> إسلام أباد «الأيام» تيبو مالتير :

دعا رئيس الوزراء الباكستاني الجديد يوسف رضا جيلاني أمس السبت المقاتلين الاسلاميين الى التخلي عن العنف ودخول الساحة السياسية في باكستان التي تشهد موجة ارهابية دامية.

واكد جيلاني بذلك الرغبة المعلنة للتحالف الحاكم في اعادة النظر باستراتيجية مكافحة الارهاب في البلاد بما في ذلك التفاوض مع الاسلاميين، وذلك بعد حصوله على ثقة الجمعية الوطنية بالاجماع، للمرة الاولى في تاريخ باكستان.

وقال جيلاني ان "اولى اولوياتنا ستكون اعادة النظام والقانون والقضاء على الارهاب في بلدنا".

واضاف "للاسف اختار بعض الاشخاص العنف لاسماع صوتهم. ادعو هؤلاء الى التخلي عن سبيل العنف والانضمام الينا في مسيرتنا باتجاه الديمقراطية"، مثيرا تصفيقا حادا من قبل النواب.

وتابع جيلاني "نحن مستعدون للحوار مع كل من يتخلون عن القتال من هم على استعداد لابرام السلام"، مؤكدا ان استراتيجيته لمكافحة الارهاب تشمل اصلاحات سياسية واقتصادية مخصصة للمناطق القبلية الحدودية مع افغانستان.

وقال "نحتاج الى اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية في مناطقنا القبلية. الفقر والامية ولدا الارهاب في هذه المنطقة".

واضاف رئيس الوزراء الباكستاني "لتجاوز هذه المشاكل الاجتماعية سنتخذ سلسلة من الاجراءات للمناطق القبلية، تشكل اساس استراتيجيتنا لمكافحة الارهاب".

وكان الرئيس الباكستاني دعا من قبل المقاتلين الاسلاميين الى وقف القتال، بدون جدوى.

واكد جيلاني الأربعاء الماضي للرئيس الاميركي جورج بوش ضرورة تبني مقاربة شاملة في مكافحة الارهاب تشمل حلولا سياسية ايضا.

وقال في اتصال هاتفي مع بوش "من الضروري تبني مقاربة شاملة بهذا الصدد خصوصا من خلال الجمع بين الحلول السياسية والبرامج التنموية" مؤكدا ان "باكستان مصممة على الحفاظ على علاقات قوية مع الولايات المتحدة على الامد البعيد".

وينتمي يوسف جيلاني (55 عاما) الى حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو زعيمة المعارضة التي اغتيلت في 27 كانون الاول/ديسمبر اثناء تجمع انتخابي في ضواحي اسلام اباد.

وتشهد باكستان موجة من الاعمال الارهابية التي اوقعت اكثر من الف قتيل منذ كانون الثاني/يناير 2007.

ويواجه الجيش الباكستاني في المناطق القبلية الباكستانية المحاذية لافغانستان،تزايدا في اعمال العنف منذ تحصن فيها مئات من المقاتلين الاسلاميين المرتبطين بالقاعدة وطالبان الذين طردوا من افغانستان.

وزار دبلوماسيان اميركيان كبيران هما مساعدا وزيرة الخارجية جون نيغروبونتي وريتشارد باوتشر المكلف شؤون آسيا، في الايام الاخيرة باكستان لاستطلاع مواقف الاحزاب التي فازت في الانتخابات الاخيرة ولا تخفي عزمها على الدفع باتجاه رحيل مشرف الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في مكافحة الارهاب.

وامضى جيلاني خمس سنوات في السجن بعدما وجه اليه نظام الرئيس مشرف تهمة بالفساد. وقد بدأ منذ يوم انتخابه مواجهة مع رئيس الدولة باصداره امرا بالافراج عن قضاة اقيلوا من مناصبهم ووضعوا في الاقامة الجبرية بقرار من مشرف منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2007.

ووعد التحالف الحكومي الذي سيتولى السلطة باعادة القضاة الى مناصبهم خلال ثلاثين يوما مما يمهد للطعن باعادة انتخاب الرئيس عبر القضاء.

وقال جيلاني للنواب السبت ان "الحكومة ستواصل جهودها لاعادة القضاة الى مناصبهم وضمان استقلال القضاء". (أ.ف.ب)