ترميم النفوس أولا:هل يُصلح (الجديد) تركة (القديم)؟!

> نعمان الحكيم:

> وماذا سيقدم لنا المحافظون الجدد، سواء أكانوا معينين أم منتخبين بطريقة الاختيار المسبق من القيادة السياسية؟ لافرق فهما سيان.. أقول ومعي العشرات بل المئات من الناس.. ماذا سيقدم لنا هؤلاء غير أنهم سوف يتولون مهام ربما قد يكون السلف أفضل من الخلف في بعض المحافظات، لماذا؟، لأن واقع الحال لايتعلق بمحافظ أو بوزير بقدر ما يتعلق الوضع بدولة مؤسسات تتحمل مهامها على أكمل وجه.. ونحن نقول: أهلا بالمحافظين، لكنهم لن يغيروا شيئا من الواقع، لأن ماهو موجود هو الذي سيسود!

> والدولة عندما استشعرت خطر الانفراط جراء ممارسات بعض أو معظم المحافظين، ناهيك عن الوزراء، قامت بفكرة سريعة من خلالها أحيت الماضي الذي كان ينادي به الاشتراكي مبكرا، ألا وهو انتخاب المحافظين، ونحن إذ نحترم هذه الإرادة، نقول إنها مع الأسف لم تأت بجديد، بل ربما يكون طالع هؤلاء الناس أكثر سوءا وتفاقما، وأن تحملهم المسئولية، وبالذات من هم من أبناء أو أهالي المحافظات التي انتخبوا فيها محافظين، ربما يظهر عجزهم عن تغيير أي شيء، ما يعني أن الناس سوف يملون ويتململون، وسيقول البعض: كان المحافظ السابق أفضل من الحالي، مع ملاحظة أن الأول معين، أما الحالي فمنتخب، وإن كان عبر هيئات، وليس سكان المحافظة نفسها!

> إذن.. هل يستطيع المحافظ الجديد مثلا في عدن، وهو من الشباب الذين تربوا وتعلموا ومارسوا السياسة في عدن، وهو رجل قانون ووزير معروف بتحيزه للقانون والانتصار له.. لكن هل بإمكانه معالجة مشكلة الأراضي بشكل جذري، وهل سيسمح له بالبت السريع الذي من خلاله يعيد الاعتبار للدولة وقوانينها، وهل سيترك له المجال من خلال (حكم محلي واسع الصلاحيات) ليعيد المياه إلى مجراها الصحيح، وهل بإمكانه تحييد القانون والقضاء عن تدخلات لا أول لها ولا آخر.. أقول، نحن، وإن كنا نثق بالرجل ومواقفه التي يتحدث عنها الناس منذ سنين، وعن قدرته في حل المشكلات، فهل سينجح في رأب الصدع وإعادة كل ما هو لأصحابه، مهما كلف الأمر.. وبدون ثمن؟

> إننا نبوح ببعض الهواجس، لكننا لسنا بمتشائمين، وسنترك العنان للأمور تسير كيفما خطط لها، وسنرى إن كنا محقين فيما نحن فيه أم أننا مخطئون، وأن هواجسنا سلبية ولا تقدم إلا تصورات تشاؤمية.

> ومع هذا وذاك.. تظل قضية الأرض والغلاء الذي يفتك بنا، وأحقية التوظيف لأبناء المحافظة في الدرجات المرصودة بحق وحقيق، وإنصاف التربويين الذين حرموا من (قانون المعلم) ولديهم فتاوى صادرة قبل صدور الإستراتيجية الوطنية للأجور.. وصرف طبيعة العمل لموظفي الجهاز الإداري للدولة، خاصة للتربويين الذين هم في القيادة بالمحافظة والمديريات.. أما من هم في الميدان فقد أعطيت لهم حقوقهم.. وهم يستحقون ذلك.

> إن أمام المحافظ الجديد د.عدنان عمر الجفري مهام، بل معضلات، ربما قد عزف عن تنفيذها من سبقوه، بل وأداروا لها ظهورهم، وظل المركز مهيمنا وبدون أي وجه حق.. فهل يبدأ دكتورنا العزيز خطوات مدروسة ومبرمجة تمكنه من رفع الظلم وإحقاق الحق، وترميم النفوس قبل الواقع الملموس؟!

> ذلك ما نرجو أن يحدث ويتحقق (إن شاء الله تعالى) خدمة للناس والمحافظة!

> ولمحافظنا الجديد التحايا والأمنيات بالتوفيق بإذن الله تعالى!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى