من هنا يبدأ محافظ لحج المنتخب

> د.هشام محسن السقاق:

> من أين تبدأ أولويات محافظ لحج المنتخب الأخ محسن علي النقيب في محافظة هي بمثابة عمود فقري لمحافظات عدة؟ هل تبدأ من حيث انتهى الآخرون أم تبدأ بإحداثية جديدة تجري على منوال تعويض ما فات واللحاق بالمستقبل؟ أم تبدأ من حيث يرد الاعتبار لمحافظة كانت ريادية بأبنائها وبالأرض التي يطأون عليها، وليست مجرد أرض يباب يتسابق السماسرة عليها لأغراض لا تمت إلى الاستثمار الحقيقي بأية صلة إلا ما تذره من الفوائد الذاتية والأنانية التي لا يطال منها أبناء المحافظة شروى نقير.

ولعل الأخ العزيز محسن النقيب يدرك جيدا أن الإنسان بما صنع لا بالسير وراء ما يقع، بمعنى أن يكون هو في موقع صناعة الأحداث لا أن يكون تابعا للأحداث كما تفرضها الوقائع. ولذلك فهو معني وفريق عمله برسم اتجاهات ما يريدونه لهذه المحافظة الواعدة على المدى الذي يمكنهم من التمايز عن الآخرين والمراحل الماضية، والإتيان ببرهان ملموس في التنمية والبناء تشاهده العيون وتلمسه الأيدي.

لسنا بحاجة لأن نذكر بما قدمته المحافظة وأبناؤها على المستوى الوطني في كل المراحل، كما أننا لسنا بحاجة للتذكير بمشاركة أبناء هذه المحافظة الإيجابية في انتخابات العام 2006م على المستوى الرئاسي أو المحلي.

وإذا كنا نذكر لأن الذكرى تنفع المؤمنين فإن أوضاعا على حافة الفلتان وانعدام (الدولة) في بعض مناطق ومديريات الصبيحة يجب أن تكون هي في رأس أجندة المحافظ المنتخب، وأن العلاج لأوضاع البؤس التي تخيم على مديريات الصبيحة والمقاطرة والقبيطة وغيرها يجب أن يبدأ من حيث يشعر المواطن بالأمن أولا وبالتنمية التي تفتقدها هذه المناطق، مع ما يستلزمه الأمر من تطبيع الأوضاع في مديريات ردفان المختلفة، ورفع المظاهر العسكرية، وإطلاق سراح المعتقلين على خلفية الأحداث الأخيرة (وكذلك في كرش وسواها من المناطق) والاقتداء بالخطوة الإنسانية الجريئة التي أقدم عليها محافظ الضالع الأخ علي قاسم طالب، وفتح صحفة جديدة من صفحات العمل المثمر في هذه المحافظة، بحيث يشمل ذلك قضايا الأراضي والعبث بها في مديرية تبن التي هي عصب المحافظة وكبرى المديريات اتساعا وسكانا، وجعلها بالفعل والعمل الواجهة المشرفة لعموم المحافظة.

إن عاصمة المحافظة (الحوطة) تمثل القيمة الحقيقية لأي تغيير مرتقب، وهي التي ظلت منذ ما قبل الوحدة وبعدها في قلب (لعنة الفراعنة) مثالا للعقاب الذي لا نعرف أسبابه لمدينة تاريخية جمعت بين عبقرية الإنسان وعظمة المكان، وقد آن الأوان لأن تخرج من حالة الإهمال والنسيان التي لازمتها دهرا.

ولا ننسى أبدا مديريات يافع وكل ما يجب أن يكون لها من الاهتمام والرعاية، وهي التي حباها الله بملكة الطبيعة الجميلة الخلابة، والإنسان المثابر الذي لا تنقصه الإمكانات الذهنية والمادية.

إن أي تنمية يجب أن تكون مشمولة بمناخات اعتيادية آمنة. هذه ليست مهمة المحافظ وحده، وإنما بمساعي كل أبناء المحافظة الذين يجب أن يلتفوا للعمل حول المحافظ الجديد وزملائه في السلطة التنفيذية والمجلس المحلي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى