رسالة مفتوحة إلى محافظ حضرموت

> حسن بن حسينون:

> الأخ/ محافظ محافظة حضرموت.. بعد التحايا والتقدير لمقامكم العزيز أتوجه إليكم بهذا النداء وهذه الرسالة المفتوحة التي تتحدث عن قلعة عسكرية تاريخية أهملت طيلة أربعة عقود من الزمن، حتى أصبحت آيلة للسقوط، يعود السبب في ذلك إلى كونها مبنية من الطين (اللبن)، وتقع في عاصمة مديرية غيل بن يمين محافظة حضرموت، وقد قامت ببنائها السلطات البريطانية بعد إبرام معاهدة الاستشارة بين الحكومة البريطانية والسلطة القعيطية عام 1937م، حتى تكون أول مقر لتشكيل وقيادة جيش البادية الحضرمي قبل انتقالها إلى المكلا لاحقاً.

أما لماذا اختيار منطقة غيل بن يمين حتى تكون مقراً لهذه القوة العسكرية؟ فمن المعروف أنها تمثل موقعاً مركزياً لمجتمع قبائل الحموم والمقر والسكن الشخصي لمقدم قبائل الحموم جميعها، ومرجعيتها الأولى عند مناقشة قضاياهم الخاصة أو العامة هذا أولاً، وثانياً إن هذه القبائل استمرت في صراع دائم مع السلطة القعيطية منذ تأسيسها في القرن التاسع عشر، وحتى ما بعد إبرام تلك الاتفاقية، وحتى نيل الاستقلال الوطني عام 1967م. وثالثاً إن الهدف من تشكيل هذه القوة هو وضع حد لتمردات هذه القبائل وخاصة قبيلة بيت علي التي يتزعمها المقدم بن حبريش .

ورغم وجود تلك القلعة العسكرية والقوة المتركزة فيها إلا أن الصراع والحملات العسكرية استمرت. ليس هذا فحسب، بل مثلث قبائل الحموم القوة الضاربة للثائر الوطني بن عبدات في معاداة السلطنات القعيطية والكثيرية وحاميتهم ممثلة بالمستشارية البريطانية التي يقع مقرها في مدينة المكلا طيلة أربع سنوات متواصلة حتى تمت هزيمته مع نهاية الحرب العالمية الثانية .

فهذه القلعة أو الحصن أو المركز الذي يطلق عليه مركز ليجون لجيش البادية الحضرمي (H.B.L) يقع على ربوة تشرف على واحة جميلة من النخيل وبقية المزروعات الأخرى يخترق ضفتيها واد كبير تصب فيه مياه السيول القادمة من الجنوب في اتجاه الشمال حتى يلتقي بوادي حضرموت قريبا من ضريح نبي الله هود .

ولقد وصف هـارولد انجرامس أول مستشار بريطاني في حضرموت موقع القلعة بأنه من أجمل المواقع السياحية ليس في حضرموت وحسب، وإنما في المنطقة العربية حيث يستطيع الزائر لها أن يطلع على حقيقة ذلك الاستنتاج ومن شخصية أجنبية غير عادية .

لقد سبق لي أن توجهت برسالة مفتوحة أيضا إلى محافظ حضرموت السابق الأخ عبدالقادر هلال وهو المحافظ الذي نال حباً واحتراماً لم ينله محافظ قبله من قبل أبناء وساكني المحافظة، طالبته فيها بأن يعير اهتمامه لهذا المعلم الأثري والتاريخي وترميمه قبل أن ينهار، غير أن تلك الرسالة قد جاءت متأخرة وقبل أن يستبدل بمقامكم الكريم بفترة قصيرة.

وعندما التقيت به مؤخراً أبلغني بأنه قد تسلم تلك الرسالة المنشورة في صحيفة «الأيام» الغراء، إلا أن انشغاله وضيق الوقت لم يمكناه من ذلك.

وقد أبدى أسفه الشديد، وفي الأخير تجدني أجدد هذا الطلب راجياً إعطاء توجيهاتكم بالترميم، مع العلم إن البناء من طين ولن يكلف كثيراً، خاصة وأن البناء يقع في منطقة تحتضن العديد من الاكتشافات والحقول النفطية التي تضيء آبارها سماء غيل بن يمين والهضاب القريبة منها ولايزال اليوم يستخدم مقراً للشرطة ودوائر مجلس الحكم المحلي .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى