اعلن رئيس الوزراء الروسي الجديد فلاديمير بوتين أمس الإثنين وزراءه في الحكومة حيث احتفظ بابرز المقربين منه، في خطوة تكسبه مزيدا من النفوذ ازاء الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف.

ومن ابرز الذين نقلهم معهم من الادارة السابقة الى الحكومة الحالية، ايغور سوبيانين الذي كان رئيس ادارة الرئاسة، وسيتولى منصب نائب رئيس الوزراء المكلف ادارة الجهاز الحكومي.

وعين ايغور ستشين، مساعد رئيس الادارة الرئاسية والمقرب من بوتين في الكرملين،وهو عنصر سابق في القوات المسلحة والكى.جي.بي، نائبا لرئيس الوزراء.

كما عين ايغور شوفالوف وهو من اقرب مساعدي بوتين في الكرملين، نائبا ايضا لرئيس الوزراء بصلاحيات واسعة.

وسيتولى سوبيانين ادارة الجهاز الحكومي، وهو منصب رئيسي في ظل رئيس الوزراء.

وسيشرف سيتشين على السياسة الصناعية، بينما يشرف شوفالوف على السياسة الاقتصادية والاجتماعية.

وبقي وزراء الخارجية سيرغي لافروف والمالية الكسي كودرين والدفاع اناتولي سرديوكوف في مناصبهم. وهم، مع غيرهم من الوزراء القدماء الجدد، يعملون منذ وقت طويل مع بوتين ويتمتعون بكامل ثقته.

واعتبر المحلل السياسي المستقل ديمتري اوريشكين عبر اذاعة "صدى موسكو" ان وصول "اناس نافذين من الادارة الرئاسية" يدل على "نقل لمركز السلطة على خطى بوتين، من الكرملين الى البيت الابيض"، مقر الحكومة.

وفي تفصيل رمزي لافت، بدا فلاديمير بوتين الذي استقبله الرئيس الجديد للمرة الاولى في الكرملين امام كاميرات وسائل الاعلام، في الجانب الايسر من الصورة والطاولة، كما كان يظهر عندما كان سيد الكرملين.

وبالتالي، يبدو واضحا ان بوتين لن يقوم باي خطوة تدل على تبعية ما لمدفيديف. في المقابل، اقدم الرئيس الروسي الجديد على تعيينات لا تتناقض بتاتا مع خط سلفه.

فقد اصبح سيرغي ناريشكين، نائب رئيس الوزراء المنتهية ولايته والمتحدر، كما بوتين ومدفيديف من سان بطرسبورغ، شمال غرب روسيا، رئيسا للادارة الرئاسية خلفا لسوبيانين.

وقال المحلل ستانيسلاف بلكوفسكي الذي غالبا ما ينتقد الكرملين، "تم اختيار وجه سياسي على مسافة متساوية من بوتين ومدفيديف ومقبول من الجميع".

وسمى مدفيديف من جهة ثانية الجنرال الكسندر بورتنيكوف على رأس جهاز "اف اس بي" الامني، خلفا لنيكولاي باتروشيف الذي اصبح امينا عاما لمجلس الامن الروسي. والرجلان معروفان بولائهما لبوتين.

ويرى اندريه ريابوف من مركز كارنيجي في موسكو ان وزير العدل الجديد وهو الكسندر كونوفالوف يكاد يكون وحده "رجل الرئيس الجديد".

وبقي سيرغي ايفانوف، العضو السابق في الكاي جي بي الذي كان يرجح ان يخلف فلاديمير بوتين في الكرملين قبل ان يختار هذا الاخير ديمتري مدفيديف، نائبا لرئيس الوزراء مكلفا الصناعة العسكرية. لكنه تراجع قليلا في سلم البروتوكول بعد ان كان نائبا اول لرئيس الوزراء.

وفي المجموع، سيحيط ببوتين سبعة نواب لرئيس الوزراء مقابل خمسة في الحكومة السابقة.

كما ابقى بوتين على فيكتور زوبكوف رئيس الوزراء المنتهية ولايته في عضوية الحكومة.

وكلف زوبكوف بالزراعة والصيد البحري والمجمع الزراعي الصناعي. بينما ينوي بوتين، على ما هو واضح، القيام بدور "سوبر رئيس وزراء".

ويقول ريابوف ان "نواب رئيس الوزراء سيحملون الجزء الاكبر من الاعباء الملقاة على بوتين"، مشيرا الى الدعاية الكبيرة التي احاطت بشوفالوف (41 عاما).

وبات فريقا بوتين ومدفيديف جاهزين للعمل. ويرى المحلل يوري كورغونيوك من مؤسسة "ايندم"، "ليست تشكيلة الحكومة الجديدة هي التي ستترك تأثيرا، انما الحرب العنيفة التي سيبدأها قريبا كل الذين يحسدون اصدقاء بوتين على مناصبهم". (أ.ف.ب)