اشتباكات مسلحة في طرابلس وعدم الاستقرار يخيم على لبنان

> بيروت «الأيام» نديم لادقي :

>
خاض مسلحون سنة موالون للتحالف الحاكم قتالا مع حلفاء حزب الله في مدينة طرابلس في شمال لبنان أمس الإثنين في اطار مزيد من العنف الذي غير بالفعل توازن القوى في البلاد.

واعادت المواجهات التي بدأت عندما اقتحم حزب الله وحلفاؤه معقل خصومه السياسيين من المسلمين السنة في بيروت الاسبوع الماضي الى الاذهان ذكرى الحرب الاهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.

وقالت مصادر امنية ان ستة اشخاص جرحوا في المعارك بين مسلحين سنة موالين للحكومة في منطقة باب التبانة في طرابلس بنيران البنادق الآلية والقنابل مع مسلحين علويين حلفاء لحزب الله في منطقة جبل محسن القريبة.

واجتاح مقاتلو حزب الله المدعوم من ايران وحلفاؤه بيروت والتلال الشرقية وحققوا عددا من الانتصارات المؤثرة منذ السابع من مايو ايار وهزموا الموالين للحكومة المدعومة من الولايات المتحدة قبل ان يسلموا المواقع التي استولوا عليها الى الجيش اللبناني الذي بقي خارج الصراع.

وقتل 36 شخصا على الاقل أمس الأول في القتال بين حزب الله وخصومه الدروز الموالين للتحالف الحكومي شرقي بيروت ومن ثم ارتفع عدد الضحايا الى 81 قتيلا وحوالي 250 جريحا.

وسدد نجاح حزب الله ضربة قوية للتحالف الحاكم وداعمته الاساسية الولايات المتحدة التي تعتبر لبنان ديمقراطية هشة تهددها طموحات حزب الله وايران وسوريا.

وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الابيض في اشارة الى زيارة الرئيس الامريكي جورج بوش للمنطقة هذا الاسبوع "نشعر بخيبة شديدة وقلق بالغ لما يحدث وسيتحدث الرئيس عن هذا في رحلته بكل تأكيد."

واضافت ان بوش لم يغير خططه الخاصة بلقاء رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة يوم الاحد المقبل في مصر.

وقالت "نحن نعتقد ان اللبنانيين يستحقون الديمقراطية التي طالبوا بها والتي صوتوا لاجلها."

وكان حزب الله خاض انتخابات 2005 النيابية في تحالف انتخابي مع التحالف الحاكم غير ان اتفاق الجانبين انهار لاحقا.

وعبرت المدمرة الامريكية كول قناة السويس باتجاه البحر المتوسط يوم أمس الأول,وكانت المدمرة الامريكية رست قبالة الشاطىء اللبناني في فبراير شباط الماضي في عرض لابراز الدعم لحكومة السنيورة.

وساد الهدوء الهش في لبنان أمس الإثنين فيما يستعد الزعماء لمحادثات مع وسطاء الجامعة العربية.

وقال مصدر سياسي "ما يجري تفاوض بالنيران. الان الجميع ينتظر اللجنة العربية للمجيء كي تبدأ المفاوضات السياسية."

واصدرت بريطانيا والمانيا بيانين يدينان العنف ويدعمان جهود الوساطة العربية. وحتى الان لم يفعل الدعم السعودي والغربي للحكومة شيئا لمنع حزب الله من كشف الضعف العسكري لخصومه وتغيير ميزان القوى في لبنان.

وقال مصدر ان بين القتلى 14 مسلحا من حزب الله. وكان حزب الله وحلفاؤه قد سيطروا على العديد من المراكز التابعة لمسلحي جنبلاط في عاليه قبل موافقة الزعيم الدرزي على تسليم هذه المراكز الى الجيش اللبناني.

وفي تراجع واضح فوض جنبلاط طلال ارسلان وهو زعيم منافس تدعمه سوريا لكي يتوسط مع حزب الله. وقال ارسلان ان رجال جنبلاط قد سلموا معظم مكاتبهم واماكن سلطتهم في عاليه وانه ما زال عليهم ان يسلموا اسلحتهم الثقلية ومخازن الاسلحة.

وتراجع زعماء التحالف عن قراري تفكيك شبكة اتصالات حزب الله وابعاد مدير جهاز امن المطار اللذين اديا الى رد فعل قوي من حزب الله لكنهم لم يظهروا علامات تذكر على انهم على وشك تقديم تنازلات سياسية كبيرة.

ويخوض التحالف الحاكم صراعا منذ 18 شهرا مع المعارضة التي يتقدمها حزب الله. وشل الصراع الحكومة وترك البلاد بلا رئيس منذ نوفمبر تشرين الثاني.

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس للصحفيين ان الوضع هش جدا وانه ينبغي للميليشيات الكف عن استخدام القوة والسماح بانتخاب رئيس.

واضافت "الهدف الحقيقي هنا يجب ان يكون انتخاب رئيس في لبنان. هناك بالطبع مرشح توافقي وعلى كل من يتدخلون في هذا الانتخاب التنحي جانبا وافساح السبيل لاتمامه."

وقال مسؤولون لبنانيون ان من المتوقع ان يصل الى بيروت يوم الاربعاء وفد عربي برئاسة قطر شكل في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم أمس الأول.

وقال المسؤولون انهم سيحاولون نزع فتيل الازمة السياسية وضمان انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية.

واتفق الفرقاء اللبنانيون على ضرورة ان يشغل قائد الجيش مقعد الرئاسة لكنهم لم يستطيعوا التوصل الى تسوية بخصوص شكل الحكومة المقبلة والاتفاق على قانون الانتخابات البرلمانية المقررة العام المقبل. وزادت حملة حزب الله للسيطرة على مواقع استراتيجية الضغوط على الائتلاف الحاكم لقبول شروط المعارضة لإنهاء الصراع السياسي.

(شارك في التغطية خالد يعقوب في طرابلس وليلى بسام في بيروت) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى