ما بعد النهاية ؟!

> فاروق ناصر علي:

> «انتبهوا.. انتبهوا أعمدة النور لها أظافر/ وللشبابيك عيونٌ عشر/ والموت في انتظاركم/ في كل وجه عابر أو لفتة أو خصر/الموت مخبوء لكم/ في مشط كل امرأة/ وخصلة من شعر»

نزار قباني

إن أهل الفساد والفيد ازداد سعارهم، بل أصبحوا لا يخجلون، لأنهم يرفضون الاعتراف بأي خطأ.. هم يعتقدون أنهم ملائكة وليسوا من البشر.. وبدأت العنجهيات تزداد والغطرسة تسود البلاد، والكل من هؤلاء يتجهون بكل خشوع إلى معابد الفساد..وبعدها يصدرون النظم واللوائح على كيفهم، ويريدون إيهامنا بأنها خلاصة الخلاصة للشرعية.. حتى الشرعية لا يعرفون رأسها من رجلها. ياعصبة الفيد والنصب افهموا أن أي أنظمة أو لوائح تريدون اليوم تطبيقها علينا لا علاقة لها بالواقع ولا تحل محل الشرعية على الإطلاق، لكنكم لن تفهموا إلى يوم الدين غير النهب والسلب والدجل والاعتقالات وتوزيع التهم الجاهزة وإَحضار شهود الزور، وهم كثر لا ذمة ولا ضمير داخلهم مجرد حثالات وأنذال الطرقات.

كل القوانين التي ترون أنها ستطوقنا وأن العالم سيصفق لها لا تحل محل الشرعية على الإطلاق، كلها مجرد ستائر تخفي فقط عيوبكم وفضائحكم واعتقالات أبناء الجنوب وفرض الحصار عليهم، لكنها لا تعطيكم الشرعية.. لأن أي قانون يعد من الأحكام الخارجة من ضمير الناس ومعبراً عنهم لا عنكم ولا عن رغباتكم ولا عن فسادكم ولا أباطيلكم ولا عن فتاوى كهنتكم ورهبانكم، ولأنها لا تعبر عن ضمير الناس كل الناس، تصبح مجرد قوانين لا تساوي شيئاً في ميزان الشرعية أكثر من قيمة الحبر الذي كتبت فيه.. لكنكم طيلة هذه السنوات تعتقدون أنكم الأذكى والأشطر، فهل سألتم مرة واحدة أنفسكم هذا السؤال: هل دوام الحال من المحال؟! أو سألتم من يفتي لكم من الكهنة والرهبان: ما معنى لو دامت لغيرك ما آلت إليك؟!

أقول والله ورب محمد إنكم لا ترون لون الطريق الذي تسيرون عليه، بل لا تعرفون إلى أين نهايته.. لأن الذين يرشدونكم ويقبضون الثمن هم مثل (الفئران أول من يهرب حين يرى السفينة على وشك الغرق) وأنتم لن تنجوا من هذا البحر الواسع، ولا أمل لكم ما دامت العنجهية صاحبكم والغطرسة مرافقكم وفتاوى الدجالين مرشدكم.. مرحباً بكم إلى نهاية المطاف، لأن دوام الحال من المحال!

ولقد صدقتم أن الكثرة هي الأساس.. نسيتم كم من فئة قليلة سحقت الكثيرة، لأنها تملك الحق والشجاعة.. لابأس، ستظلون لا تفقهون وحين تفقهون سيكون قد قضى الله أمراً كان مفعولاً!!

ويبقى القول ما قاله الشاعر:

«اسألوا جغرافيا التاريخ: هل حُورب شيطانٌ بشيطان مريد؟/واسألوها: أي شيء يغسل العار/ندى الوردة أم جمر الوريد؟/واسألوها مرة أخرى:/ أجاءت ثورةٌ من ثروةٍ يوماً؟/ وهل جاء انتصار بالبريد؟!»
أحمد مطر

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى