عن فضائية (عدن) اليمانية

> «الأيام» صالح حسين الفردي:

> في ظهيرة الخميس الثالث من إبريل الجاري، قدمت فضائية (عدن) اليمانية كوكتيل أغاني لعدد من الفنانين اليمنيين الكبار، وهي توليفة فنية رائعة، جاءت لتطري جفاف فضائية (اليمن) التي يمر العام تلو العام وهي تعاني منه دون أمل في تجاوزه، وذر قطرات من ندى فننا العريق وتراثنا الأصيل، وإذا كان من حسنة تذكر لفضائية (عدن)، فهي تكمن في كسر حدة احتكار الأولى للمشهد الثقافي والفني، وعدم خروجها من بوتقة (السطحية) الثقافية و(الكلوتة) الفنية في زمن الفضاء المفتوح الذي تفاخر فيه وبه الفضائيات العربية الأخرى، وتعمد إلى غزو الانغلاق والتهميش بقوة برامجها وتنوع حواراتها وسعة صدرها للرأي الآخر، ولتكن البداية هموم الثقافة ومأزق الفن، ولكننا -كما يبدو- نطلب المستحيل، وقد حرمنا الممكن. لذا وقفت متابعاً لهذه الفقرات الفنية التي شملت المبدعين الراحلين الفنانين الكبار: (محمد صالح العزاني، ومحمد سعد عبدالله، وعلي السمة) والفنانين الكبيرين (محمد مرشد ناجي، وعبدالرحمن الحداد)، وقد لفت انتباهي عدم حرص فضائية (عدن) اليمانية على كتابة أسماء الفنانين وكتَّاب الكلمات والملحنين، ولم يكن سعيد الحظ منهم بذلك إلا الفنان الحداد، الذي ظهر متدثراً (جنبية) لزوم استكمال المظهر لغناء النص الصنعاني، على الرغم من أن الفنانين المرشدي ومحمد سعد قد سبقاه في تقديم نصين آخرين صنعانيين، ولم يشر إليهما في تتر الأغنية، في حين تم ذكر الأغنية (صادت فؤادي بالعيون الملاح) لابن شرف الدين، لحن من التراث، غناء الحداد، فما أحوج المشاهد في الداخل - الجيل الجديد- والخارج بمعرفة هذه الأعلام الفنية الخالدة والفضائية تخطو أولى خطواتها لخلق صلة وثيقة معه، فهل نجد معالجة لمثل هذه الإشكالية التي تغيّب عطاءات رموزنا الفنية الكبيرة دون أن يقف حتى مذيع ربط لمعالجة هذا الخلل، فالمجموعة الغنائية تبدأ ومن ثم تكر سبحتها حتى النهاية، والباقي عليك!

ومن الأشياء التي تثلج الصدر في هذه الفضائية العدنية الجديدة تلك العودة التي حظينا بها لعدد من الوجوه التي توارت زمناً طويلاً عن الذاكرة البصرية والسمعية، وعاد التواصل بيننا وبين فرقة الإنشاد وأعلامها المتفردين عزفاً وغناءً، فظهر عازف الكمان الرائع نديم عوض والموهبة المتألقة حينها عارف جمَّن وعازف القانون المضي، وليعذرني البقية، ومن المنشدين الفنانون: أنور مبارك، نجيب سعيد ثابت، والراحل أبوبكر سكاريب، والصنح، والأصوات النسائية الفنانة القديرة أمل كعدل، وفاء أحمد، وماجدة نبيه وغيرهن، وليت مثل هذه العودة لفرقة إنشاد عدن تأثير في حمية القائمين على المشهد الفني والوقوف عند التراجع المخيف الذي يتردى إليه حال الفرق الفنية، وعدم الانضباط في الزي الموحد والأداء المنسق الجميل (وليت عمرها ما بتعمر بيت) كما يهمس إخواننا الشاميون !

والملاحظة الأخيرة التي يجب أن نشكر عليها إدارة القناة تكمن في بادرتهم الطيبة ببث أغنية من ألحان وغناء عملاق الأغنية الحضرمية محمد جمعة خان (حنانيك يا من)، وهي من كلمات الشاعر الفذ حسين محمد البار، وبثها صوتاً دون بذل جهد صغير في وضع صورة الفنان الراحل في مربع قصي في الشاشة وكتابة اسمه، وشاعر الأغنية ، ولكننا وجدنا الكاميرا تتجول في كل بقاع اليمن دون أن تكلف طاقمها النزول إلى مدينة المكلا - حي السلام - لتصوير الحي الذي انطلق منه وفيه الفنان والشاعر ولايزال سكن كل منهم ماثلاً للعيان، فهل تفعل في قادم الأيام ؟!

وتبقى فضائية (عدن) اليمانية قادرة على تحريك الواقع الثقافي والفني بالكثير من البرامج الحوارية النوعية الجديدة - كما فعلت في حوارها مع المبدع الشاعر الغنائي عبدالله عبدالكريم، وسلطانة الأغنية العدنية وصوتها الشجي الفنانة الكبيرة فتحية الصغيرة - وتقديم برامج جادة، لتسليط الضوء على مجمل المشهد الثقافي والفني في عموم الوطن .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى