ندامة متأخرة

> السفير/ نبيل ميسري:

> كثيرون جدا أولائك الذين يتحدثون عن بعض الأخطاء التي لو تم تجاوزها لتغير الحال، وكثير منهم شاركوا- بقصد أو بغير قصد- في صنع تلك الأخطاء، لكن لحظات الصدق مع النفس قليلة، والصادقون مع أنفسهم قليلون، لهذا عندما يصحو العقل، ويرى الحقائق والنتائج يحاول أن يعترف بالندم على ما شارك به، ويأمل أن يعود الزمن ليتجاوز أخطاءه، ويبدأ صفحة جديدة، ولكن ندامة متأخرة ورغبة في الإصلاح في غير زمانها.

فالحديث عن الأخطاء التي رافقت الثورتين- سبتمبر 62م وأكتوبر 63م- وكذا أخطاء دولتي الجمهورية في الشطرين لاينفع فيها الندم في زمن دولة الوحدة، لأن الزمن لن يعود، ولا الشعب والتاريخ يمكن أن ينسى، إلا أن الدرس الذي لم يتعلمه الكثيرون أن الأخطاء تأتي مع حب الذات وإلغاء الآخر، وكذا حب السلطة وتحريمها على الآخرين، وعلى ضوء ذلك تحدث الأخطاء الجسام التي يعاني الشعب منها بدرجة رئيسة، ويعاني كذلك من كانوا في السلطة بعد أن يُبْعَدوا- قسرا- من أقرب المقربين لهم، وهكذا هي الأيام، دروس وعبر وندامة متأخرة.

ثمانية عشر عاما منذ قيام دولة الوحدة والدرس يتكرر، ولم يستفد أحد من عبره، ولهذا فإن الفرصة أمام رجال قادرين على تصحيح الأخطاء بالاعتراف بها، والإخلاص في إصلاحها قبل أن يندم في وقت لاحق، حينها لاينفع الندم ولا الإصلاح، لأن الخراب قد تسرب، ويصعب إيقافه، ولهذا فإن البتر سيكون الحل، والحل الأحلى مر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى