الجميل يحذر من "شريعة الغاب" في لبنان

> بيروت «الأيام» توم بيري :

> قال الرئيس اللبناني السابق امين الجميل أمس الأربعاء ان الخلافات بين الدول العربية تؤجج ازمة في لبنان تهدد سلمه الاهلي وتجعله عرضة لجره باتجاه "شريعة الغاب".

والازمة اللبنانية هي محور نزاع بين سوريا والدول العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة ومن بينها المملكة العربية السعودية التي تتهم دمشق بعرقلة محاولات حل اسوأ صراع داخلي يشهده لبنان منذ الحرب الاهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و 1990.

وتدعم سوريا الفصائل اللبنانية المنخرطة في صراع على السلطة مع ائتلاف حاكم من السياسيين المناهضين لدمشق ومن بينهم الجميل. ويلقى الائتلاف الحاكم دعما من الرياض وواشنطن.

وقال الجميل الذي كان رئيسا لحكومة تدعمها الولايات المتحدة بين عامي 1982 و 1988 "لا شك بان هذه الخلافات من شأنها ان تؤجج الصراع على الساحة اللبنانية."

ولن يشارك العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك في القمة التي تعقد في دمشق يومي 29 و 30 مارس آذار الجاري في علامة على مدى تأثير ازمة لبنان السلبي على العلاقات العربية.

وقال الجميل في مقابلة مع رويترز "اننا نعتبر ان هذا التحالف ما بين بعض القوى السياسية اللبنانية وسوريا وايران من شأنه ان يعرض الامن والاستقرار في لبنان الى مخاطر جمة."

واضاف "فشل القمة العربية من شأنه ان يزيد هذا التأزم ويزيد كذلك الامر خطر التأزيم."

وقال الجميل وهو يقف الى جوار صورة نجله الذي اغتيل بيار "وهذا التأزيم ممكن ان يأخذ طابعا غير سياسي ويعرض السلم الاهلي ويعرض الامن والاستقرار في البلد لمخاطر كبيرة."

وقتل مسلحون بالرصاص الوزير في الحكومة اللبنانية بيار الجميل في نوفمبر تشرين الثاني 2006 في اطار سلسلة اغتيالات استهدفت شخصيات مناهضة للنفوذ السوري في لبنان.

ويقود حزب الله المدعوم من سوريا وايران المعارضة للائتلاف الحاكم. ووقعت بالفعل اعمال عنف متفرقة في الشوارع بين مؤيدي الطرفين المتنازعين.

وتبادل قادة الجانبين اتهامات بتسليح وتدريب اتباعهما. لكن تم احتواء العنف حتى الان.

وقال الجميل "وعندما يكون حزب الله مدججا كما نعرف بالسلاح ومعززا بكل الامكانيات المالية والسياسية وغير ذلك فمن الطبيعي ان ذلك يمكن ان يؤدي الى صراعات على الساحة اللبنانية تتجاوز الصراع السياسي ولا سمح الله ان تترجم بانفلات في الشارع اللبناني وخلق اشكالات امنية في بعض المناطق اللبنانية يكون لها انعكاسات خطرة على امن اللبنانيين."

والصراع السياسي مستمر في لبنان منذ 16 شهرا وادى الى شلل الحكومة بالاضافة الى تركه كرسي الرئاسة شاغرا منذ نوفمبر تشرين الثاني.

واتفق الزعماء المتنافسون على ضرورة ان يشغل قائد الجيش العماد ميشال سليمان المنصب. لكن التصديق على انتخابه تأجل مرارا جراء نزاع على اقتسام السلطة في حكومة جديدة.

وقال الجميل "اذا لا سمح الله تكرس هذا الفراغ ووصلنا الى ما يشبه شريعة الغاب فعندئد سيختلط الحابل بالنابل فيمكن لاي فريق ثالث او لاي طابور خامس ان يدفع البلاد الى اقتتال."

واوضح الجميل "فالتفجير اسهل شيء في بلد يعاني من هذا الفراغ ومن هذا القلق."

وقال "اني اعتقد ان الجميع الان بحاجة الى حل لان الجميع في مأزق والجميع امام حائط مسدود." مضيفا انه يعمل على بلورة افكار للتشجيع على حل. وقال " المهمة ليست بسهلة."

وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري وهو احد رموز المعارضة البارزين انه سيدعو الزعماء المتنازعين لاجراء محادثات مباشرة اذا فشلت القمة العربية في تحقيق انفراجة.

وقال الجميل تعليقا على دعوة بري "ان نجمع الناس لمجرد اجتماع فهذا سيكون له انعكاسات سلبية ومرود غير بناء" معددا سلسلة من المبادرات الفاشلة لحل الازمة وقال انه يريد مسبقا فكرة واضحة عن جدول اعمال المحادثات.

واضاف بقوله "اذا استمر الوضع على ما هو لا شيء يضمن انه ستكون انتخابات نيابية في 2009." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى