مئات المسيحين يشاركون في تشييع المطران رحو في شمال العراق

> الموصل «الأيام» مجاهد محمد :

> شيع مئات المسيحيين العراقيين أمس الجمعة في قرية كرمليس في محافظة نينوى قرب الموصل (370 كلم شمال بغداد) رئيس اساقفة الكلدان المطران فرج رحو غداة العثور على جثته بعد اسبوعين من خطفه.

ودعا بطريرك الكلدان في العراق الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي في كلمة له خلال مراسيم التشييع المسيحيين الى "ضبط النفس".

وقال دلي "ادعو طلاب الكنيسة الى ضبط النفس والصبر والسلوان وان يتذكروا اننا سائرون على طريق اجدادنا حتى الساعة مخلصين مسالمين محبين وطنيين وابناء عاملين بما يامرهم يسوع المسيح".

وتابع الكردينال وهو العراقي الوحيد الذي انتخب من قبل دولة الفاتيكان كاردينالا "بقلب يلفه الحزن والاسف اقف امام جثمان اخي وعزيزي الحبر جليل وراعي الابرشية المطران بولص فرج رئيس اساقفة الموصل".

واضاف وهو قد انقطع عن الكلام لبرهة بسبب البكاء "اراد الموت على غرار الشهداء والقديسين بروح المحبة من اجل ان يكمل واجباته الدينية".

ودفن المطران رحو داخل كنيسة مار عدة في قرية كرمليس (35 كلم شرق الموصل) ذات الاغلبية المسيحية.

ووفقا لمراسل فرانس برس، انتشر رجال الشرطة ومعظهم من المسيحين على جانبي الطريق المؤدي الى القرية.

ووقفت على جانبي الطريق مئات النساء والاطفال الذين كانوا يذرفون الدموع وهم يحملون الزهور، لاستقبال المشيعين وبينهم عدد كبير من المسلمين يتقدمهم رجال يحملون الصليب وعليه صورة المطران رحو.

واستقبل المئات جثمان المطران الذي وصل في قافلة من عشرات السيارات، واطلقت نساء زغاريد فيما بكت اخريات متشحات بالسواد.

وقال سامر شريف وهو رجل دين مسيحي من الموصل ان "قتل المطران رحو جريمة خطيرة تستنكرها جميع الاديان السماوية والقوانين الدولية".

وطالب الحكومة العراقية بملاحقة الخاطفين. وقال "لا يمكن السكوت عن القتلة ويجب القصاص منهم وانزال اشد العقوبات بهم".

من جانبه، قال جوزيف اسكندر وهو من المقربين لرحو ان "الهدف من الجريمة هو اثارة الفتنة بين ابناء الشعب العراقي والاضرار بالموصل التي يتعايش فيها المسلمون والمسيحيون منذ مئات السنين".

واعربت ايفان ميرزا (24 عاما) وهي مسيحية تعيش في بغداد، عن خوفها من تصاعد اعمال العنف. وقالت "نخشى زيارة الكنيسة دائما. الارهاب يستهدفنا".

وتابعت "اعيش في منطقة القادسية (غرب بغداد) حيث لا توجد كنيسة قريبة، ونخاف من مخاطر التعرض للقتل عند الذهاب لكنائس في مناطق ابعد".

وشددت ايفان على انه "لا مسيحي ولا مسلم قتله (رحو). الارهابيون هم من يقتل العراقيين".

وكان المطران رحو خطف في التاسع والعشرين من شباط/فبراير الماضي في الموصل على على ايدي رجال مسلحين قتلوا ثلاثة من حراسه.

واعلن المسؤول في البطريركية الكلدانية في بغداد المطران شليمون وردوني لمكتب الاعلام التابع للكنيسة الكاثوليكية الايطالية أمس الأول العثور على الجثة قرب الموصل,وقال "عثرنا على جثته قرب الموصل، لقد دفنه الخاطفون".

ولم يتضح سبب وفاة المطران رحو،لكن المطران ربان القس وهو اعلى مرجع ديني في اقليم كردستان العراق قال ان جثته لا تحمل آثار رصاص.

ووفقا لما اورده موقع فضائية عشتار المسيحي فان "المختطفين غيروا اماكن وجودهم ثلاث مرات خلال فترة احتجازه والاماكن التي كان فيها الشهيد المطران اقتحمت في ليلتين متتاليتين وفشلت عملية العثور عليه".

واضاف ان "مطالب الخاطفين كانت مساهمة المسيحيين في (الجهاد( واطلاق سراح عدد من المعتقلين العرب في السجون العراقية وفدية مقدارها ثلاثة ملايين دولار".

واشار الموقع الى انه "طيلة مدة احتجازه لدى مختطفيه كان سالما لكنه كان يعاني من ضغط من قبل خاطفيه لاجباره على ترك ايمانه. لكنه قاوم ذلك بكل صلابة الى ان استشهد بعد اسبوع من احتجازه وهو ثابت على مبادئه وعقيدته".

وسارع البابا بنديكتوس السادس عشر الى التعبير عن "تأثره وعميق حزنه" لوفاة المطران رحو.

وقال متحدث باسم الفاتيكان ان الحبر الاعظم عبر عن الامل بان "يدفع هذا الحادث المأساوي الجديد نحو تحريك الجميع وخصوصا المجتمع الدولي لاحلال السلام في بلد يعاني هذا القدر من الاضطراب".

ودان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "الجريمة البشعة"، في رسالة بعث بها الى الكاردينال الكلداني عمانوئيل الثالث دلي.

من جانبه، دان الرئيس الاميركي جورج بوش أمس الأول مقتل المطران معتبرا انه "جريمة قتل". وقال بوش في بيان "اعبر عن تعازي للطائفة الكلدانية والشعب العراقي (...) وادين عمل العنف الدنىء الذي ارتكب بحق المطران".

ووفقا لمصادر كنسية يعيش في محافظة نينوى، وكبرى مدنها الموصل، على بعد 370 كلم شمال بغداد، حوالى 750 الف مسيحي يمثل الكلدان سبعين بالمئة منهم فيما يشكل السريان والارثودكس والكاثوليك الباقين.

ويتمركز المسيحيون في مناطق الحمدانية وقرقوش وتلكيف وتقع الى الشمال والشرق من مدينة الموصل التي تنتشر في معظم احيائها كنائس ومدارس مسيحية. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى