مخيم الوحوش

> فؤاد عوض باضاوي:

> هالني الخبر المنشور في صحيفتنا الغراء «الأيام» بصفحتها الأخيرة في عدد الثلاثاء 20 مايو الجاري حول جريمة الاغتصاب الشنيعة التي أقدم عليها تسعة من الوحوش عديمي الرحمة والإنسانية.

وأحسست وأنا أقرأ هذا الخبر بغصة في الحلق وخوف وهلع مما جرى لهذه المسكينة الثكلى، التي لجأت إلينا هاربة من رائحة الموت في بلدها المنكوب، لعلها تجد الأمن والأمان في بلد الإيمان والحكمة، ولم تكن تعلم ما ينتظرها هنا في مخيم خرز للاجئين (مخيم الوحوش والرذيلة)، ولو فضلت الموت في بلدها، وهو أهون وأرحم مما حدث لها من فاحشة كبرى من أناس ليس لهم في الإنسانية إلا شكلها، بينما هم في الحقيقة وحوش مفترسة لايستحقون العيش في أوساط بني البشر.. إنهم لعمري من وصفهم الخالق عز وجل بمن يعيثون في الأرض فسادا.. وينتهكون حرمات بني البشر دون وازع من ضمير أو رادع من نظام أو قانون.. ولاشك أن صرخة هذه اللاجئة المسكينة قد أسمعت كل من في أذنه صمم، ووصلت إلى قيادات هذا البلد.. فماذا هم فاعلون تجاه هذا الفعل الفاضح والجريمة البشعة؟.. إن فعلها في هذا المخيم الذي يقع في محيط أرض اليمن، وإن كانت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين هي المعنية برعايتهم، فإن بلادنا مسئولة عن هذا المخيم وما يجري فيه من مصائب جمة، ولعل ما حصل لهذه المسكينة من اغتصاب جماعي لهو قطرة في بحرما يحدث داخل (مخيم الوحوش) للنساء الموجودات هناك، دون أن يستطعن البوح بأسرار ما يجري خوفا من بطش المسئولين عن المخيم. يجب رد الاعتبار لهذه المرأة الجريحة المطعونة في شرفها، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذا المخيم (الجحيم) الذي تتقد فيه الجرائم والرذيلة، وما خفي من الأعمال الإجرامية التي تحدث في جنباته تحت التهديد والوعيد.

أجيروا هذه المستغيثة ومثيلاتها ممن جئن بحثا عن الأمان في بلادنا، بعد أن جار عليهن الزمن وفقدن الأهل والوطن وسط أزيز الرصاص في بلادهن.. واحفظوا لهن أغلى ما تملكه امرأة في دنياها، وأجيروهن كما كانت العرب قديما تجير الملهوف والمكلوم، ويحفظون كرامته وعزته وشرفه، ولبوا نداء استغاثتهن وصيحات القهر والظلم، ولاتشعروهن بالمهانة وهدر الكرامة.. يا أصحاب الضمائر الحية هذه امرأة- لا حول لها ولا قوة- أنصفوها من هؤلاء الوحوش، ولو أنكم لن تعيدوا لها شرفها، لكن يكفي أن تحس هي ومثيلاتها من اللاجئات أن أمثال هؤلاء لن يفلتوا من العقاب، مع أني أجزم أن عقابهم أيا كان لن يشفي غليلها ويهدئ نيران قهرها، فما أفضع على المرأة من أن يسلب أحد شرفها، فما بالنا بتسعة وحوش سولت لهم شهواتهم وأنفسهم المريضة أن يستعرضوا فحولتهم على إنسانة مكلومة مذبوحة في فقدان أهلها ووطنها وأمن العيش فيه، إنها صرخة بائسة جار عليها الزمن، وجرس إنذار قدمته «الأيام» لذوي الشأن، فماذا هم فاعلون؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى