حتى المعاقين ياسادة

> أحمد سالم شماخ:

> المعاقون هم شريحة واسعة من المجتمع اليمني، وعلى مستوى جميع المحافظات، ولعل محافظة الحديدة تحظى بالنصيب الأوفر منهم، ولاشك أن ظروف من يعيش منهم في الحديدة أصعب من غيرهم.

وهذه الشريحة تحظى باهتمام القيادة السياسية للبلاد وبالذات الرئيس القائد، كما نسمع ونشاهد في كل المناسبات، وهم يستحقون الدعم والتعاون من كل شرائح المجتمع وبالذات من القطاع الصحي والطبي والعاملين فيه، خاصة مكاتب الصحة والمستشفيات العامة.

ما دفعني للتطرق إلى هذا الموضوع الإنساني هو زيارتي لمركز الأطراف الصناعية استجابة لدعوة كريمة من العميد أحمد السقاف، المدير العام والأب الروحي للمركز، الذي هو بحق دينمو إنساني رغم الإعاقة التي أكرمه الله بها عندما فقد رجليه في إحدى معارك الشرف دفاعا عن الجمهورية، ويعادل جهده ونشاطه ألف رجل، بهمته العالية وإخلاصه، وأستغرب أن الرجل وبكل هذا المجهود لم يكرم حتى الآن بالأوسمة والشهادات التقديرية من الدولة، والتي يستحقها، وأتمنى لو يزور فخامة الرئيس هذا المركز ليشاهد نماذج من الرجال الذين طالما نادى بأن يتولوا زمام الأمور في المؤسسات العامة.. لم أكن أود أن أكيل المدح للرجل فهذا ليس طبعي وليس ما اعتاده يراعي، ولكن ما شاهدته من تطور وتجهيزات وإخلاص من العاملين في المركز بل ومستوى النظافة التي هي أكثر ما نشكوا منه في المؤسسات الطبية الحكومية، كل ذلك أرغمني على المديح، فألف شكر للعميد السقاف وطقم العاملين في المركز، وأتمنى لو يسمى المركز باسم (مركز أحمد السقاف) تكريما له.

ومن حديثي مع العميد السقاف علمت أنه ساهم في إنشاء مركز العلاج الطبيعي بمستشفى الثورة في الحديدة، وساعده بعض أهل الخير في بعض التجهيزات، وخصصت له الدولة ميزانية للأسف لم تستغل.. المركز المذكور لم ينشط ولم يقم بدوره على الوجه المطلوب، رغم الحاجة الماسة له، والمفروض خلال فترة أربع سنوات أو أكثر منذ إنشائه أن يكون قد قطع شوطا، وأن يكون قد تطور تدريجيا إلى مركز للأطراف الصناعية وتأهيل المعاقين.. لاندري بالضبط ما هي عوامل هذا القصور المعيب، ولكن لايسعنا إلا أن نوجه الأصابع للقائمين على مكتب الصحة ومستشفى الثورة منهم، المعنيون بالأمر بدرجة أساسية، وأن العجز في المركز وعدم تطوره يتحملون هم مسئوليته، ونخشى أن يكون الانشغال الحزبي أو الشخصي منعهم من القيام بالدور الاجتماعي الوظيفي المعقود عليهم.. على العموم لايزال الأمل يحدونا وبالذات بعد التعديلات القيادية الأخيرة.

ولا أدري لماذا دائما هذه المحافظة الوديعة الآمنة وناسها الطيبون معرضون للإهمال واللامبالاة.. هل لابد أن يحملوا العصي، وأن يلجأوا إلى حركات الاعتصام وإلخ، حتى ينالوا حقهم.. على رأس المحافظة الآن أحد أبنائها الكرام وبالانتخاب، ولديه من الصلاحيات الواسعة ما يعطيه الإمكانية ليقلب المحافظة والمكاتب المعفنة رأسا على عقب نحو الأصلح، وسيجد الدعم الواسع من القيادة السياسية ومن المخلصين في المحافظة، ولعل الميناء والصحة تكون على قمة اهتمامه للأشهر الأربعة القادمة وقبل الطرقات والمشاريع الديكورية التي حولها كلام كثير، نتمنى أن لاينغمس في وحلها.. سيدي المحافظ (الميناء) و(الصحة) أمانة رئيسية في عنقك، فإذا نجحت فيهما نضمن لك النجاح في كل المرافق، وجزاؤك عند الله سيكون عظيما، وما أحوجنا جميعا لعطف المولى عز وجل.. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

* عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الحديدة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى