خاطرة في مناسبة

> عمر محمد بن حليس:

> في مناسبات جمة تتزاحم الخواطر وتتسابق الأفكار، وهذا الأمر قد يؤدي بالمرء إلى أن يقف حائراً ومتأملا،ً لعله يقع في أحسن الاختيارات لانتقاء الكلمات ليدلي بها بمثابة الشهادة لمن يقولها فيه، ولابأس من وجهة نظري أن أتت متأخرة لبعض الوقت لأن المهم هو الحضور .

ومن هذه المناسبات التي أنا بصدد الحديث عنها، أنه قبل خمسة عقود من الزمن كانت (عدن) على موعد مع ميلاد منبر إعلامي كبير، ليضيف رقماً من الأرقام التي كانت البلد بحاجة ماسة إليه في تلك الحقبة الزمنية، هذا من ناحية، ولأن العمل الإعلامي والصحفي تحديداً كان لزاماً عليه الاضطلاع بالدور الذي يجب أن يلعبه ليس في الصحافة اليمنية فحسب، بل والعربية عموماً من ناحية أخرى .

لذلك ظهرت صحيفة «الأيام» التي حمل لواءها عميدها ومؤسسها محمد علي باشراحيل طيب الله ثراه، الذي استطاع بحنكته ومهنيته ووطنيته أن ينتقل بالرسالة الصحفية إلى وضع تميز بالجرأة والموضوعية من خلال الكتابات التوعوية والتعبوية المعبرة عن طموحات وتطلعات شعبنا في هذا الجزء من الوطن اليمني - في فترة الاستعمار البريطاني، ومثلت (كلمة اليوم) التي كانت تخط بقلم العميد رحمة الله عليه، مثلت أبرز الكتابات برغم محدودية حيزها إلا أنها وبحق كانت عميقة المفاهيم كبيرة التعاليم فسيحة الأغور والأبعاد، فنالت الهدف الذي من أجله تأسست وظهرت، مبينة بالحجة والبرهان أنها لم تكن مجرد مجموعة أوراق أو صفحات في شكل صحيفة، لكنها كانت رسالة وعنواناً في رحلة الكلمة والحرف المضني متجاوزة الظروف (الموضوعية) أحياناً و(الذاتية) أحياناً أخرى، فتقدمت الركب بإرادة وإيمان ومهنية عالية .

واليوم وبعد مرور نصف قرن من الزمن على ظهور نجمها وتحديداً بعد أن عاودت الإصدار الذي كان إحدى ثمار الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م.. هاهي صحيفة «الأيام» تسير بنفس الروح المفعمة بالمهنية والوطنية، فبلغت قمة سلم السلطة الرابعة مسافرة بعيداً لتكون أكثر اقتراباً والتصاقاً بالقارئ أينما كان في داخل الوطن الموحد وخارجه، وذلك ما كان له أن يكون لولا فضل ربنا سبحانه وتعالى في المقام الأول والأخير، ثم بفضل فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، الذي يؤكد مراراً على الأهمية التي تمثلها الديمقراطية وحرية التعبير والاستماع للآخر بصدر واسع لا حرج فيه، فاتسعت لمختلف الآراء وهو الأمر الذي جعلها أوسع انتشاراً وأكثر شهرة واقتناء، ولعمري أن ذلك يحسب لناشريها الفاضلين (هشام وتمام)، وإذا كان لابد من كلمة أقولها في ختام هذه الخاطرة، فإنني أقول: إن لـ«الأيام» سبقاً إنسانياً رائعاً تمثل في إبرازها لبعض الحالات المرضية التي هي بحاجة لمن يمد لها يد العون والمساعدة، فكان التجاوب من أصحاب القلوب الرحيمة الذين يرجون لقاء ربهم بأعمال صالحة، وهكذا فالصحيفة رسالتها كبيرة ومن الواجب الاعتراف بذلك، إذاً فهي كالبحر الذي تعلوه ناقلات الأحمال المفيدة وفي جوفه ما ينفع الناس .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى