المحافظ المقبل بين الميزان والميدان

> علي سالم اليزيدي:

> التنافس ما بين المرشحين لاعتلاء منصب المحافظ المقبل، رغم حدود المشاركة التي اتسمت بطابع اللون الواحد بعدما أعلنت أحزاب اللقاء المشترك في إعلان صريح عدم المشاركة للدورة الأولى لانتخاب المحافظين في البلاد، ورغم المقاطعة تسارعت الخطى نحو تفعيلها وتقدمت أسماء وشخصيات سياسية معروفة من رجال الحزب الحاكم لوحده، وإلى هذه اللحظة أقفلت الأحزاب المعارضة أبوابها والنوافذ وكل الطرق المؤدية إلى ديارها وسكتت، ووحدها هي أصوات المؤتمر الشعبي هي التي تسمع، وخرجت دعوتها إلى إنجاح هذه الخطوة التي أطلق عليها رسميا انتخاب المحافظين بغض النظر عن تحليلنا ما بين تنوع الآراء ومنابعها وأبعادها السياسية.

هناك مشهد يظهر أمامنا وتتشكل أجزاؤه ومنظومته رويدا رويدا، وسيطل علينا بإعلان المحافظ الجديد لهذه المحافظة أو تلك، وبالضرورة سيغدو هذا المحافظ المقبل هو الشخص المسئول الأول عن تحريك ومراقبة الأوضاع في المحافظة، ومؤثر حقيقي في حياة الناس وقضاياهم والأحوال العامة للسكان، ومن الموازنة إلى التوظيف وأسعار الأسماك والانتهاكات الأخرى التي نصرخ منها في عدد من المحافظات، وخصوصا عدن ولحج وحضرموت.

الحزب الحاكم وضع مقترحا وتقدم لتطبيقه، رغم الانتقادات والتطلع إلى الانتخاب المباشر من الشعب، حسبما طرحت آراء وأفكار، إلا أنه رغم الملاحظات القاسية واللينة سيأتي محافظ نذهب إليه ويلتقي بنا ونتبادل الهموم معا، واختلاف الرأي لايحطم جسر الود ما بين الناس، وإنما ما هو مهم حاليا أن أمام المحافظ القادم مواجهة حقيقية لاترتبط بالرومانسية وأحلام المناصب، وليس هناك إلا طريق واحد يدق بابه، إذ إن هذا المحافظ سيكون ما بين الميزان والميدان، وسيغدو مثلما يسير الحافي على رمال حارة في يوم مشمس، ومن دون نعال، هكذا هو الحال حتى لو جاء من الحزب الحاكم.

أما من وجهة نظر أخرى، فإن هذه الخطوة هي كسر للحاجز أو كما قال الشاعر «دار الفلك دار» وربما أقرب للمثل الشعبي القائل «ما مع أمك إلا لي من أبوك»، والأقرب للصدق هو أن هذا الفعل ضربة للمتشددين في السلطة ومكسب للسياسيين المثقفين الذين لايحملون تراث الصراع والتسلط وثقافة شد القبضة.

لقد بدأ الجليد القاسي بالذوبان، ولندع للتفاؤل مجالا أوسع، ونشد على أيدي كل من ينوي الخير لنا ولو خطوة.. خطوة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى