فيما تزداد أوضاع النازحين بصعدة سوءا.. 42 ألف نازح يستفيدون من مساعدات برنامج الأغذية العالمي

> صعدة «الأيام» رائد الجحافي:

> علمت «الأيام» أن أكثر من 180 ألف شخص قد نزحوا وشردوا من منازلهم في أغلب مناطق وقرى محافظة صعدة بسبب الحرب بين السلطة والحوثيين، وأن أغلبية النازحين الذين نزحوا إلى مناطق بعيدة كالمناطق الواقعة على الحدود اليمنية- السعودية في مديرية باقم ومدينة الملاحيط وغيرها يعيشون في ظروف سيئة للغاية، وأن المئات منهم- إن لم يكونوا الآلاف- أصيبوا بأمراض نفسية بسبب عدم الاستقرار والخوف من المجهول، بالإضافة إلى شعورهم بالضياع لمصادر أرزاقهم وضياع مستقبل أولادهم الذين تركوا مدارسهم.

وعلى الرغم من وجود العديد من الجمعيات والمنظمات الإنسانية والخيرية المحلية والعربية والأجنبية التي تحاول تقديم مساعداتها المتنوعة للسكان والنازحين والجرحى وغيرهم من فئات المجتمع، إلا أن الكثير من النازحين يتذمرون من الواقع الذي يعيشونه.

وقال لـ«الأيام» العديد منهم إن ما يحصلون عليه من مساعدات لا تفي بمتطلبات الحياة، وإن تلك المساعدات غير مستقرة أو أنها لم تعتمدعلى كشوفات دقيقة.

وفي مكتب فرع برنامج الأغذية العالمية التقت «الأيام» بالأخ إبراهيم غانم كبير مساعدي البرنامج التابع لمنظمة الأمم المتحدة، ويشغل حالياً مدير مكتب البرنامج بمحافظة صعدة، الذي رد على استفسارات «الأيام» قائلا: «إن برنامج الأغذية العالمية هو البرنامج التابع لمنظمة الأمم المتحدة، وهدفه ذو طابع إنساني خيري، وقد تلقى برنامج الأغذية بصنعاء في العام 2007 طلبا من وزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية للنزول إلى محافظة صعدة، وتقديم المساعدة للنازحين، وفي شهر يونيو في العام المنصرم تم إرسال لجنة من قبل البرنامج، وبمساعدة السلطة المحلية لمحافظة صعدة قام فريق اللجنة بعمل مسح ميداني للتأكد من وجود نازحين وأعدادهم، والوضع الذي يعيشونه، وأجري المسح من منزل إلى آخر، وبعد عملية فحص وتدقيق وجد أن عدد النازحين آنذاك يصل إلى 250 أسرة، ثم ارتفع عدد الأسر النازحة فيما بعد ليصل عددها في الوقت الراهن إلى 6050 أسرة نازحة، وتتكون كل أسرة من سبعة أفراد على أقل تقديرات البرنامج ليبلغ عدد النازحين الذين تستهدفهم مساعدات البرنامج حوالى 42 ألف شخص منهم 616 أسرة نازحة تقيم داخل مخيمات العند، آل عقاب، والبقلان، ويعمل البرنامج في فرع صعدة على توزيع المواد الغذائية الرئيسة للنازحين ضمن خطة توزيع شهرية، حيث كانت في البداية كل أسرة تحصل على كيسين من القمح، خمسة ليترات زيت طبخ، عشرة كجم فاصوليا، عشرة كجم سكر، وكيلو ملح، واستمرت المساعدات على هذا الشكل حتى نهاية شهر ديسمبر من العام المنصرم، ولكن بسبب ارتفاع الأسعار العالمية لمادة القمح وشحة وجود المواد الغذائية لدى البرنامج توقف صرف تلك المواد في شهر يناير ليعاود فريق البرنامج عملية صرفها وتقديم المساعدات في شهر فبراير المنصرم، ضمن خطة توزيع جديدة تم من خلالها تخفيض كمية المساعدة، ولم يعد توزيع سوى نصف كمية المواد الغذائية بالنسبة للأسر النازحة إلى مدينة صعدة، بينما النازحون المقيمون داخل المخيمات يحصلون على الكمية السابقة نفسها من المواد الغذائية باستثناء مادتي السكر والملح».

وأضاف:«إن برنامج الغذاء العالمي كان ينوي تنفيذ خطة عمل واسعة تستهدف أكبر عدد من الأسر النازحة، وينوي تقديم مساعداته لـ11ألف أسرة نازحة، لكن هذا الأمر يتوقف على كمية الدعم الذي تحصل عليه المنظمة من الدول المانحة».

وحول مسألة انحصار خدمات البرنامج واستهدافه مناطق ومخميات محددة دون غيرها، قال الأخ إبراهيم غانم:«إن فريق برنامج الغذاء العالمي العامل بمحافظة صعدة لم يتمكن من الوصول إلى المناطق الأخرى البعيدة، وبالذات المناطق غير الآمنة، والسبب عدم استقرار أوضاعها الأمنية، حيث يكون من الصعب إيصال المواد الغذائية والمساعدات إليها».

وأضاف: «إن فريق برنامج الغذاء العالمي العامل في محافظة صعدة لم يتحصل على أي دعم محلي من الجمعيات الخيرية أو غيرها باستثناء ما تقدمه السلطة المحلية بمحافظة صعدة من تسهيلات وخدمات غير عينية، وأنه لم يوجد للمنطقة أي تعاون مشترك مع المنظمات الأخرى، باستثناء منظمة الإغاثة الإسلامية التي يجري التعامل معها كشريك في عملية توزيع وصرف المساعدات التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي».

وفي نهاية حديثه مع «الأيام» دعا مدير مكتب فرع البرنامج بصعدة كل الخيرين في أنحاء العالم دعم البرنامج لكي يتمكن من مواصلة مهام عمله الإنسانية، متمنيا أن يسود الأمن والسلام كل أنحاء المحافظة، وأن يتمكن فريق البرنامج من الوصول إلى المناطق الأخرى، معربا عن الشكر والتقدير للسلطة المحلية لمحافظة صعدة ممثلة بالمحافظ اللواء مطهر رشاد المصري الذي قال عنه إنه لم يبخل يوماً في تقديم المساعدة لفريق البرنامج العامل بمحافظة صعدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى