في أربعينية فقيد العلم عبدالله فاضل فارع (1926/12/15 - 2008/4/14) ..في صحبة الفاضل بين يدي العصفور

> نجيب محمد يابلي:

> أستاذنا الفاضل الكبير عبدالله فاضل فارع ضارب الجذور في العلاقة بأسرتي، أسرة محمد أحمد يابلي، التي امتدت لأكثر من خمسين عاما، وكلنا من أبناء الفيحاء الشيخ عثمان، ولأستاذنا عبدالله فاضل كتابات حافلة بالأسرار والبيانات في هذه المدينة الطيبة، وعن أستاذه محمد أحمد يابلي، ومعدن أستاذنا عبدالله معدن نفيس قوامه الوفاء لأساتذته، وأذكر أنه جمعتني به مائدة مستديرة نظمتها الدكتورة أسمهان العلس، وكان محورها التعليم في الفترة الممتدة من العام 1937 حتى العام 1967، وكان من المشاركين فيها أستاذنا حامد الصافي رحمه الله وأستاذنا يوسف حسن السعيدي متعه الله بالصحة وأطال عمره، وعندما طلبت الدكتورة أسمهان من الأستاذ عبدالله أن يدشن المائدة بتشنيف آذاننا كانت المفاجأة أن باشرنا بالقول: «لاتعلو العين على الحاجب فأنا في معزة أستاذين، الصافي والسعيدي فليبدأ أحدهما ويعقبه الآخر».

سبق أن تناولت «الأيام» ترجمة أستاذنا الجليل الفاضل عبدالله فاضل فارع، إلا أنني سعيت جادا وجاهدا لتناول سيرته من زاوية معينة- وما أكثرها- منذ وفاته يوم الإثنين الموافق 14 أبريل 2008، بيد أن زملاء آخرين بهتوا كل الفرص المتاحة، فظللت أحوم حول سيرته العطرة لأقتنص الجديد، ولا أريد أن أكرر نفسي أو أكرر الآخرين إلى أن قيض الله لي مدخلا جميلا إلى موضوع أسقطه على سيرة أستاذنا الفاضل عبدالله الفاضل، ذلك أن وقعت عيني على موضوع قيم عنوانه: (المرأة ونشأة الرواية العربية) للدكتور جابر عصفور، نشرته مجلة «العربي» الكويتية العدد (477) أغسطس 1998، وهناك قواسم مشتركة لأستاذتا الفاضل مع عناصر موضوعنا على النحو التالي:

1- «العربي» الكويتية:

أن الكويت مسكونة في ذاكرة أستاذنا الفاضل، فقد عمل فيها مدرسا خلال الفترة من 1954 - 1959، وفيها تعرف على عدد من القامات، منها محمد عمر الكاف- سبق أن تطرقت إلى تفاصيل العلاقة بين القامتين الكبيرتين- ومن الكويت عاد أستاذنا الفاضل بمكتبة ضخمة حرص عليها وعلى تنميتها طيلة حياته كحرصه على حدقتي عينيه.

2- د. جابر عصفور، رجل الكتاب:

الدكتور جابر عصفور أشهر من نار على علم، لارتباطه بالكتابة والنقد، وارتباطه بمشروع الكتاب، فهو رئيس هيئة الكتاب في أرض الكنانة، وهل من صديق أصدق للكتاب من أستاذنا الفاضل؟ كان أستاذنا الفاضل حريصا على كل كتاب في رحاب مكتبته العامرة، ومن المعروف أن مكتبته الخاصة- رحمه الله- من أكبر المكتبات الخاصة في الجزيرة العربية.. إذن فالكتاب هنا قاسم مشترك بين الدكتور عصفور وأستاذنا الفاضل والعلاقة هنا عفوية بين الاثنين.

3- العطاء قاسم مشترك مع من ورد ذكرهم:

درسنا الأدب العربي في عصر النهضة على يدي أستاذنا الفاضل عندما كنا طلابا في الثانوية، ومن رموز ذلك العصر الذين ورد ذكرهم في موضوع الدكتور جابر عصفور: رفاعة رافع الطهطاوي (1801- 1873)، أحمد فارس الشدياق (1809- 1887)، بطرس البستاني (1819-1883)، سليم البستاني (1847- 1884)، علي مبارك، أحد رواد التعليم في مصر (1823- 1893)، محمد علي باشا (1769- 1849)، إبراهيم اليازجي (1847- 1906)، الشيخ ناصيف اليازجي، والد إبراهيم (1800- 1871) والدكتور محمد حسين هيكل (1888- 1956).

كان أستاذنا الفاضل- رحمه الله- مجددا في أسلوبه التربوي، وكان يحثنا على الاستزادة بقراءات إضافية SUPPLEMENTARY READING، ويشير علينا بعناوين كتب أخرى لتوسيع مداركنا، فنبادر إلى شرائها من المكتبات.

وكان- رحمه الله- يصطحب معه أبرز مؤلفات رموز عصر النهضة ليقرأ علينا مختارات ويناقشها معنا، وهكذا كان العطاء قاسما مشتركا بين تلك الرموز وأستاذنا الفاضل.

رحم الله أستاذنا الفاضل عبدالله فاضل فارع، وأسكنه فسيح جنانه، ولايسعنا ونحن نترحم عليه إلا أن نوصي أهل الحل والعقد بطباعة مخطوطاته، وإعادة طباعة ما سبق نشره في مجلد واحد لتخليد ذكراه في ذاكرة الأجيال القادمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى