موقف سجله التاريخ للأستاذ أحمد الكحلاني.. ولنا كلام آخر

> نجيب محمد يابلي:

> على خلفية إعلان نتائج الانتخابات التي خاضها الحزب الحاكم مع نفسه يوم السبت 17 مايو 2008، بات معروفا أن الأخ عدنان الجفري هو محافظ عدن الحالي خلفا للأستاذ أحمد محمد الكحلاني، ولا أنسى موقفا إيجابيا سجله التاريخ للأستاذ الكحلاني عندما كان وزير الدولة وأمين العاصمة، فقد قال في لقاء أجرته معه الزميله «26 سبتمبر» في 20 يونيو 2005: «وقد طالبنا بتحديد وظيفة العاصمة، هل هي عاصمة سياسية وإدارية فقط، أم عاصمة سياسة وإدارية وتجارية وصناعية، وهذا الكلام لايمكن، وهناك دراسة سابقة في الثمانينات حددت أن التوسع العمراني الذي وصلت إليه الأمانة اليوم يفترض أن يكون في عام 2015 وليس هذا العام، وحاولنا الحد من البناء ولكن بدون فائدة..».

لقد سجلت فور قراءتي لذلك الحوار الطويل الذي أجرته الزميلة «26 سبتمبر» حيزا معتبرا للأستاذ الكحلاني في سجل تشريفاتي للمواقف والأقوال والأفعال للشخصيات العامة وغيرها من الشخصيات التي يندرج ضمنها صناع الرأي، لأن طرح مثل هذه الروئ والمواقف ينم عن أن الأستاذ الكحلاني صاحب عقلية إدارية متميزة، وهو حقيقة لعب دوره بالمليان عندما كان أمينا للعاصمة، إلا أن تلك الصورة بهتها العسكر كثيرا، والتي عكست ظلالا قاتمة خيمت على قلوبنا وأذهاننا ومعنوياتنا، ولن نتهاون ولن نتردد في الوقوف ضد الظواهر والممارسات المخلة بالقانون والقيم التي أكدت عليها شرائع السماء ودساتير الأرض والعهود الدولية، وفوق هذا وذاك القيم النابعة من صميم محيطنا وتربتنا وتراثنا الاجتماعي الذي تأصل عبر قرون من التاريخ.

إن الأستاذ الكحلاني يشاطرني الرأي (ولو في حواره مع نفسه في فراشه قبل النوم) إن ما حدث في الساعات التي سبقت منتصف ليل 31 مارس 2008، أو الساعات التي تلت فجر الأربعاء الفاتح من أبريل 2008 عندما انتكهت حرمات البيوت، والظهور المخجل المزري والمشين لكائنات ملثمة وهي تعتدي على رموز الحراك الجنوبي السلمي، منهم حسن أحمد باعوم وأحمد عمر بن فريد وعلي هيثم الغريب ويحيى غالب المحامي وغيرهم ووقائع أخرى غريبة على الواقع والمنطق عندما تظهر عصابات في الطرق العامة ومستخدمة سيارات أمنية أو مدنية وغيرها من السيارات من ذوات اللوحات المختلفة، وتعترض سير مواطنين وتحتجزهم بأسلوب يتنافى مع آدمية الإنسان دون إبراز أوامر النيابة العامة بالاحتجاز، وكيف يكون الأمر في طريق عام؟. ولعل الأستاذ الكحلاني تابع أو قرأ ما حدث لمعيد الجامعة عادل نجل الأستاذ إبراهيم عبدالله عيسى الذي توارى عن الأنظار منذ 27 أبريل الماضي ولم تتمكن أسرته من زيارته حتى الساعة! تحت أي قانون أو مسوغ أو شريعة إسلامية أو مسيحية أو يهودية أو حتى بوذية تسمح للأمن بإبقاء علي منصر وحسين زيد بن يحيى وأحمد عمر بن فريد والغريب وغيرهم في زنازين انفرادية وهم سجناء رأي؟ بل إن عتاة المجرمين لايودعون الزنازين الانفرادية إلا في حالات حددها القانون.

إن ما يحز في النفس دخول السلطة المحلية والمركزية على حد سواء سجل السوابق السوداء بمثل هذه الممارسات التي تواصلت حتى يوم السبت 17 مايو 2008 عندما احتفلت السلطة بعرسها الديمقراطي على نحو متزامن مع أعمال القمع باعتقال من أراد أن يعبر عن حقه الدستوري بالاعتصام، وكان منهم الدكاترة عبدالناصر وعبدالرحمن الوالي وسيف علي حسن وصالح يحيى سعيد وعبدالله العليمي وقاسم داؤود والمحامي نظير حسان وغيرهم من الرجال، ودخلت السلطة موسوعة جينس باعتقال نساء مشاركات، هما الأختان العزيزتان عفراء الحريري وزهراء أحمد صالح.

أيها السادة: إن العنف لايولد إلا عنفا، والدماء لاتولد إلا الدماء، لأنه أسلوب عقيم يفرق القلوب ويوسع شق الحقد وترحيل الثأرات والحسابات، ولو كان العنف مجزيا لما قدر للسلطة خوض حرب خامسة في صعدة التي لاتخدم إلا مصالح خاصة، لأن أفدح الفواتير هي فواتير الحرب، وستدور الدوائر على كل من حول قضايا أعراض الناس ودماءهم إلى تجارة تستنزف المال العام وتمزق النسيج الاجتماعي. ألا هل بلغت.. اللهم اشهد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى