كتاب عن التجربة الإعلامية والفنية الرائدة للفقيد عبدالقادر خضر .. إلى أجل غير مسمى!

> «الأيام» عصام خليدي:

> ثلاثة شهور مضت منذ رحيل الصديق الإعلامي المخضرم عبدالقادر خضر الذي استطاع ببساطته وطيبة قلبه أن يحتل مكانة مرموقة في ذاكرتنا وأفئدتنا، كثرت الأحاديث منذ وفاته لكن أحداً لم يحرك ساكناً، استمعنا للعديد من التصريحات والوعود كان آخرها الاتفاق على طباعة (كتاب) يتضمن أهم المقالات التي نشرت في الصحف المحلية، وتناولت تجربته الإعلامية الثرية في الاتجاهات والمحاور التالية: معداً ومقدماً لأهم البرامج والسهرات الفنية التلفزيونية، صاحب الامتياز في إصدار مجلة (الفنون .. النجوم) التي تعتبر من أوائل الصحف الفنية المتخصصة في اليمن، ناقداً مقتدراً وواعياً استطاع (بقلمه) تقييم العديد من الظواهر الثقافية والاجتماعية.

وفي واقع الأمر كانت سعادتي حينها كبيرة بمساعي إصدار الكتاب رغم إحساسي الموجع والمؤلم بالحزن والأسى لفقدانه ورحيله، فماذا يمكن أن تصنع مئات وآلاف المقالات والكتب بعد فراق أغلى الحبايب؟ لكنني عدت لأقول هذه (مشيئة الله ولا راد لقضائه) إلى أن جاء ذلك اللقاء الذي ضم نخبة من الأدباء والمثقفين والفنانين في الأيام الأولى لرحيله حينما (التزم) وأمام جميع الحاضرين في قاعة نادي ضباط الشرطة وبحضور شقيقه الشاعر الغنائي القدير مصطفى خضر (تعهد) الأستاذ عبدالله باكدادة مدير عام مكتب الثقافة محافظة عدن بتحمل كافة المستحقات المالية المتعلقة بطباعة الكتاب المكرس للفقيد عبدالقادر خضر، وبالفعل بدأنا المتابعة مع جامعة عدن التي ساهمت قيادتها بمبلغ مالي قدره (خمسون ألف ريال) رصد لصالح الكتاب المنتظر، من ناحية أخرى قام بعض الزملاء مشكورين بتجميع وصف وطباعة بعض محتويات الكتاب كمرحلة أولى وتحويله إلى (مادة فلوبي)، وعلمنا أن القائمين بذلك الجهد المبذول ينتظرون المكافأة المالية نظير ما قاموا به من عمل يستحق المكافأة بالفعل، لكنهم فوجئوا بالتجاهل والمماطلة، ومرت الأيام والشهور وذهب مشروع (الكتاب في مهب الريح).

ونحن نتأمل ونشاهد عن كثب كل ما يحدث من عبث وفوضى، عاجزين عن القيام بأي شيء حيال ذلك، فماذا عسانا أن نصنع بعد غياب المصداقية والشفافية.

ظُلم عبدالقادر خضر حياً وميتاً.. تصوروا.. لم يهتم أحد بإقامة حفل تأبين أو أربعينية أو احتفاء يليق بتاريخه ومشوراه الطويل.. لم يحدث ذلك من مكتب الثقافة أو الإعلام أو أي جهة أخرى حتى هذه اللحظة.. ولعمري إنها مأساة مبدعينا الحقيقيين.. يموتون غرباء بأوطانهم في هذا الزمن الصعب الرديء.

وكما يقال الشيء بالشيء يذكر تلقت الأوساط الفنية والثقافية بارتياح بالغ مبادرة الفنان خالد السعدي القادم خصيصاً من دولة الإمارات لتحمل مهمة إقامة احتفالية (الوفاء والعرفان) لأستاذه الفنان الكبير يوسف أحمد سالم، الذي يعتبر واحدا من رواد الأغنية اليمنية الحديثة.. اللافت في الموضوع أنه جاء نبأ وفاة عبدالقادر خضر قبل وفاة الفنان يوسف أحمد سالم بفترة ليست بقصيرة، وبفضل حضور الفنان اليمني (المغترب) خالد السعدي أقيم حفل (الوفاء) يوم الأربعاء 2008/3/12 في قاعة فندق (ميركيور) بخورمكسر، حيث قدم الفنان خالد السعدي جميع الوصلات الغنائية، تخليدا لذكرى أستاذه الراحل الفنان يوسف أحمد سالم.

لكن وللأسف الشديد لم توجه دعوات مشاركة للفنانين الموجودين في داخل الوطن للمساهمة فنياً بفقرات وأغنيات الحفل، مما يوحي ويعطي تفسيرات ومؤشرات كثيرة لعل أبرزها هل من المنطق والمعقول أن فناناً بحجم ومكانة وعطاء وتاريخ يوسف أحمد سالم ترك أثراً إبداعياً وفنياً بل ومدرسة مستقلة على امتداد ساحة الغناء اليمني، ولم يُشعر ويحضر أحد من تلاميذه الفنانين أمثال الأستاذ أحمد علي قاسم للمشاركة الفنية إحياء لذكراه وتقديرا ووفاء له بعد مماته ؟!!

كنا نتمنى أن تشارك بعض الأصوات الغنائية اللامعة في اليمن لإعطاء حفل (الوفاء) معاني إنسانية عظيمة وجليلة.

عموما نتوجه بالشكر والتقدير للأستاذ الفنان خالد السعدي، ونتضرع إلى الله سبحانه وتعالى بدعواتنا أن (يمنّ) على الفقيد عبدالقادر خضر بشخص آخر (مغترب) ليقوم بالدور والواجب الإنساني الذي عجزت وتخلت عن القيام به وزارتا الثقافة والإعلام في اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى