المحافظ الخنبشي ومهرجان البلدة السنوي الخامس بالمكلا

> صالح حسين الفردي:

> عندما يقترب شهر يوليو من كل عام، يبدأ ناس المكلا يتحدثون عن مهرجان البلدة وبرامجه الثقافية والفنية والسياحية والاستثمارية التي ستجود بها السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة، خاصة وقد تعددت تجاربهم معه في الأعوام الأربعة السالفة، وهي تجارب متنوعة المشارب والرؤى والأهواء والأغراض، يعيها المعنيون الرسميون بهذا المهرجان في نسخه الأربع جميعها - على الرغم من التغيرات الطفيفة التي صاحبت بعض شخوصه - إلا أن هذا المهرجان الذي كان يؤمل فيه كثيراً بإنعاش مفاصل الحراك الثقافي والفني والصحفي والإذاعي والسياحي الترويجي لمدينة امتدت بفضائها إلى كل بحار العالم وأسندت ظهرها مطمئنة إلى جبلها الشامخ المنصوب وبقيت هذه لمدينة حاضنة دافئة للوعي والتراث الحضاري الحضرمي تترقب الأيام وتنتظر السنين كي يعاد إليها مجدها البهي الغابر، ولكن لم تحصد في النسخ الأربع من مهرجان البلدة في تسميته الأولى الشاعرية ( بعد المكلا شاق) إلى النسخة الرابعة التجارية وشعارها (المكلا بلدة للجميع) إلا الفتات العملي فلم يشفع لها تاريخها وأصالتها وعشقها لفن الإدارة وجودة الأداء في وضع خطط علمية مدروسة تؤسس لعمل مؤسسي تراكمي ينزع عنها داء السلبية والإهمال الذي عشعش في عقول البعض من بنيها الأخيار، فكانت المهرجانات السابقة وليدة التخبط والسرعة وعدم التهيئة الجيدة، وإذا كنا نلتمس بعض العذر في السنتين الأوليين إلا أننا لانعفي القوم من استمرار الحال على ماهي عليه دون جدية في الرؤية والتخطيط الجيد، كالعمل على تأسيس بنية تحتية تراثية وفنية وثقافية وسياحية ودعائية تأخذ بنظام التنفيذ المرحلي ينفذ منها على الأرض نسبة لاتقل عن %25 في كل عام أو حتى %20 منها، ولكن وفق دراسة على الأرض ترصد الاحتياجات الحقيقية لمهرجان يراد له البقاء ويكون عنواناً حضارياً لهذه المدينة الجميلة، وهو الأمر الذي غاب عن بال المسؤولين عن المهرجان وظلوا يدورون في فلك الارتجالية والعشوائية والمصلحية الآنية التي تذهب بكل فعالياته وبهرجته مع زوال شمس آخر يوم من أيام المهرجان .

لذا فنحن حين نكتب في هذا الشأن فإننا نظن في الجميع خيراً خاصة مع قدوم الأستاذ سالم أحمد الخنبشي، محافظاً لحضرموت ونأمل أن يذهب المعنيون في السلطة المحلية بمدينة المكلا وإدارة المهرجان إلى وضع دراسة دقيقة لكل النسخ الأربع السابقة على طاولة الأخ المحافظ، مع تبيان مكامن القوة والضعف، النجاح والإخفاق، وتوضيح الأساليب والطرائق التي رافقت الإدارة والإشراف من قبل السلطة بالمديرية وإدارة البلدة وانتهاء بما صاحب التجربة الرابعة الأخيرة من ملابسات خاصة بإرساء المناقصة على ما سمي (بشركة النجوم) لتنفيذ مهرجان البلدة الرابع .

وختاماً وحتى يرتقي هذا المهرجان إلى مستوى الاسم الذي يحمله، فإننا نرى ضرورة إعادة النظر في أولوياته المهمة من خلال عقد حلقة نقاش على طاولة مستديرة تضم الجهات المعنية في قيادة السلطة بالمحافظة والمديرية وإدارة المهرجان وجامعة حضرموت ومكاتب الثقافة والسياحة والتربية والشباب والرياضة والغرفة التجارية واتحاد الأدباء وجمعية فناني حضرموت بوصف هذه الجهات هي القادرة على التقويم والتقييم السليم لنجاح المهرجان من عدمه وبتعاضدها جميعاً تكون البلدة للجميع دون شك، فهل نجد استجابة لما كتبنا، ننتظر !

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى