حضرموت بحاجة لمن ينصفها وليس يتناصفها

> أحمد علي الأحمدي:

> من حضرموت الخير بالبشر جيت ..ناشر على الوحدة شراعي والشاعر اليمني الكبير الراحل: حسين المحضار..!!

إذا كان حديثنا هذه المرة عن حضرموت الخير، كما وصفها كثيرون، ومن بينهم شاعرنا الفذ الراحل حسين المحضار، فلسنا منطلقين من مفهوم مناطقي،وإنما أردنا بهذا إعادة الشيء إلى نصابه وإلى حقائق التاريخ، القديم منه والمعاصر، وإلى الوقائع التي تتحدث عن نفسها، على أن سمة الخير التي اكتسبتها حضرموت، جاءت من عطاءاتها وعطاءات أبنائها لليمن الكبير الذي اعتدوا به ولم يبخلوا عليه في مواطن اغترابهم إلى أصقاع المعمورة، ولم يتوقف عند مجال معين أو نقطة محددة، وإن كان البعض ممن لهم رأي مختلف، يرون أن حضرموت ما كان ليغترب عنها أبناؤها لو أنها تحوي شيئا من الخير، وهو رأي نترك الإجابة عنه للتاريخ، باعتباره يعيد الصواب لكل مزايد أو متجاهل، فحضرموت كانت ولاتزال وستبقى منبع الوعي والثقافة والاقتصاد والسياسة، وسلة إطعام للفقراء والجوعى والمعدمين، بما في باطنها من ثروات وطنية عديدة ومتعددة، شاءت لها الأقدار أن يحرم منها أبناؤها، وغيرهم من أبناء الوطن الواحد.

وإذا كنا قد تركنا أسباب هجرة الحضارمة بأن يجيب عنها التأريخ، فلا أجد من مانع بإشارة بسيطة عن المراحل التي عاشتها حضرموت خلال مراحلها، فشكلت جميعها ظروفا من المعاناة أجبرتهم على الهجرة، إلى جانب ما يعرف عن الحضرمي من حبه للمغامرة، أما معاناة حضرموت ومن أكثرها قساوة عليها من مرحلة ما بعد الاستقلال وجلاء المستعمرين الإنجليز في الثلاثين من نوفمبر عام 1967، مرورا بمرحلة الوحدة اليمنية عام 1990 وما بعدها، حتى وقتنا الحاضر ، لكن وكما تعلمت وتعلم أبناؤها وكل الخيرين من تجارب بأن دوام الحال من المحال، أيا كان شكله ونوعه وصفته وجبروته وهويته.

إذا ثقفت يوما حضرميا

لجاءك آية في النابغينا

وهذا البيت من الشعر الذي سوف نتخذ منه مدخلا لدور الحضارمة الفاعل في مواطن اغترابهم، والذي ورد على لسان الأديب اليمني الكبير علي أحمد باكثير، وهو أحد أبناء الهجر المولود في جزيرة (سورا بايا) بإندونيسيا، يؤكد لنا هذا الدور لليمنيين ولحضرموت التي تتصدر القائمة، في شتى المجالات والميادين ودونما تخصيص، ممثلا في نشر الدين الإسلامي الحنيف في كل جزء هاجروا إليه من هذا العالم، وتكوينهم بيوتات تجارية ومالية كبيرة بحكم خبرتهم التجارية العريقة والمتوارثة، وتبوئهم مناصب مدنية وعسكرية عالية، وحمل درجات ومستويات علمية عالمية، ومنهم من صار ولايزال قاضيا وأديبا وشاعرا ومطربا مرموقا، ومن منا لايتذكر إلى وقت قريب بعضا من الرموز، مثال المارشال عبدالله المشجري، مارشال الجيش الصومالي، عندما كان الصومال أقوى دولة في أفريقيا السوداء، والذي لقي حتفه بسقوط الطائرة به في ساحل أبين، بينما كان ينوي زيارة أهله ووطنه، ودولة مهاتير محمد وخلفه عبدالله بدوي في رئاسة حكومة ماليزيا، ودولة رفقي بامخرمة وزير التجارة والسياحة الجيبوتي، ودولة مرعي الكثيري رئيس وزراء تيمور، ودولة علي العطاس وزير خارجية إندونيسيا سابقاً، وما إلى ذلك مما سيطول به المقال لطول مقامه.

لعل الدافع لهذا أن حضرموت بحاجة إلى من ينصفها،وليس من يتناصفها في خيراتها ويستأثرون بها لأنفسهم، تاركين أبناءها الخيرين وأبناء الوطن في المجهول، الذين إن لم ننصفهم فلا مناص من يوم ينتصفون فيه لأنفسهم، بأي وسيلة أوأسلوب قد لانتوقعه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى