> مقبل محمد القميشي:
ومن المؤكد أن كلاً منا له تصوره في المحافظ المنتخب على الرغم من أن التنافس بين مرشحين إما من لون حزبي واحد أو مستقلين من اللون ذاته أو حقيقيين ما جعل الأمر يبدو مجرد مسرحية ليس أكثر.. فالمؤتمري يتقدم كمرشح والمؤتمري يزكيه (كونه أغلبية)، والمؤتمر يصوت له إن كان المؤتمر في المركز قد أضاء له اللون الأخضر للنجاح بكرسي المحافظ في هذه المحافظة أو تلك، وفي ضوء ذلك (نافس نفسك بنفسك واطلع محافظ)!!
ولاشك أن كل محافظة تختلف عن الأخرى، لذا فإن البعض في بعض المحافظات يأمل أن يكون المحافظ الناجح ممن يجيدون التعامل مع الهيئات الدبلوماسية وخاصة السفارة الأمريكية، والبعض يرى في المحافظ الجديد أن يكون ممن يجيدون السباحة وركوب الخيل أو لديه الخبرة في التعامل مع القبائل أو يجيد الرماية ولا يفوته (نصع حي أو جامد!!). كما أن هناك من يريد المحافظ الناجح لمحافظته مهيئاً للسمع والطاعة، وهناك من يريده مستثمراً أو قادراً أو متمرساً وماهراً في اصطياد (غزلان) الصحراء أو (قراصنة) البحر.
ولا نستبعد أن يكون هناك من يريد المحافظ الناجح حاملاً جنسيتين يمنية وأخرى غير يمنية.
إذن.. (كل يغني على ليلاه) أما عدن بين كل المحافظات فإنها تنتظر محافظاً له مواصفات خاصة، وهي: أولاً أن يكون على علم ودراية بأن هناك كماً هائلاً من الملفات التي تحتوي على العديد من القضايا والمشاكل المؤجلة والمرحلة من محافظين سابقين، ومن ثم عليه ألا يتسرع ويقسم اليمين إن لم يكن هناك التزام بقبول عدد من الشروط التالية:
-1 أن يكون لديه كامل الصلاحيات على كل الأجهزة الإدارية المدنية والأمنية والعسكرية.
-2 أن يكون لديه كامل الصلاحيات وله الحق في تحويل أو تجميد أو توقيف كل من لا ينفذ قراراته وتوجيهاته أو تجاوز حدود صلاحياته ومهامه أو قام بمخالفة أو اعتراض على أي إجراء صادر من قبله.
-3 أن يكون لدى المحافظة ميزانية خاصة ضخمة يراعى فيها القيام بعمل مخططات جديدة، وإدخال الخدمات إليها فوراً، وهذا يساعد على حل مشكلة الأراضي.. وغير ذلك يعتبر (ديمة قلبنا بابها).
-4 وجوب عدم التدخل في شؤون المحافظ إذا كانت الأمور تسير على ما يرام.
-5 التعامل الجاد والمباشر مع المستثمرين من قبل المحافظ وتنفيذ ما يراه المحافظ حلاً جذرياً لملف (المنطقة الحرة)، والمهم عدم تدخل المركز في شؤون محافظة عدن والنظام الإداري والأمني عند اتخاذ المحافظ المنتخب أي إجراء يتناسب وطبيعة عدن وكذا بقية محافظات الجمهورية.. ويكفينا ثمانية عشر عاماً من المركزية ومعاناة الروتين والسفر إلى صنعاء لأمور تحل محلياً في (عدن اليمن) و(يمن عدن) ولا عافية لليمن إن لم تتعافَ عدن.
[email protected]
