أقصوصة ..الـبـدلــة

> «الأيام» أحمد السعيد :

> إهداء إلى :الصديق العزيز الفنان محمد علي محسن ..عندما دخلت البدلة في ملكيته الخاصة.. صار مزهواً بها.. متفاخراً.. يعدد محاسنها بين أصدقائه.. يحكي لهم مدى حبه وإخلاصه الشديد لها، ويقص مغامراته ومعايشته لها.

حدثني صديقي أبو القاسم قائلاً:

- جاءنا ذات مرة والغضب يزيد وجهه انتفاخاً، وكأنه قد أصيب بكدمات موجهة من أحد محترفي الملاكمة.. نفخ وزفر.. ونفخ وزفر.. ثم أطلق أُفٍ طويلة.. وتكلم بعدها قائلاً:

- لم أكن لأتصور بأن أحداً غيري سيمسها.. إنها ملك لي.. لقد كنت في طريقي إلى منزلي وكانت بصحبتي.. مر بالقرب منا شاب كله حيوية.. نظر إليها، واقترب منا، ثم راح يغازلها، وهمس ببعض الكلمات المعسولة، وكم كانت جراءته كبيرة عندما التصق بنا، ولامسها دون خجل أو حياء.. تمنيت لو أن الأرض انشقت وبلعتني.. دافعت عنها بقدر ما أستطيع حتى أبعدته عنها دون رجعة.

قالها لنا.. ثم مضى وتركنا للاستغراب.

وفي مرة قالت جارتي بأنها سمعت الخالة صفية تتحدث دونما حشمة أو حياء عن أخبار منقولة عن جاره العزيز الحاج سعيد بأنه كان يستمع إلى أصوات تصدر آخر الليل، لا تدل على حديث أو همس بين اثنين.. إنما كانت تشبه ما يحدث بين الزوجين.. مع علم الجميع بأنه عازب ولم يتزوج.

كما أن العارفين بالشؤون، بعد تناقل الأخبار، راحوا يبثون أخبارهم ما بين قائل بأنه يعيش معها في الحرام ويستحق عقوبة الزاني، وما بين محلل له عيشه معها، واستحقاقه للمكافأة نظير ما يقوم به من عناية واهتمام.

المهم أن صاحبنا بعد عشقه لبدلته، وما عاناه بعد ذلك نتيجة حبه وهيامه أصبح اليوم يسير ببدلته القديمة التي تهالكت مع تقادم السنين، ومايزال مزهواً بها.. متفاخراً.. يعدد محاسنها بين أصدقائه المتبقين.. يحكي لهم مدى حبه وإخلاصه الشديد لها، ويقص مغامراته معها، ومعاشرته لها.

عدن الحبيبة

الجمعة 21 ديسمبر2007م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى