الطبيب والباحث والموسيقي والشاعر د.نزار غانم تكريمه دليل على تحضرنا المثقف .. فلماذا يتأخر ؟!!

> «الأيام» مختار مقطري:

> أيهما هو ؟ الطبيب المبدع أم المبدع الطبيب؟ هو كلاهما .. مبدع في الحالتين .. في الطب وفي الأدب والفن .. لكني أراه ميالاً للأدب والفن.. عن هوى وموهبة ونشأة أدبية وفنية، وإن كنت لم أسمعه يتحدث في الطب إلا أنه بحديثه في الشعر والموسيقى يأسو، ويفيض ألفة ومحبة، ويشرق في وجهه رضا النفس والضمير المستريح، صدقاً وتواضعاً وتأدباً، وترحيباً مفعماً بالمودة والإخاء بمن حوله بمستوياتهم المختلفة، فهو لا يؤثر هذا ولا يحابي ذاك ولا يتكلف الحب، وخليق بمثله أن نلمس فيه غروراً أو تعالياً تباهياً بعلمه وأدبه وفنه ومكانته العلمية الكبيرة محلياً ودولياً، لكن صاحبنا طبيب المبدعين د. نزار غانم إذا تحدث عن نفسه أوجز وإذا تحدث إلى مبدعين أدباء وشعراء وفنانين فهو واحد منهم كأن لا علاقة تربطه بالطب كطبيب جراح وكأستاذ في كلية الطب بجامعة صنعاء، وبهذه الخصال الكريمة والدفء الإنساني الجميل حظي د. نزار غانم بتكريم متواضع جداً من قبل منتدى (الباهيصمي) الثقافي بالمنصورة في فعالية جميلة ائتلفت فيها المشاعر وصفقت القلوب عصر الخميس الماضي 4/10 كان في مقدمة حضورها الأساتذة د.مبارك حسن الخليفة، فرحان علي حسن، سعيد علي نور، علي وجمال محلتي، وعبدالرحمن إبراهيم ، كابتن علي بن علي، حسن عبدالحق، نبيل عزاني، محمد حسين بيحاني، جمال شراء، أنور خان، علي حيمد، وليعذرني من لم يرد اسمه .

في افتتاحه للفعالية قال الأستاذ أحمد السعيد : «نرحب ترحيباً حاراً بالأستاذ د. نزار غانم، الذي خدم البحث العلمي وخصوصاً في مجال الغناء والموسيقى، وهو الطبيب الماهر صاحب العيادة المجانية للمبدعين كلفتة إنسانيته من رجل تربى على يد الشاعر الراحل د. محمد عبده غانم».. وقال صاحب المنتدى الشاعر محمد سالم الباهيصمي : «أهلاً بمن كرمنا إبداعاً وثقافة وخلقاً ومحبة، أهلاً بالدكتور نزار محمد عبده غانم، الذي ألف وجمع قلوباً كثيرة في قلب واحد نابض بالحب والتقدير قلبه هو»، كما رحب بالضيف الأستاذ رياض بن شامخ رئيس منتدى (بن شامخ) بالمعلا، الذي نظمت هذه الفعالية بمعيته ومشاركته .

معظم الحضور تحدثوا بمنتهى الحب والتقدير عن د.نزار غانم، لكنني أخشى أن تحترق هذه الورقة من حرارة الصدق في أحاديثهم التي قد يطفئها الاختصار، أما الضيف المحتفى به فقد تحدث ارتجالاً في عدة مناحٍ فقد شكر المنتديين (الباهيصمي) و(بن شامخ) وشكر الحاضرين، تحدث عن عدن وعلاقتها بمفهوم عبقرية المكان، تحدث عن عيادة المبدعين المجانية التي أسسها وحولها فيما بعد إلى المركز الصحي الثقافي، تحدث عن ذكرياته مع بعض الحضور، تحدث عن السودان وطنه الثاني، تحدث عن محمد عبده غانم وعن محمد علي لقمان وعن أحمد قاسم وسالم بامدهف، وعن الأغنية والرقصات اليمنية وعلاقتها بإفريقيا والخليج العربي.. تحدث في قضايا عدة، ثم تحدث عن بعض أصدقائه ومحبيه بعبارات ومضية مشحونة بالألق، مثلما وصفه د. مبارك حسن الخليفة بعبارة (شيخ الطريقة السومانية)، وقال عن أحمد بومهدي بأنه الإنسان الذي لا يتكرر، وعن محمد حسين بيحاني أنه الرجل الذي عشقته قبل أن أعرفه، وقال عن الشاعر حسن عبد الحق : «اكتحلت عيني برؤيته في صنعاء وها هو اليوم يمتطي صهوة الأحداق» .

لكن د. نزار غانم، آلمني بقوله إن كان تكريمه هذا في (الباهيصمي) هو التكريم الثاني له بعد أن كرمه من قبل (بيت الشعر) في صنعاء، وعليه أتساءل لماذا تأخر تكريم الطبيب الجراح والأستاذ الجامعي والباحث العلمي والفنان المطرب والعازف على العود والملحن والشاعر والموثق وصديق المبدعين ومؤسس أول عيادة مجانية للمبدعين على المستوى الدولي تجاهلتها معظم الصحف اليمنية وتناولتها الصحافة الأمريكية على سبيل المثال باعتبارها سابقة إنسانية مثقفة واجتماعية واعية ومدنية حضارية ينبغي تشجيعها، نعم .. لماذا يتأخر تكريم هذا المثقف والمبدع الرائع د. نزار غانم التكريم الرسمي اللائق الذي يستحقه على الأقل، مقابل جهوده الكبيرة في النشر، والتعريف بالفنون اليمنية في المحافل الدولية ؟ وعلى الأقل مقابل ثمانية كتب أصدرها حتى الآن عن الغناء والموسيقى والرقصات الشعبية اليمنية وعلاقة كل ذلك بإفريقيا والخليج العربي وعن الطب اليمني البديل، وغير ذلك من البحوث العلمية، وعلى الأقل مقابل تأسيسه العيادة المجانية للمبدعين ثم المركز الصحي الثقافي!

إن تكريمه من قبل جامعة صنعاء ووزارة الثقافة وأعلاها من الجهات الرسمية ذات العلاقة، هو تكريم لكل المبدعين، واعتراف منا بجهود وفضل وحقوق الآخرين علينا، وهو دليل كذلك على تحضرنا وتثقفنا، فلتفخر اليمن بنزار غانم، وليفخر نزار غانم بأنه يبقى مهما بالغنا في الاحتفاء به وتكريمه أكبر من كل تكريم هو تكريم لنا ينبغي أن نسعى إليه مادام علمه وأدبه وفنه وتواضعه وخلقه الكريم، وما دام تاريخ بيتي لقمان وغانم وتاريخ عدن تكريماً له أجلَّ وأبقى من كل تكريم لا يفيه ولا يسعى إليه. يذكر أن آخر أو من آخر ألحان الموسيقار اليمني العملاق أحمد قاسم كان من كلمات الشاعر نزار غانم إلا أن المنية وافته قبل تسجيله .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى