الشرطة في البلدين تعاني من المشاغبين ..كابوس «الهوليغانز» يطارد الإنجليز والطليان

> عواصم «الأيام الرياضي» وكالات:

>
تشكل استضافة بعض عناصر الجماهير الإنجليزية وكذلك الإيطالية الشهيرة بالـ «هوليغانز» مصدرا للقلق لدى السلطات المحلية لأي دولة لما تتسم به تلك الجماهير بعنف شديد وقابلية لإثارة الشغب، خصوصا مع تعرض منتخباتها أو أنديتها للخسارة.

وقبل أيام على مباراة روما الإيطالي وضيفه مانشيستر يونايتد الإنجليزي في دور الثمانية لدوري الأبطال الأوروبي نجد أن الشرطة تترقب تلك المواجهة بقلق شديد خشية من تكرار أحداث الشغب بين جمهور الفريقين عندما ألتقيا الموسم الماضي خلال نفس المرحلة.

وكانت تلك الصدامات قد أسفرت عن سقوط 18 شخصا بينهم 14 مشجعا إنجليزيا وأربعة مشجعين إيطاليين، وذلك بعد أن تدخلت الشرطة لفض الاشتباك، مضطرة إلى استخدام الضرب المبرح لفك الحصار الذي فرضه مشجعو نادي العاصمة الإيطالية على أنصار مانشيستر يونايتد.

وتفاديا لتكرار تلك المشاهد المؤسفة أخذت السلطات المحلية في روما وفقا لما ذكرته مجلة «كالتشيو إيطاليا» قرارا إلزاميا ينص على منع جميع التجار من طرح الكحوليات قبل المباراة وأثنائها، سواء داخل المطاعم والمحلات العامة وبين مدرجات الملعب.

ورغم أن الفريقين التقيا مجددا الموسم الحالي دون وقوع أحداث للشغب، وذلك خلال مباراتي الذهاب والعودة لدور المجموعات في البطولة ذاتها، إلا أن حساسية لقاءات خروج الخاسر تثير مخاوف الشرطة، خصوصا مع وجود كثير من الجماهير الغاضبة لهزيمة فريقها وواقعة تحت تأثير المشروبات الكحولية.

الهوليغانز الإنجليزي

الشرطة في صراع قديم مع مثيري الشغب ويمتلئ تاريخ الجماهير الإنجليزية بعديد من أعمال الشغب، والتي وصل كثير منها إلى إحداث خسائر بشرية ومادية كبيرة، لدرجة أصبحت معها الآلات التي تستخدمها الشرطة لتفريق مثيري الشغب لا تفيد مع الإنجليز، ولا تنجح في الحد من الصورة المخيفة التي باتت مألوفة عنهم.

وقد شهد العام الماضي حادثي شغب للإنجليز خارج الحدود ، فبعد يوم من المصادمات العنيفة التي تسببوا بها في روما، أثارت جماهير توتنهام شغبا بعد خسارة فريقهم بهدفين مقابل هدف أمام مضيفه سيفيليا الإسباني في دور الثمانية لكأس الاتحاد الأوروبي.

وما زالت عالقة في الأذهان الأحداث المؤسفة التي انتهت بها المباراة النهائية لدوري الأبطال الأوروبي في مدينة بروكسل عاصمة بلجيكا بين يوفنتوس الإيطالي وليفربول الإنجليزي عام 1985، وراح ضحيتها 39 قتيلا ليكون الحادث الأكثر عنفا في الملاعب الأوروبية، عندما اعتدى جمهور الـ«الحُمر» على أنصار فريق «السيدة العجوز» الذي فاز بهدف نظيف بقدم الفرنسي ميشيل بلاتيني.

وأصدر الاتحاد الأوروبي بعدها قرارات قاسية على ليفربول بعد تلك الواقعة التي سميت بمذبحة هيسيل، وحرمه من اللعب في بطولات القارة لمدة ست سنوات.

وتذكر الجميع مذبحة هيسيل عقب 20 عاما، عندما تواجه الفريقان مجددا في دوري الأبطال خلال ربع النهائي، وفاز ليفربول في تلك المرة.

وتسبب الإنجليز في مشاكل كبيرة في كأس الأمم الأوروبية عام 2000 في بلجيكا، وكان نفس الجمهور قد اعتدى على أنصار المنتخب المصري في إيطاليا 1990 خلال كأس العالم.

وكانت وزارة الداخلية الإنجليزية قد أعلنت إحصائية تظهر فيها أنه تم اعتقال 3982 شخصا في مباريات حضرها 36 مليون مشجع كرة خلال موسم 2004/2005، أي أقل بنسبة 10% عن العام الذي سبقه.

التعصب الإيطالي

الملاعب الإيطالية تعاني عنف الجماهير ولكن بنظرة سريعة إلى أحوال الكرة الإيطالية خارج الملاعب يبدو الوضع سيّئا بدرجة كبيرة، حيث ما زال شغب الملاعب خطرا يهدد اللعبة سواء في المدرجات أو خارج الاستادات.

ووصلت درجة عنف الجمهور الإيطالي إلى قيامهم بالهجوم على وحدات الشرطة في روما وميلانو خلال الموسم الحالي، وذلك احتجاجا على مقتل أحد مشجعي لاتسيو على يد شرطي عن طريق الخطأ.

ولا يعتبر الشغب الإيطالي ظاهرة حديثة، فخلال عام 2004 اندلعت أعمال عنف بين جماهير روما ولاتسيو في ديربي العاصمة الإيطالية بعد ذيوع شائعات لا أساس لها من الصحة بأن سيارة للشرطة قتلت صبيا قرب منطقة الملاعب .. كما غادر الحكم السويدي أندرس فريسك الملعب الأوليمبي في شهر سبتمبر 2004 والدم ينزف من رأسه عقب إلقاء عملات معدنية عليه من المدرجات خلال مباراة روما وضيفه دينامو كييف الأوكراني في بطولة الأندية الأوروبية.

ورفض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مع بداية عام 2005 الالتماس المقدم من نادي لاتسيو الإيطالي لرفع العقوبة الموقعة ضده باللعب بدون جمهور أثناء مباراته القادمة في أيّ من البطولات الأوروبية، وتغريمه 32,200 يورو بسبب شغب جماهيره خلال لقاء بارتيزان بلجراد الصربي في كأس الاتحاد.

وفي محاولة لتأمين اللاعبين من بطش الجماهير لجأت الاستادات الإيطالية إلى وضع الحواجز المعدنية والخنادق المائية بين المدرجات وأرض الملعب لمنع وصول أيّ من مثيري الشغب إلى الأماكن المخصصة لخلع الملابس أو أماكن جلوس البدلاء والجهاز الفني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى