> د. هشام محسن السقاف:

اشتكت الأخت وفاء عبدالفتاح إسماعيل من استفزازات تتعرض لها أسرة الشخصية الوطنية المعروفة عبدالفتاح إسماعيل، وصلت حد التعرض للحارس الشخصي لمنزل الأسرة بخورمكسر.

ووفاء ناشطة حقوقية وعملها المدني يتم في إطار القانون والدستور، وقد أكدت في مناسبات عدة اعتداءات ومضايقات لمنزل والدها في التواهي.

وفي الوقت الذي رحبنا فيه بخطوة انتخاب المحافظين بالملاحظات التي أوردناها في غير مناسبة على العملية برمتها فإنه كان خليقاً بصناع القرار السياسي ومن باب الحكمة والتدبير الصالح أن يقرنوا هذه الانتخابات يوم 17 مايو الجاري بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ممن اقتيدوا على خلفية المشاركة في الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية أمثال الإخوة باعوم وعلي منصر وعلي هيثم الغريب وأحمد عمر بن فريد والمحامي يحيى غالب وحسين زيد والقمع والعسل والمعيد بجامعة عدن عادل إبراهيم عيسى، ومن المحافظات الأخرى الفنان القرني والكاتب والصحفي عبدالكريم الخيواني وغيرهم من كل بقاع الوطن لإعطاء أنموذج راق عند الإقدام على خطوة ديمقراطية معينة لكي يسهم مثل ذلك الفعل في انفراج الأوضاع اليمنية التي تزداد تعقيدا وصعوبة في غير مكان من حياض الوطن الحبيب، وأما الذين تنبع مشورتهم من خلال معالجة (الأزمات بمزيد من الأزمات) فهم واهمون حقا ولا يخدمون لا الوطن ولا النظام السياسي القائم ولا صاحب القرار السياسي نفسه، الذي صرح غير مرة وأكد أن علاج أزمات الوطن يتم بمزيد من الديمقراطية.

لا يجب، بل من الاستحالة أن نضع الديمقراطية في جراب الأجهزة القمعية، والكف عن عسكرة الحياة المدنية بتجلياتها الليبرالية الحقة يقوم على جعل مثل هذه الأجهزة (أجهزة ضبطية) بيد المنظومة القانونية، بحيث نحفظ للإنسان كرامته وآدميته فوق تراب وطنه. وإن جزءا كبيرا من كوارث الشعوب العربية في ظل أنظمة الحكم العربية كانت مقرونة بعمق التهميش والغبن وإهدار الكرامة وتكميم الأفواه، التي طالت الإنسان العربي على مدى نصف القرن الماضي، بما في ذلك هزائمنا المتكررة من إسرائيل التي حاربت العرب بشعب مصان الكرامة كامل الحقوق.. وهذا هو الفرق الجوهري!

ليس أخطر من أن يعتقد البعض أن علاج التباينات السياسية في إطار الوطن يتم عن طريق آخر العلاج وهو (الكي) فهي مقولة لا تنطبق في عصرنا حتى على الحيوان الذي وجد له مناصرون وجمعيات رأفة ومحميات تحافظ على حياته، فما بالنا بالإنسان، وقد شد انتباهي أن تصرخ الأخت وفاء عبدالفتاح عبر صحيفة «الأيام» الغراء من جور المضايقات التي تتعرض لها أسرتها، وتوجه تساؤلا: هل أسرة فتاح غير مرغوب فيها للعيش في هذا الوطن لتحزم متاعها للرحيل في أرض الله الواسعة؟

إن ذلك كما أعتقد لا يرضي أحداً في الحكم أو خارجه سواء تعلق الأمر بأسرة الشهيد عبدالفتاح إسماعيل أو أي مواطن يتعرض للاضطهاد سواء أكان في أقصى الشمال أم أقصى الجنوب من هذا الوطن، وإن تجربة الأنظمة البوليسية والقمعية معروفة في كل البلدان التي اكتوت بنيرانها من إيران ورومانيا وحتى تشيلي والعراق (مع تحفظنا على الوضع القائم فيها اليوم) وإن شعوبا كثيرة في العالم خطت طريقها نحو المستقبل والعصر بالديمقراطية الحقة، وجمهورية الهند خير مثال على ما نقول.