> محمد عبدالله الموس:
يحكى أن فارسا كان مارا في أحد الدروب، فرأى عصفورا ملقى على ظهره، رافعا ساقيه باتجاه السماء، وحين سأله الفارس عن سبب ذلك، قال العصفور: يقال إن السماء ستسقط.
فقال الفارس: وهل تعتقد أن هاتين الساقين النحيلتين ستمنعان السماء من السقوط؟ قال العصفور: لو فعل كل منا ما يستطيع قد نمنع ذلك السقوط!.
وقال شاعر الأمس:
متى يبلغ البنيان يوما تمامه
إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
إذا ألف بانٍ خلفهم هادم كفى
فكيف ببانٍ خلفه ألف هادم؟!
ما نعيشه في واقعنا يمكن القول، وبدون تحفظ، إنه تشجيع للإخلال بكل الصور السوية التي ينبغي أن يكون عليها المجتمع السوي، فلا نرى انقضاضا للأجهزة على صور الخلل هذه، في حين تتجه بقوة واندفاع تجاه صور التعبير السلمي، التي هي في الغالب رد فعل طبيعي على الخلل الناتج عن التصرفات غير السوية التي تعصف بالمجتمع.
حين نرى التهاون الرسمي في مواجهة التلاعب الذي ينخر المجتمع، وما يقابله من إصرار على ضرب صور التعبير السلمي من الكتابة حتى الاعتصام، فكأننا نتلقى رسالة غير مباشرة تدعونا إلى ممارسة القبح وترك الفضائل، وغني عن القول إن أفضل الفضائل الدعوة إلى مواجهة القبح بالصور السلمية، لأنها تساعد المجتمع على إيصال صوته وتجاوز سلبياته بقصد الوصول إلى الأفضل، في حين أن السرقة والنهب والغش وعدم احترام القانون والتعدي على الذوق العام واعتبار كل ما هو عام ميدان للعبث والتلاعب والتشويه، كل ذلك يجري بنا سريعا باتجاه قاع الهاوية.
بنفس قدر رهاننا على المحافظين الجدد (حقنا مش حق أمريكا) خصوصا أن وصولهم جاء مع ما نعتقد أنه توجه للاستقلالية الكاملة للإدارة المحلية، فإننا نخشى، وهذا مؤكد، أن بؤر الفساد لن ترمي أسلحتها وتخلي الساحة بسهولة، وستجد من الوسائل الكثير مما تنهش به أي خطوات لكبح جماحها.
لذلك فإن الأمر يتطلب إطلاق العنان لكل صور الهجوم على المظاهر المخلة، من خلال دفع أجهزة حماية النظام والقانون للقيام بدورها بقوة لضرب كل صور العبث، وإفساح المجال لحق المجتمع في التعبير بكل الصور السلمية، والإصغاء إلى مطالب هذا التعبير، وإطلاق سراح كافة سجناء الرأي، فلا يجوز أن تستنفذ الأجهزة طاقاتها في مواجهة التعبير السلمي على حساب مواجهتها المظاهر المخلة التي يعجز أيا كان عن حصرها، فصور التعبير السلمي، أيا كان جموحها، هي أقل خطرا على المجتمع من صور العبث التي تعصف بقيم وضوابط حياة هذا المجتمع، بجملة أخرى، يجب الشروع في عملية التغيير إلى الأفضل باستخدام كل الطاقات، من ساق العصفور إلى سيف الفارس، إن بقيت في واقعنا سيوف وأخلاق للفرسان، عدا ذلك، ومع ما قد يلجأ إليه البعض من إفراغ لعملية تغيير المحافظين، مع ما يتوقع من هذا التغيير من رفع للغبن الذي أصاب محافظات الجنوب، من إيجابياتها، فإن الخوف من سوء النتيجة قد يصبح أقرب إلى خوف العصفور من سقوط السماء.
فقال الفارس: وهل تعتقد أن هاتين الساقين النحيلتين ستمنعان السماء من السقوط؟ قال العصفور: لو فعل كل منا ما يستطيع قد نمنع ذلك السقوط!.
وقال شاعر الأمس:
متى يبلغ البنيان يوما تمامه
إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
إذا ألف بانٍ خلفهم هادم كفى
فكيف ببانٍ خلفه ألف هادم؟!
ما نعيشه في واقعنا يمكن القول، وبدون تحفظ، إنه تشجيع للإخلال بكل الصور السوية التي ينبغي أن يكون عليها المجتمع السوي، فلا نرى انقضاضا للأجهزة على صور الخلل هذه، في حين تتجه بقوة واندفاع تجاه صور التعبير السلمي، التي هي في الغالب رد فعل طبيعي على الخلل الناتج عن التصرفات غير السوية التي تعصف بالمجتمع.
حين نرى التهاون الرسمي في مواجهة التلاعب الذي ينخر المجتمع، وما يقابله من إصرار على ضرب صور التعبير السلمي من الكتابة حتى الاعتصام، فكأننا نتلقى رسالة غير مباشرة تدعونا إلى ممارسة القبح وترك الفضائل، وغني عن القول إن أفضل الفضائل الدعوة إلى مواجهة القبح بالصور السلمية، لأنها تساعد المجتمع على إيصال صوته وتجاوز سلبياته بقصد الوصول إلى الأفضل، في حين أن السرقة والنهب والغش وعدم احترام القانون والتعدي على الذوق العام واعتبار كل ما هو عام ميدان للعبث والتلاعب والتشويه، كل ذلك يجري بنا سريعا باتجاه قاع الهاوية.
بنفس قدر رهاننا على المحافظين الجدد (حقنا مش حق أمريكا) خصوصا أن وصولهم جاء مع ما نعتقد أنه توجه للاستقلالية الكاملة للإدارة المحلية، فإننا نخشى، وهذا مؤكد، أن بؤر الفساد لن ترمي أسلحتها وتخلي الساحة بسهولة، وستجد من الوسائل الكثير مما تنهش به أي خطوات لكبح جماحها.
لذلك فإن الأمر يتطلب إطلاق العنان لكل صور الهجوم على المظاهر المخلة، من خلال دفع أجهزة حماية النظام والقانون للقيام بدورها بقوة لضرب كل صور العبث، وإفساح المجال لحق المجتمع في التعبير بكل الصور السلمية، والإصغاء إلى مطالب هذا التعبير، وإطلاق سراح كافة سجناء الرأي، فلا يجوز أن تستنفذ الأجهزة طاقاتها في مواجهة التعبير السلمي على حساب مواجهتها المظاهر المخلة التي يعجز أيا كان عن حصرها، فصور التعبير السلمي، أيا كان جموحها، هي أقل خطرا على المجتمع من صور العبث التي تعصف بقيم وضوابط حياة هذا المجتمع، بجملة أخرى، يجب الشروع في عملية التغيير إلى الأفضل باستخدام كل الطاقات، من ساق العصفور إلى سيف الفارس، إن بقيت في واقعنا سيوف وأخلاق للفرسان، عدا ذلك، ومع ما قد يلجأ إليه البعض من إفراغ لعملية تغيير المحافظين، مع ما يتوقع من هذا التغيير من رفع للغبن الذي أصاب محافظات الجنوب، من إيجابياتها، فإن الخوف من سوء النتيجة قد يصبح أقرب إلى خوف العصفور من سقوط السماء.