> بيروت «الأيام» ربى كبارة :

قبل عشرة ايام على موعد القمة العربية، تحول موضوع المشاركة اللبنانية فيها الى عامل خلاف اضافي بين الاكثرية المناهضة لسوريا المدعومة من الغرب وغالبية الدول العربية والمعارضة التي تساندها دمشق وطهران.

ورغم غياب اي مؤشرات عن احتمال انتخاب رئيس للبنان في الجلسة المقررة الثلاثاء المقبل، ارجأت الحكومة حتى ذلك التاريخ موقفها من المشاركة في القمة المقررة في 29 و30 آذار/مارس في دمشق.

ففي اعقاب جلسة للحكومة انعقدت مساء أمس الأول واستغرقت نحو ست ساعات، قال وزير الاعلام غازي العريضي للصحافيين "قرر مجلس الوزراء عقد اجتماع يوم أمس الأول المقبل لاستكمال النقاش" في موضوع المشاركة في القمة و"اتخاذ القرار المناسب".

وكان رئيس البرلمان نبيه بري، احد قادة المعارضة، ارجأ انتخاب رئيس للجمهورية للمرة السادسة عشرة الى 25 اذار/مارس المقبل.

واوضح العريضي ان الحكومة "ناقشت التطورات والاوضاع السياسية في البلاد في ضوء ما توصلت اليه الاتصالات في شأن تنفيذ المبادرة العربية والاستعدادات لعقد القمة العربية، وما يرافق ذلك من نقاشات وسجالات ومواقف وحركة اتصالات مكثفة عربيا ولبنانيا".

وطالب قادة بارزون في صفوف قوى 14 اذار (تمثلها الاكثرية) بينهم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كما عدد من نواب ووزراء تيار المستقبل بمقاطعة القمة اذا لم يتمثل لبنان برئيس الجمهورية.

وتراوحت الطروحات في الجلسة الحكومية بين المقاطعة التامة للقمة او مشاركة تقتصر على كلمة للبنان تلقيها شخصية مارونية (من طائفة رئيس الجمهورية) تختارها الحكومة ثم تنسحب.

وقال وزير التنمية الادارية جان اوغاسبيان الاربعاء "الاتجاه هو لعدم حضور القمة الا ان البحث يجري عمن سيلقي كلمة لبنان فيها".

واوضح اوغسبيان في حديث اذاعي بان لكل وجهة نظر حسناتها. فعدم الحضور يعني "ان الوضع غير طبيعي وغير مستقر وثمة فراغ يجب الا يستمر على ما هو عليه" والقاء كلمة لبنان يشكل "افادة من الفرصة للتعبير عن حقيقة الوضع والتاكيد على ان العلاقات السورية -اللبنانية غير سليمة وغير صحية وهي بحاجة لرعاية عربية لتنقية الشوائب".

واضاف "بحثنا في الرأيين وارتأينا افساح المجال لانتخاب رئيس جمهورية حتى 25 آذار/مارس ليتمثل لبنان برئيس جمهورية مسيحي وماروني كرئيس مسيحي وحيد في الجامعة العربية".

ولم يقتصر الجدل حول تمثيل لبنان على اوساط الاكثرية النيابية بل شمل المعارضة التي رفضت رفضا باتا ان تقوم الحكومة التي يرئسها فؤاد السنيورة بهذه المهمة.

يذكر ان صلاحيات رئيس الجمهورية انتقلت الى مجلس الوزراء مجتمعا بسبب فراغ سدة الرئاسة الاولى منذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

ورفض "اللقاء الوطني اللبناني" الذي يضم شخصيات وتجمعات من المعارضة المقربة من سوريا ان تمثل الحكومة لبنان في القمة.

وقال اللقاء في بيان نشرته الصحف اللبنانية الاربعاء "ان المشاركة في القمة العربية بحكومة الامر الواقع تبقى منقوصة ولا تعبر عن موقف لبنان".

وراى رئيس الحكومة السابق عمر كرامي، احدى الشخصيات المشاركة في اللقاء، ان الحكومة اذا شاركت "ستعطي رايا لا يمثل جميع اللبنانيين".

وشدد على ضرورة عدم تغيب لبنان عن القمة وقال "يجب ان يمثل لبنان بوزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ"، احد الوزراء الشيعة الخمسة المستقيلين منذ تشرين الثاني/نوفمبر عام 2006.

وسبق للنائب المعارض ميشال عون ان رفض ان يمثل السنيورة لبنان في القمة لانه لا يعترف بشرعيته، مطالبا بان تتمثل المعارضة في القمة اذا تمثلت الحكومة.

وكان مصدر وزاري قال أمس الأول لوكالة فرانس برس ان موقف الحكومة مرتبط ب"المشاورات مع الدول العربية المساندة".

وتسعى دول عربية في مقدمها المملكة العربية السعودية ومصر والاردن الى اقناع سوريا بتسهيل انتخاب رئيس للبنان كشرط اساسي من شروط نجاح القمة خصوصا بالنسبة الى مستوى تمثيل الدول فيها.

وفشلت مبادرات عدة في حل الازمة اللبنانية واخرها المبادرة العربية التي تقوم على انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيسا توافقيا، وتشكيل حكومة وحدة وطنية لا تكون فيها للمعارضة والاكثرية "القدرة على التعطيل او الترجيح"، على ان تكون كفة الترجيح في يد الرئيس، اضافة الى اقرار قانون جديد للانتخابات النيابية.

وتتهم الاكثرية دمشق بدعم المعارضة لتستمر في مسيرة تعطيل انتخاب الرئيس وحل الازمة، فيما تحمل المعارضة الولايات المتحدة مسؤولية افشال الحلول. (أ.ف.ب)