الأشرار..المعذبون في الأرض

> حسن بن حسينون:

> «ما أكثر ما جنت مدينة كبيرة ثمار شرير واحد. على كل إنسان ينوي أن يكون شريرا أن يسأل نفسه: كم أنا جاهل!! من يصنع الشر لغيره يصنعه لنفسه، الشر كثير، والسبيل إليه ميسور. أما الخير فلا ينال إلا بعرق الجبين، والسبيل إليه صعب المرتقى، أوله عقبات». الفيلسوف (هسيودس).

نعم الأشرار كثيرون في هذه الأرض منذ أن وجد الإنسان عليها، وسوف يستمر الشر والأشرار مادامت الحياة مستمرة وإلى يوم الدين.

الأشرار معذبون في الأرض، وعندما يلاقون ربهم يوم القيامة حينها لاينفعهم مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ومن أكثر المعذبين في الدنيا والأخرة: العاق لوالديه، ومن يخلق الشر ويضمر الحقد والكراهية للآخرين، كحالة من السادية المرضية التي يتلذذ من خلالها بالإساءة للناس وتعذيبهم، ولايستطيع الناس مجانبة أذاه إلا بعد أن يهال عليه التراب في مثواه الأخير.

إن هؤلاء الأشرار مثلهم مثل خفافيش الظلام، يمارسون هواياتهم وساديتهم الشريرة بحق الآخرين، بعيدا عن الأعين وفي الظلام الدامس، وفي كثير من الحالات يكون ضحاياهم من البشر بالعشرات، إذا لم يكن بالآلاف.

قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه: «لي على كل خائن أمينان: الماء والتراب»، وقالت العرب: «شر الناس من يضر الناس، شر الناس من لا يبالى أن يراه الناس. صاحب الأخيار تأمن الأشرار».

وفي أيامنا هذه في بلادنا (اليمن) يتواجد الأشرار بكثرة، اتخذوا الإساءة للناس والعمل على الإضرار بهم مهنة لهم، من خلال كتابة التقارير السرية التي تطال الأبرياء، وقد يذهبون ضحيتها ظلما وعدوانا، لا لشيء سوى لممارسة ساديتهم المرضية أو الحصول على المال الحرام، وعلى المناصب والجاه والنفوذ، وما أكثر هؤلاء الذين تمتلىء بهم الساحة اليمنية. ومع أن كل ممارساتهم هذه تشكل خطرا على الوطن والسلم الاجتماعي إلا أن البعض منهم- وبمعرفة كاملة من قبل السلطة السياسية- أصبحوا (طواويس) لايشق لهم غبار، يتبؤون أعلى المناصب في المؤسسات الأمنية والمدنية، اعتقادا من المخدوعين أنهم يقدمون خدمات جليلة للوطن، بينما هم في حقيقة الأمر عبارة عن أدوات خراب وتدمير لكل شيء.

ومثل هؤلاء المرضى بالسادية المفرطة يتعذبون ويموتون في اليوم الواحد عشرات المرات، تلاحقهم المشاكل والمصائب وتلاحق أبناءهم وأفراد أسرهم باستمرار.. والله عز وجل يمهل ولايهمل.

إن هذه المجموعة الضالة التي تخلت بالكامل عن كل القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية، بعد أن اتبعت خطوات الشيطان تختلف عن الذين يعملون الخير للناس، يعبرون عن آرائهم علانية وفي وضح النهار، صادقين مؤمنين لايخافون في الله لومة لائم، أكان ذلك في الصحافة أم في الاجتماعات واللقاءات الشخصية.. وهؤلاء دائما ما يكونون عرضة وضحايا لخفافيش الظلام الذين ينتظرون عذاب الآخرة بعد عذاب الدنيا.

«عليك بتقوى الله في السر والعلانية، وخذ الحذر من عقاب الله. بادر إلى الفعل الذي يرضي الله. وإنه يقول: ويحذركم الله» (الإمام الغزالي).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى