رسالة إلى الشرفاء خلف القضبان

> عبدالله أحمد الحوثري:

> كم هو مؤلم أن نرى أجهزة حماية النظام يستأسدون في مواجهة الجياع وقياداتهم من القوى الحية التي ترفض إذلال الإنسان عن طريق محاربته في رزقه وعمله وحريته وغير ذلك.

وتوجه إليهم الأعيرة النارية فيقتلون ويصابون بعاهات مستديمة لا شفاء منها، ويزج بمن كتبت له السلامة في غياهب السجون، ويجري الإعداد للتهم التي ما أنزل الله بها من سلطان، كل ذلك بغية إخضاعهم لقبول أساليب الإذلال، بل والتصفيق والابتسام لمن يقوم أو يأمر بذلك.. مؤلم عندما نرى أجهزة حماية النظام تفرض قبضتها الحديدية على القوى الحية المسالمة في المجتمع بسبب مطالبتها باحترام آدمية الإنسان اليمني، وبالمقابل تتراضى بل وتتشارك في حماية قوى النهب والتدمير لخيرات الأمة، تساندها في ذلك أجهزة إعلام النظام الساعية إلى تلميع النظام وتضخيم إنجازاته وتسفيه معارضيه من دون حجة، وتوزيع التهم على كل القوى الحية في المجتمع المنادية بالمشاريع الإصلاحية للنظام السياسي، وهنا لب المشكلة، فالنظام السياسي في نظر الإعلام الرسمي أصبح منارة مضيئة على مستوى الوطن العربي والإسلامي ولايحتاج إلى إصلاح، كما تطالب القوى (الحاقدة) في نظر إعلام السلطة.

هذا النظام الذي يرفض الاعتراف بما يصدر عن غيره، بينما يقتبس مشاريع القوى السياسية المعارضة ويقدمها كمبادرات ابتكرها النظام لإقرارها من قبل السلطة التشريعية دون أن ينسب الجهد لأهله كمسألة أخلاقية.. إنها عقدة النقص التي من المستحيل معها الاعتراف بأهمية الشراكة في معالجة مشاكل الوطن وأزماته، لذلك يختصر الأمر بعدم الاعتراف بوجود مشكلة ما أو خلل يحتاج إلى العلاج، أعود لأقول للشرفاء خلف القضبان كنتم طليعة في مواجهة الباطل الذي شمل الجميع، وسجنكم ومحاكمتكم سجن ومحاكمة للحق وللحرية والسلام والديمقراطية وتشريعاتها اليمنية والدولية الموقع عليها.. تحية للواقفين في وجه الباطل، هاتفين بأصواتهم حاملين رايات بيضاء، تحمل مطالب بالحقوق المفقودة، وللمعبرين عن آلام الأمة على صفحات الصحف القابلة لإيجاد المساحة المطلوبة للتعبير عن آلام وآمال هذا الشعب المقهور، وفي مقدمة تلك الصحف «الأيام»، فلها الشكر ولرئيسها التقدير والوفاء والعرفان.

إنكم أيها المناضلون تدفعون الثمن نيابة عن شعبنا الصابر وعرفانا لكم بذلك، فقد أصبح مطلب إطلاق سراحكم هو المطلب الملح الذي تجمع عليه كل القوى السياسية والاجتماعية في عموم وطننا.

فلكم الوفاء والتحية والسلام، ورددوا في سجونكم وقاعات المحاكم ما كنتم ترددونه في مسيراتكم السلمية.

إذا الشعب يوما أراد الحياة

فلابد أن يستجيب القدر

ولابد لليل أن ينجلي

ولابد للقيد أن ينكسر

ومن لايحب صعود الجبال

يعش أبد الدهر بين الحفر

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى