قد يفوت أوان الرد

> منى عوض باشراحيل:

> حينما بدأ غزو المجتمعات المسلمة والعربية بالانحطاط الأخلاقي والمفاسد والعري، ولم يلق ذلك رادعا مناسبا يعود به من حيث أتى، عمَّ هذه المجتمعات وأصبح بعد ذلك مظهرا عاديا، لاتخجل منه العين، ولايستحي منه الفؤاد، بل تطور ذلك العري وتلك المفاسد وتعددت مفاهيمه وأشكاله وأساليبه بما يتناسب مع تقلبات وتطور العصر، وظل ينمو ويتكاثر حتى عجز المجتمع عن بتر تدفقه. لم يكن ذلك إلا نتيجة الفهم الخاطئ للكثير من التعاليم الدينية التي وجه بعضها نحو كبت آفاق الإنسان المسلم، مما أدى به إلى تقنص الفرص لرؤية فاضحة، والعمل جاهدا على اقتناء كل ما يمكن أن يوفر له ثقافة- وإن كانت مغلوطة- عن الأمور التي أوجب عليه المجتمع الابتعاد عنها، دون حكمة وتوعية صحيحة. مفاسد صار الإنسان المسلم يبذرها ويشرف على ولادتها، ومن ثم يعتني بتطعيمها ضد الفضيلة والمبادئ السامية.

طالما أن المجتمع قد احتضن المفاسد راضيا، وواصل تبعيته اللاواعية لكل قيادات الغرب، وهان عليه الإسلام- رغم أنه الدين الأكثر تحضرا إذا استوعبنا روحه الجليلة وتعمقنا دواخله دون تشنج، هو دين الوسطية التي يعقدها البعض بالتعصب والجهل- إذا ليس غريبا ما حدث للإسلام ومازال يتجدد.

منذ البدء لم يكن الرد قويا وواضحا، يحفظ مكانة النبي صلى الله عليه وسلم، ومكانة الإسلام أمام أولئك الغجر، فقط ارتضينا بالمسكنات والاعتذارات التي وجهها لنا أولئك، ليس إكراما لوجه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا لأي وجه عربي أو مسلم، بل خوفا من فقد سوق لبضائعهم وخوفا من نقص الواردات المالية التي تدرها بسخاء تلك السوق.. باختصار خوفا على مصالحهم التجارية في المنطقة، فتكرر ذلك العمل القذر- وحتى القذارة بريئة منه- دون أي اعتبار للمسلمين أو العرب، لأن بداية التصدي كانت بالتأكيد خاطئة وغير كافية، والآن يتكرر الألم مع نقص تأثيره على الشارع، أخاف أن يجيئ اليوم الذي يصبح فيه سب الرسول صلى الله عليه وسلم أمرا عاديا! بحيث يموت من أحبه بغيضه، حين يقف عاجزا عن الرد على الجاهلية الجديدة.

لقد استغل الآخر تسامحنا في أمر لاتسامح فيه، لست متعصبة، إلا بشروط أكثر متانة من حب الذات الذي غلب علينا معشر المسلمين. كان لابد من التمسك بعدد من الثوابت لنجعل من تسامحنا مصدرا للقوة وليس ضعفا، يجعل من يشاء ومتى يريد يتطاول على نبينا وديننا وقرآننا.

لحبه

كان.. لايزال داخلي

حبيبي الذي تمرد حبه بين الحنايا

فخفضت له الروح..

الحبيب صاحب النفس

صاحب الضوء..

صاحب الطفولة والصبا والعمر الجديد

حبيب علمتني أمي بين الخلايا وجوده

علمتني كيف حبه معي يكبر..

هو في أبجدية الولادة.. حتى خريف القبر

نور يرمم أنسجة التألق

حبيبي لايشبهه أحد.. ليس كمثله بشر

يتجدد ليبقى.. فيبدو الأجمل

لا.. ليس منكم.. هو النبي لاكذب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى