كــركــر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> أكثر الشباب يؤمنون اليوم بأن النعيم هو الأمس.. وأن الحاضر سيء جدا.. وأن المستقبل لاشيء، بل أسوأ من الحاضر والماضي.. فليس الشباب وحدهم الذين لهم مشاكل.. الشعب كله له مشاكل متشابكة ومعقدة.

وهي تكبر كل يوم، ولابد أن تنفجر إذا لم نجد لها حلا سريعا وحاسما.. فهو يريد أن يثور من الجوع والبطالة والمرض والخوف والتسلط والاستبداد.. وليس هذا سهلا.. ولايكون علاجه بالكلام.. فلو كان الكلام علاجا.. لكنا في خير وعافية.. ولكننا مع الأسف الشديد أكثر الشعوب ابتلاء بالأمراض العادية والمستعصية.. بالرغم أننا أكثر كلاما، ولكن أقل فائدة ونفعا.. لذلك تركنا كل المآسي تتضخم وتتعاظم.

> ولذلك سوف نبقى كما نحن.. ونترك كل شيء على ما هو عليه.. وكأن لاشيء ينقصنا.. ولاشيء يدعونا إلى أن نخطوا إلى الأمام.. وأن نصحوا من الأحلام والأوهام والأكاذيب.. فكل الكلام عن التغيير مروع ومخيف.. وليس رائعا أو جديدا.. لأننا قد سمعنا وعودا كثيرة بالحل.. ولم يحدث شيء يستحق التقدير والاهتمام.. وسوف تكون النهاية هي نفس البداية.. فليس لديهم فهم صحيح لمشاكلنا ولاحلول سريعة لها.. بالرغم من أنهم يريدون إقناعنا بأنهم حاولوا ذلك كثيرا.. والنتيجة سوف تكون هي نفس الموقف من الجوع والبطالة والغلاء والتسلط والاستبداد والنظرة الخاطئة لمعالجة أكثر خطأ وأفدح مصابا.. وهذا الاتجاه بقدر ما فيه من الوهم والمغالطة.. فمشاكلنا الاقتصادية هي كما كانت.. لم تتغير بل زادت تعقيدا أكثر وسوءا أفظع.

> وليس من الممكن أن يكون الخطأ عند أحد.. إنما هو عند السلطة فقط التي تقول أكثر وتفعل أقل.. فهي ليست جادة في حل المشاكل الاقتصادية ومشاكل المتقاعدين والبطالة وحرية التعبير.. وإذا هي حاولت ذلك عالجتها بطريقة غير صحيحة.

> ومن المؤسف حقا أنها جادة في قضايا لاتفيد الشعب من بعيد أوقريب، وتصرف الملايين من المال العام على المهرجانات والاحتفالات التي فيها كثير من (الديكور) و(الفنطزية) والإسراف والإسفاف، أي أننا نرتكب أخطاء جديدة.. ونعمق في نفوسنا الشعور بالعجر عن عمل شيء غير الكذب والحقد والسفه والاستسلام للفساد.

> ومن المعروف أن بعض الدول التي كانت أكثر تخلفا قد حققت الكثير من التقدم والإنجازات الحضارية، ورخاء ورفاهية الإنسان.. وكل الذي نراه مستحيلا.. ولكن يبدو أن شعارنا هو (الفساد حتى الموت)، وهناك ألف دليل على ذلك.. ولكننا عاجزون عن إصلاح أي شيء.. فالفساد قد انتشر في كل مكان.

> ومن السهل جدا أن نشير بأصابعنا إلى الفاسدين إذا كنا جادين في إصلاح الإدارة والاقتصاد والمال.. ولكننا لانريد ذلك.. لأننا نعيش بالفساد، نتنفس الفساد، ونقتات به.. وكأن الفساد أصبح قضاءً وقدرا.. ونحن عاجزون عن أن نفعل شيئا..ويكون عجزنا طبيعيا مثل فسادنا تماما.

> ثم هل نحن في حاجة إلى لجنة لمكافحة الفساد؟.. إن أكثر الدول في العالم استغنت عن هذا التعب كله بإحالة قضايا الفساد إلى النيابة العامة مباشرة.. لكي تجد طريقها إلى (القضاء).. نريد أن نقرأ أو نسمع أن قضية واحدة للفساد سلكت طريقها إلى النيابة العامة ثم القضاء.. وكفى المؤمنين تعب اللجان >>

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى