيضا بمقابلات مع الصحافة في أمريكا مع الكثير من المحطات التلفزيونية.

الموقف في أمريكا يختلف كثيرا عن موقف أوروبا، وحتى ما حدث مؤخرا عن الرسوم الكاركاتيرية المسيئة، لم تنشر أي صحيفة أمريكية ذلك، لأن الرأي العام في أمريكا كان ضد نشر هذه الصور، واعتبرها استفزازا، والشعب الأمريكي يختلف عن بقية الشعوب الأوروبية.. فأغلب الشعب الأمريكي محافظ ومتدين، حتى الحكومة الأمريكية أصدرت بيانا استنكرت فيه نشر تلك الصور.

وما يسيئ للإسلام هو ما يحدث في العراق مثلا.. السنة يقتلون الشيعة والعكس، ولكي نغير من صورة الإسلام في الغرب لابد أن نغير في أنفسنا، ونقول العنف ليس الحل، نحن نحتاج للحوار والإقناع، ونحن كمواطنين في أمريكا نسعى لتحسين صورة المسلمين».

أما المحامية وفاء عبدالله من أصل لبناني فقالت: «ذهبت للولايات المتحده بقصد الدراسة، وتخصصت في قانون التجارة الدولي منذ أكثر من 20 عاما، وبقيت في أمريكا بسبب الظروف التي حصلت في لبنان، والحمدلله استطعت تأسيس مكتب محاماة في لوس أنجلس، وفرع في واشنطن، رغم أن تخصصي في قانون التجارة الدولي، إنما خلال 11 سنة التي مضت أصبح لدي نوع من الاختصاص أكثر في الأحوال الشخصية المقارن ما بين القانون اللبناني والقانون الأمريكي، خاصة في الشارع الإسلامي بما يختص بتطبيقه ما بين لبنان وأمريكا، خاصة بالنسبة للقانون المقارن وقانون المحكمة التي تختص، وهذا لعدم وجود المحامين المتخصصين بهذا المجال، وهذا أيضا بسبب وجود اللبنانيين المسلمين الموجودين في أمريكا، وعدم وجود المحامين الذين يعرفون بهذا الشرع، وأكثر من ذلك توجد بعض المواضيع التي تختص بأحكام المرأة».

بالنسبة لموضوع 11سبتمبر، قالت: «هناك أسئلة كثيرة، وما قدمته كامرأة عربية ومسلمة من خلال اطلاعي على حاجة المجتمع الأمريكي هو معرفة الكثير عن الوضع الاجتماعي العربي للمسلمين سواء الرجال أم النساء، والوضع الحقيقي الذي يحصل، وتقريب وجهة النظر مابين المجتمعين، وخاصة من الناحية العلمية والقانونية، وأنا أيضا لدي معرفة بقانون الهجرة، كما أنني عضو في بعض اللجان التي تختص بهذه المواضيع، وبعد هذه الحادثة والفاجعة كنت أحضر بعض الاجتماعات، ونقرب ما بين وجهات النظر بين الجهات المختصة، إن كان من خلال نقابة المحامين أم الجمعيات المختصة، حتى نتفادى المشاكل التي يمكن أن تحصل، وكان هناك نوع من الجهود من المجتمع الأمريكي والجهات المختصة لتفادي أي مشاكل يمكن أن تحصل من بعض الأفراد».

وقالت: «كان هناك اجتماع أسبوعي بعد الأحداث كمحامين أو جمعيات لنرى ما يحدث، لتفادي المشاكل، وفي الوقت نفسه كنت عضوا في مجلس إدارة نادي الزوارالدولي، ومن ثم رئيسة مجلس الإدارة، وقد جاء إلينا الكثير- ومنهم من اليمن أيضا- بمواضيع كثيرة، وكنا نقرب وجهات النظر والحوار ما بين الأشخاص بشكل عام، إن كان على التشريع الإسلامي أو المجتمع الإسلامي أو الحوار السياسي أو المجال الاجتماعي أو التعليمي، وكنا نحاول دائما أن نضع البرامج، لكي نستطيع أن نتابع الحوار الدائم، ووجودي اليوم هو أيضا تكملة لمشوارالمتابعة والحوار.

وقد أثبتت أمريكا أنها البلد الوحيد التي تجعل الناس تمارس أديانهم مثل ما يريدون».

وقال د. راشد عبدالله عبده من اليمن: «كنت أسكن في التواهي، وعملت أعمالا كثيرة، وفي عام 1945 تعلقت بالقنصل الأمريكي الذي كنت أعمل في منزله، وكنت في نفس الوقت أدرس وقد تبعتهم إلى جدة وإلى بيروت، ومن ثم إلى أمريكا، وكنت أول يمني يدرس ويتخرج من الثانوية في عام 1948 وكذلك يتخرج من الطب، وأنا طبيب جراحة وأعلم الجراحة، وعدت مرارا إلى اليمن كمستشار لوزير الصحة في عام 1981».

وأضاف: «قمت بالتدريس في كلية العلوم والتكنولوجيا في صنعاء، كما عملت كمستشار في جامعة صنعاء للطب، وفي نفس الوقت عشت في أمريكا لمدة 60 عاما، وأنا لم أدرس العربية بإتقان إلا أني درستها في مدة 4 أشهر فقط تحت ظل الأشجار في قريتي.

الجميل في أمريكا أن كل شخص يحترم الآخر، وكل من يأتي إلى أمريكا يأتي لهدف معين، وهو العمل والحرية، وخصوصا الحرية الدينية، وكانوا يطلبون مني أن يعرفوا عن اليمن وعن الديانة الإسلامية.

أمريكا بلد الحرية وبلد الفرص، ويجب على الشخص أن يثابر ليصل لهذا مهما كان أصله أو بلاده أو لونه».

وأضاف: «كما أن المساجد هناك مستقلة وليست تابعة للحكومة، والجاليات هي من تبني المسجد وتعين إمام المسجد».

هؤلاء الثلاثة هم من مختلف شرائح المجتمع الأمريكي، حملوا على عاتقهم مهمة توصيل الرسالة والفكرة الصحيحة عن الشعب الأمريكي، وكذا توصيل الفكرة الصحيحة عن الشعب اليمني والمسلمين للشعب الأمريكي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى