أليس حكما بالإعدام الجماعي؟!

> سالم العبد:

> عرفنا في السنوات الأخيرة أنواعاً من الأمراض الفتاكة لم نكن نعرفها من قبل.. السكري، الضغط، القلب، الفشل الكلوي، الكبد البائي، السرطان، وبعضها خفي، وماخفي كان أعظم ..!!

ولأن الأوضاع الصحية في غاية التردي والانهيار والسوء، إدارة وفساداً وشحة إمكانيات، فخاتمة هذه الأمراض الجديدة الوافدة هي الموت .. ومن لم تصبه تتكفل به الكلاب الضالة والأفاعي السامة حيث تنعدم في مستشفياتنا جميع الأمصال واللقحات ولا شيء يقدم للمعضوض والمقبوص سوى مزيد من التعذيب بانتظار الموت أيضاً.

أما الخضار والفواكه المعروضة في الأسواق والتي في متناول المستهلك الذي يشكل الغالبية الساحقة، فهي مكتظة بأنواع السموم الكيماوية، ولكنها تؤدي الوظيفة نفسها وإن كانت بطيئة بعض الشيء (الموت المقطر) .

المركونون من المنتسبين للجيش والأمن والمدنيين والمحالين للتقاعد قسراً وهم يتعدون مئات الآلاف، تترادف عليهم ضغوطات الحياة المعيشية ومتطلبات أسرهم البائسة في ظل أفق مظلم أشبه بالنفق المطفأ ولا بارقة أمل .. ولا شيء سوى الإحباط والاكتئاب المزمن واليأس المطبق، حيث لا مخرج سوى الانتحار أو الجنون أو حالات السكتة والفالج والذبحة و.. أي الموت في أبشع صوره.

وكذا الحال بالنسبة لآلاف الخريجين وغيرهم من الشباب العاطلين لا يسلمون من آثار وتداعيات الغبن والتهميش والحرمان، فيموتون في شرخ شبابهم كمداً وقهراً وضيماً ..ولا فرجة أمل !!

المستثمرون .. بعد أن قدموا من مهاجرهم حيث أفنوا زهرة شبابهم وأفرغوا جل طاقاتهم، واستثمرا النقود التي جمعوها بالصبر والمثابرة وعناء الغربة، وبالكد المتواصل .. لاقوا من المتنفذين والجشعين المتسلطين على رقاب العباد صنوفاً من التطفيش والإيذاء والتعدي على أملاكهم وأراضيهم وسط صمت وتواطؤ مقرفين، مكرسين وممنهجين، فكان وقع الظلم والجحود والاستبداد عليهم وقع رسول الموت الذي يسبق النهاية المحتومة !!

حتى الملاك الباسطون على أملاكهم لم تعتقهم آلة الموت الرهيبة .. فطالتهم يد السلب الغاشمة، وطالتهم التهم الملفقة، وجرجروا في النيابات والمحاكم حتى سلبت أملاكهم بعد أن جرموا وأودعوا السجون .. مثل عائلة الزبيدي شاهداً .. والبقية يعانون المصير المرسوم نفسه .. مثل الادعاءات الباطلة على أملاك وعقار عائلة باشراحيل هشام وتمام وكل ما عانوه ويعانونه هم وصحيفتهم الناجحة «الأيام».. ولعل مقاومتهم والتفاف الناس حولهم يجعلهم استثناء من المصير المحقق .. السكوت والموت.. فالله مع نصير المظلومين.

وبعد، فهذه لقطات سريعة ليس إلا، نشير من خلالها إلى أن ثمة منهجاً متفقاً عليه قد حكم بالإعدام على مجتمع محافظات الجنوب بأسرها من خلال تكريس أساليب وطرائق مختلفة ومتنوعة لتنفيذ مفردات منهج الموت الأسود !! فهل نتقبل الأمر وكأنه منزل من السماء، ومن ثم نستسلم للحكم الجائر كما يرغبون ويخططون؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى