وشوجنية التوكو جاو

> برهان عبدالله مانع:

> شوجنية التوكوجاو اليابانية أسرة أحكمت قبضتها على البلاد لمدة قرنين من الزمان من القرن الـ 17 الميلادي حتى الـ 19، وأقامت حكماً عسكرياً مطلقاً، وسيطرت على السلطة التنفيذية، وتحكمت بالحياة الاقتصادية، وبسطت على الأراضي الزراعية الخصبة ووزعتها على أفراد الأسرة والأقارب، وأفسدت، واغتصبت كل شيء، وأقامت طبقة عسكرية مكونة من رجال الأسرة والنبلاء بمثابة قوة دفاعية لنفوذهم وسلطتهم وحماية فسادهم.. أطلق عليهم «حملة السيوف».

لكن عند ضياع سيادة البلاد في أيدي الأجانب برزت علامات انهيار الأسرة نتيجة لكثرة الأزمات الاجتماعية وحال الشعب المزرية، وكانت نهاية طبيعية لأي نظام يستعبد وينهب ثروات الأمة.. لكن شمس العلم والتنوير سطعت في عام 1866 بظهور الإمبراطور (هيتو) الشهير باسم (الميجي) أو (المتنور) وبظهور الميجي اعتبر نهاية الحكم العسكري وبداية عصر النهضة اليابانية.. وتمَّ تحويل اسم العاصمة من (أدو) إلى (طوكيو).

وبدأت عملية الإصلاحات الميجية الشاملة، وتمَّ إنشاء وزارة المعارف ومحاولة اللحاق بالنهضة الأوربية وخلال 44 عاما أظهرت اليابان قدرة عالية جداً وإعلاناً واضحاً وصريحاً للعالم كافة بخروج اليابان من عهد الفساد والاستبداد والقمع إلى عهد التميز والمكانة الدولية، بل والمنافسة بكل التكنولوجيا الغربية، لأنها غرست في الأجيال حب الوطن، واعتمدت على الكادر البشري والأهداف والوسائل، ولم تلجأ إلى القروض الأجنبية إلا فيما ندر عكسنا نحن بكل أسف.. وعند قراءة تاريخ اليابان بتمعن سنصاب بحمى الذهول والخزي لأننا سخرنا أنفسنا للنهب والكلام الكثير والتآمر على أنفسنا - دوام الحال من المحال - فعلى الجميع الوقوف وبالذات الأسر العربية والأنظمة الشوجنية، ألا نعتبر بما هو حاصل في العراق الجريح ولبنان اليوم؟ ألا نكتفي من الشوجنيات؟ ومتى سيتم إفساح المجال للمتنورين؟ وبكل أسف حتى الآن لم نجد شعباً عربيا يهزم أسرة ونظاماً مستبداً.. وبعد 60 عاماً إسرائيل تقوى ونحن العرب لم نستفد من أحداث التاريخ المؤلمة، وأصبحنا شعوباً تنقاد كالخرفان وتجلد وتذبح ويتم المتاجرة بجلودها وما زلنا في شوجنية التوكو جاو!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى