عدن والدكتور عدنان الجفري

> محمد فارع الشيباني:

> بعد حرب 1994 المشئومة، وكنت حينها في صنعاء، أبلغني صديق لي أنه تعين مديرا لإدارة ممتلكات وعقارات الدولة في عدن، وعندما قلت له لاتوجد في عدن إدارة بهذا الاسم رد علي قائلا: «لقد صدر قرار بفصل جميع ما يتعلق بالممتلكات وعقارات الدولة من وزارة الإسكان وأنشئت هذه الإدارة وتعينت أنا مديرا لها».

وحتى لايذهب الكثيرون بإعطاء تفسيرات للصداقة التي كانت تربطني به، أريد أن أوضح أن الصداقة التي كانت تربطنى به هي نوع الصداقة التي يطلق عليها أبناء عدن (صداقة مقايل).

وفي اليوم الثاني من تعيينه جاء صديقي المذكور إلى منتدى «الأيام» في صنعاء، الذي كان هو والغلاة من أبناء صنعاء وما حولها يطلقون عليه «مقر الجالية العدنية»، جاء وتحدث مع الحاضرين عن تعيينه في عدن، وما ينوي القيام به من أجل صالح عدن وأبناء عدن، ثم طلب من الأستاذ هشام باشراحيل- ليس بصفته رئيسا لتحرير «الأيام»، بل بصفته أحد أعيان عدن ويعرف العائلات في عدن- أن يعد له قائمة بعجائز وأرامل ويتامى عدن، لأنه ينوي أن يبدأ عمله بمساعدتهم وتوفير السكن اللائق لهم أو بصرف قطعتين من الأرض لهم ليبيعوا واحدة، وبثمنها يبنون الأخرى.

وقد أبدى الأستاذ هشام باشراحيل، استعداده للقيام بذلك، ونزل صديقي إلى عدن، ولكن بدلا من أن يساعد عجائز وأرامل ويتامى عدن وضع الأسس الأولى لما حصل ويحصل في عدن منذ ذلك اليوم، وبدلا من أن يستقبل أبناء عدن في مكتبه كان يستقبل آخرين، وعند خروجه من إدارته كانت تمشي وراءه سيارات من نوع أبو (دبة) وما تلاها، تزفه إلى بيته لإكمال المعاملات، وحسب علمي فإن أبناء عدن ويتامى وعجائز وأرامل عدن لايمتلكون مثل تلك السيارات!.

أعتذر عن هذه المقدمة، ولكن أردت أن أقول إن الوعود سهلة، ولكن الالتزام بتنفيذها هو الصعب، وإن الوعود ليست سوى كلام، ولكن التنفيذ هو عمل، والعمل صعب، يحتاج إلى جهد لتنفيذه.

الآن أصبح الدكتور عدنان الجفري قدر عدن، وأصبح قدرنا، وأصبحنا نحن قدره، والدكتور عدنان هو قبل كل شيء واحد من أبناء عدن، وقد انتخبوه لكي يكون ممثلا لهم في البرلمان، ولذلك فهو يعرف مأساة عدن وما حل بها، والدمار الذي لحق بها، كما يعرف ما تحتاجه عدن منذ أن كان يعيش في أحد أحيائها (السنافر)، لذا فهو لايحتاج من يقول له نريد كذا وكذا، وشهادة لوجه الله، فإن الدكتور عدنان عندما كان وزيرا للعدل وبشهادة خبراء دوليين حاول وعمل ما يستطيع لتطوير القضاء بشكل عام والقضاء التجاري بشكل خاص، وقد واجه مشاكل كثيرة من أناس كانوا يرون أنهم الأحق في تولى القضاء، ومن أناس كانوا ومايزالون يريدون القضاء أن يخدم مصالحهم، ومعروف عن الدكتور عدنان أنه لايعجبه الباطل ولايحيد عن الحق، وهذه صفات نبيلة، لقد فرح أبناء عدن حسب علمي بمجيء الدكتور عدنان كمحافظ لعدن آملين- لأنه واحد منهم- أنه سيعمل على الإصلاح في عدن، فالمطلوب منه أن لايعطي وعودا وتصريحات بما سوف يقوم به، ولكن أن يترك عمله يتحدث عنه، وسوف يواجه قوى الشر، ومن يعتبرون عدن ملكا شخصيا لهم، يفعلون بها ما يشاؤون.

إن المسئولية كبيرة أمامه، وأي فشل له سوف يكون مدويا، لأنه من أبناء عدن.. اللهم أحفظ عدن، آمين يارب العالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى