عبدالباري طاهر:أدعو الاشتراكي إلى قراءة أخطاء أساس قيام الوحدة وإعادة النظر فيها وأنيس يحيى:الحراك في الجنوب لا علاقة له بالدعوة للانفصال

> صنعاء «الأيام» خاص:

>
نظمت أحزاب اللقاء المشترك بالأمانة صباح أمس الأول الخميس ندوة حول «الحراك في المحافظات الجنوبية والنضال السلمي» تحدث فيها الأخوان أنيس حسن يحيى، قيادي بالحزب الاشتراكي اليمني وعبدالباري طاهر نقيب الصحفيين سابقا.

وتناول الأخ أنيس حسن يحيى موضوع الحراك السياسي في المحافظات الجنوبية ووصفه بأنه واحد من آثار حرب صيف 94م، وقال إن التعبئة الخاطئة المنادية بالانفصال في المحافظات هي الأخرى ناتج طبيعي لما تقوم به السلطة من ملاحقة وإهانة أبناء الجنوب وقمعهم وحرمانهم من حقوقهم، معيباً في الوقت نفسه على أحزاب اللقاء المشترك عامة وعلى الحزب الاشتراكي خاصة بأنهم لم يأخذوا هذه القضية بعين الاعتبار ومنذ زمن مبكر، مؤكداً أن القضية في المحافظات الجنوبية وحراكها هي قضية حقيقية وليست مفتعلة كما تنظر إليها السلطة «ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ونحن نتحدث عن القضية الجنوبية اليوم وبسبب حرب 94م خرجت إلينا قضية أبناء المحافظات الجنوبية، وأخشى ما أخشاه أن تأتي سنوات قادمة وتصبح لدينا قضية أبناء شمال الشمال (صعدة)، لأن كل هذا يأتي نتيجة حرب ونتيجة إقصاء للآخر والذي يتسبب في بروز مثل هكذا قضايا».

وقال الأخ أنيس حسن يحيى:«إن الشيء الذي ينبغي أن نستوعبه هو أن كل القوى السياسية الفاعلة وأقصد بها بشكل خاص أحزاب اللقاء المشترك لم تلتقط هذه القضية حتى وصل الاتهام لها بالانفصالية وأقصد هنا القضية طبعا ولو التقطت أحزاب اللقاء المشترك هذه القضية في وقت مبكر لأضفت عليها البعد الوطني».

وحول البعد الوطني للقضية الجنوبية أشار الأخ أنيس حسن يحيى إلى «أن الغالبية من الناشطين في هذا الحراك السياسي السلمي في المحافظات الجنوبية كانوا في مقدمة المناضلين للوحدة اليمنية ولا أستغرب أن يحدثني بعضهم عن تيارات أخرى ليس لها علاقة بالوحدة.. نعم نتفق أن وحدة 22مايو لم تعد قائمة بسبب الحرب ولكن أي خيارات أخرى وهي خيارات مقروءة ليس لها أفق وليس لها مستقبل، وهنا أقول إن هناك خيارات ومصالح محلية ومصالح إقليمية ودولية تتدخل لتتحكم بالقرارات السياسية والبلد الجميل لبنان خير مثال على ذلك، فإذا كنت أسلم بهذه الخيارات ولكنني في الوقت نفسه أحذر مما يمكن أن يترتب من ضرر كبير في هذا الصرح الوحدوي الذي تشوه أصلا في حرب 94م، ولكن من حقنا كمناضلين أن نتمسك بحلمنا بصرف النظر عن التشوهات التي لحقت به بفعل حرب 94م».

ومضى الأخ أنيس حسن يحيى في حديثه متسائلا: «من يضمن أن يكون الجنوب كالسابق؟.. وأقولها للذين يتمنون أن يعود الجنوب إلى السابق، من يضمن أن يكون الجنوب كيانا واحدا؟ من يضمن أن اليمن ككل في ظل وجود تصادم مصالح محلية وإقليمية ودولية تظل كيانا واحدا؟».

وعلق الأخ أنيس حسن يحيى على الدعوة إلى الانفصال بقوله:«إن التعبئة الخاطئة في الجنوب والمطالبة بالانفصال ناتج طبيعي لما تقوم به السلطة من قتل وضرب وملاحقات واعتقالات وقمع وسقوط الشهداء من أبناء المحافظات الجنوبية، القضية الجنوبية قضية حقيقية وليست مفتعلة وهي من إفرازات حرب 94م، التي أعيب على أحزاب اللقاء المشترك عامة والحزب الاشتراكي خاصة أنهم لم يتلقطوا هذه القضية في وقت مبكر لإضفاء البعد الوطني.. إنني جنوبي، لكنني جنوبي يمني وبالتالي لابد أن يتم تصحيح الخلل في بنية الدولة، وإن القضية قضية ليست مفتعلة كما تروج لها السلطة وصحافتها التي لا تهتم بخلق بيئة موازية لحوار حقيقي فكري سياسي مسئول للخروج برؤية مشتركة وللخروج بحلول لمشكلات هذا الوطن».

وأضاف أنيس حسن يحيى قائلا: «هناك تشويش في وعي المواطنين، الوعي الفكري والسياسي وما حصل في حرب 94م جريمة بكل المقاييس، وحل المشكلة في صعدة بنهج القراصنة والقوة التدميرية، وأنا لا أستبعد أن الناس الآن يتحدثون عن قضية (أبناء صعدة)، لماذا تحل السلطة خلافاتها بهذا الأسلوب المدمر؟.. ولذلك أقول إن هناك رموزا أساسية في الحركة الوطنية، إذاً لماذا لا نرعى الحراك السلمي ولماذا لا نتبناه والغرض من هذا التبني هو إضفاء البعد الوطني».

وأكد أن التشويش في عقول الناس يتقوى الآن «فهم يتحدثون حول هوية، وهل هناك هوية جنوبية؟ أقول إن هناك خصوصية والهوية هي أكبر بكثير من الخصوصية وأبناء عدن لهم خصوصية مميزة تتمثل باللبس واللهجة والعادات الخاصة، إذاً هناك خصوصية لهذا الأمر وهناك هوية جامعة لكل هذا، ونقول هنا يا أخواني أنتم أول من دافع عن الوحدة اليمنية، ومعنى هذا صحيح أنني جنوبي ولكن الموقع الجغرافي لا يعطيني هوية، الهوية أكبر بكثير وضامة لكل الخصوصيات، واليمن القديم لم يعرف دولة وحدة مركزية، والدولة المركزية في تاريخ المجتمع الحديث هي ناتج تطور الرأسمالية في أوروبا، ولم توجد دولة مركزية في اليمن في عصور تاريخية غابرة، وهذا لا يعني أنني لست يمنياً ولا يعني أنني لست معنياً ببناء دولة يمنية معاصرة».

وقال الأخ أنيس حسن يحيى: «هناك من قال لي نحن أسقطنا مسار الوحدة ونريد استعادة دولتنا وهذه أصوات تنادي بهذا الكلام وهذه حقيقية وبالمقابل هناك أصوات عاقلة إذ استطاعت أن تعطي لهذا الحراك بعدا وطنيا للقضية الجنوبية، وهنا الحديث ليس له علاقة بالانفصال إطلاقا».

وأوضح يقول: «القيادة السياسية في صنعاء تقدمت بمشروع وحدة فدرالية للحزب الاشتراكي في عدن ويعرف كثيرون أن قيادة الاشتراكي القيادة المجربة اندفعت نحو وحدة اندماجية لا تتوافر شروطها ولا تتوافر أسسها.. لماذا لاتتوافر شروطها وأسسها، لأن اليمنين تقاتلا منذ استقلال الجنوب والشمال الأمر الذي ولد عدم ثقة لدى القيادتين والنظامين والشيء الطبيعي أننا عندما نتوجه إلى الوحدة لابد من الأخذ في الاعتبار هذا الواقع المعقد، وكان يتوجب على قيادة الاشتراكي آنذاك أن تنظر إلى مشروع الوحدة وتدرسه، فالوحدة أثلجت صدور كل اليمنيين بشكل عام وأثلجت صدور الوحدويين بشكل خاص، لكن الواقع لا يحتمل هذا الدمج السريع وهذا ما قلته برسالتي الموجهة للقيادتين في حينه، ولكن لكي تبقى لليمن شعبيته ووحدته وشخصيته الرائدة في اليمن وتبقى هناك حكومة في عدن وحكومة في صنعاء وتبقى وحدة فيدرالية حتى تتم الوحدة الاندماجية، وأكثر الدول استقرارا في العالم وينعم مواطنوها بالمواطنة المتساوية هي الدول الفيدرالية، وهناك ألمانيا الاتحادية ودولة الإمارات خير مثال على ذلك، وهكذا ترسم الأمور وهكذا يشكل الوعي، وهذا لا يعني اندفاعي لوحدة اندماجية وقد عبرت عن وحدويتي بشكل صحيح، وبعد قيام الوحدة اليمنية الوضع اختلف وترجمت بطريقة عسكرية خاطئة والوحدة بصراحة تمت بنقل الوحدات العسكرية من الشمال للجنوب والعكس وكان هذا الأمر يخفي نوايا أخرى، يجب أن نعترف بذلك أننا في الحزب الاشتراكي اقترفنا أخطاء كبيرة في حق مدينة كل اليمنيين عدن».

وأكد الأخ أنيس حسن يحيى «أن اللقاء المشترك مثل نقل نوعية في الحياة السياسية وينبغي أن نعترف بها، ومن هنا أحيي النائبين محسن باصرة وانصاف مايو في مقدمة نشطاء الحراك السياسي في المحافظات الجنوبية».

وقال الأخ أنيس حسن يحيى في ختام حديثه:«إن الحراك السياسي في المحافظات الجنوبية ينبغي أن يحس به كل يمني لأنه قضية فعلية وقضية حقيقية وأي حراك آخر مماثل سلمي وهذا الحراك الذي يجري سيستمر وبشكل سلمي بكل الوطن لتصبح هذه القضية هي المدخل لإصلاح الخلل في بنية دولة الوحدة التي فيها اختلالات كثيرة وأخطاء كثيرة والعمل السياسي يجب أن يكون عملا رفيعا يتم بناء على قراءة صحيحة للواقع وهذه المسألة تربط الحراك ككل ليكون حراكا سلميا ديمقراطيا حتى لا نقع في الزاوية، وتحدث فتنة في الوطن في حين أننا لسنا دعاة فتنة نحن دعاة وحدة لا تحكمنا عقد الماضي، والواقع السياسي يتطلب صنع رؤى مشتركة من أجل بناء اليمن الحديث وليس العمل على تهميش الآخرين، نحن في الاشتراكي كم همشنا الناصريين وأبعدناهم وثقافة إقصاء الآخر يجب أن ننبذها لنتقدم إلى الأمام».

ثم تحدث في الندوة الكاتب والباحث الأخ عبدالباري طاهر قائلا: «لدي ملاحظات كثيرة فأنا متفق مع الأستاذ أنيس على ما طرحه، وأقول صحيح هناك أخطاء تتعلق بأساس قيام الوحدة أدت إلى الأزمة الحالية والتوتر، هذه الأخطاء أدعو الاشتراكي أكثر من غيره إلى قراءتها وإعادة النظر فيها ومنها مسألة عدم الإعداد الدقيق لقيام الوحدة ومسألة التقاصد وتغييب أطراف سياسية من المشاركة ومسألة أن التقاصد كان على مستويات أعلى وكان يتم في العقل السياسي الأعلى والكثير من الاشتراكيين في حينه غيبوا، والوحدة قامت حقيقة بين دولتين قبليتين وجيشين وأمنين وجهازين إداريين في جانب كبير جدا منهما فاسد، وغيب العمل السياسي مسألة المشاركة الفعلية في الوحدة وكان هذا بداية الخلل.

مسالة الوحدة كانت باتفاق بين علي سالم البيض وعلي عبدالله صالح وكان الاشتراكي حقيقة مغيب ثم اتخذت الوحدة شكل الترتيب التواطئي والتوافق بين طرفين لاستبعاد أطراف سياسية أخرى وهذه الصيغة نعتبرها تقاسم مصالح بين أطراف عديدة في قمة الدولة أدت إلى استمرار الصراع على التقاسم وعلى المكاسب السياسية واستبعدت وهمشت أطراف سياسية وألوان الطيف المجتمعي».

واستذكر طاهر مرحلة الاغتيالات قائلا: «كانت الاغتيالات بداية مؤشر للمرحلة القادمة أن هناك طرفا في الوحدة غير قابل بالوحدة وغير قابل بالمشاركة، وللأسف الشديد أيضا أن الحزب الاشتراكي لم يقف وقفة جادة إزاء مسألة الاغتيالات ودائما عندما لا يحمى الدم وعندما لا يقف الناس إزاء القتيل الإول فانه يتناسى ويتسلل وأصبحت الدورة بمثابة مصالحة وطنية كبرى، وكان هناك أخطاء نتجت بين التقاصد الذي كان على رأس الحكم نجم عنه كوارث أدت الى حرب 94م».

وحول القضية الجنوبية قال الأخ عبدالباري طاهر: «الآن القراءة لقضية الجنوب هو حديث عن قضية حقيقية وواقعية وأصبحت تراكمية، من المهمشين انتقل إلى رأس السلطة بواسطة القبيلة، وقبل الوحدة كانت الشمال مهددة بالتفكك وكانت الجنوب أيضا مهددة بالتفكك، وهذا التفكك وجد نفسه أمام احتمالين إما انقلاب عسكري وهو مستحيل وإما تغيير سلمي ديمقراطي وهو أيضا مستحيل، وما تشهده الآن اليمن هو التفكك الذي يعود باليمن إلى ما قبل الوطنية إلى ما قبل الدولة، والجميع في اللقاء المشترك مدعوون إلى إعادة القراءة الحقيقية للوحدة وما ترتب على حرب 94م والحراك في الجنوب يتطلب قراءة حقيقية من كل الناس ولتكن قضية وطنية في الشمال والجنوب وإذا لم يجد هذا الحراك صدى في مدن الشمال، إذا لم يجد الحراك في الجنوب صدى حقيقيا وعميقا في مدن الشمال ستكون الكارثة، وأنا أتفق مع الأستاذ أنيس أن الزجاجة لا تنقسم إلى قسمين إذا ما كسرت، البلد في إشكال ولا أحد يضمن ولن نستطيع استعادة ثورتي سبتمبر وأكتوبر و22 مايو، لابد من رؤى جديدة وحراك جديد والمشكلة مشكلة الكل».

وجاء في ختام مداخلة الباحث الأخ عبدالباري طاهر: «لابد أن يكون هناك تضامن حقيقي ونشاط حقيقي من قبل اللقاء المشترك، وما وحد اليمن هو وجود حركة طلابية موحدة ونقابات عمالية موحدة ونشوء أحزاب سياسية موحدة لها أهداف مشتركة هذا ما وحد اليمن.

الآن تناضل صعدة لحالها، وحجة لها مآربها الخاصة، وتهامة في واد آخر، والجنوب يتحرك بشكل مختلف.

هذا يؤدي إلى التحرك في البلد ولابد أن تكون القضية قضية واحدة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى