شماعة الوحدة.. والأمن الغذائي

> سلام سالم أبوجاهل:

> إن القوة مستمرة من تطبيق القيم والاحتكام لها، وليست مستمرة من تسخير القيم والمبادئ للمصالح الشخصية، وإلا ما الذي يجعل السلطة دائما تخاف على الوحدة الوطنية؟ نعم فإن السلطة لاتفتر دائما عن ذكر الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار! وفي نظري وربما في نظر الكثيرين أن ذلك الثالوث أصبح يردد على مسامعنا أكثر من أي شيء آخر.. فإذا كانت هناك كلمة للرئيس ذكر ذلك الثالوث أكثر من عشر مرات في كلمته، وإذا كان هناك مؤتمر صحفي لم ينس ذلك الثالوث.

فأقول إن الحديث عن الوحدة الوطنية- التي عمدت بالدماء- بهذه الكثرة يدل على الخوف عليها، نعم فالخوف على الوحدة الوطنية مسئولية كبيرة وأمانة عظيمة تقع على عاتق السلطة.. ولكن السؤال هنا هل بحثت السلطة عن أسباب خوفها على الوحدة الوطنية؟! لا أظن أن السلطة تجهل تلك الأسباب التي جعلتها تخاف على الوحدة بهذا الجنون وإلى هذا الحد.. إن الخوف دائما لايكون منبعه إلا الجوع الذي هو ناتج الفقر أو بالأصح التفقير، ذلك الكابوس الجاثم على صدر الأمة، فهل قامت السلطة بمعالجة ذلك الكابوس الرهيب؟! إذا لأمنت على الوحدة ولوجد الأمن والاستقرار، فإن الشعوب إذا جاعت جهلت وعميت وباعت قيمها- تلك القيم التي سخرتها السلطة لمصالحها الشخصية- وبحثت- الشعوب- عن كل المخارج المنجية من هذا الكابوس المفتعل.

ومن هنا يجب على السلطة أن تعي أنها هي سبب الخوف على الوحدة والأمن والاستقرار بتجاهل قضايا الأمة، فإذا أراد الشعب أن يسأل يوما عن حقوقه في العيش الكريم أو حتى عبر عنها بمظاهرة سلمية أو اعتصام فإن السلطة بدلا من معالجة القضية تقوم بتأجيجها بالقمع والتشريد والتهديد واقتحام المنازل والاعتقال والمحاكمة، كما فعلت وتفعل مع قادة الحراك، ومنهم الأستاذان عمر أحمد بن فريد وعلي هيثم الغريب، فإذا كانت تلك هي معالجة القضايا في نظر السلطة، فمن أين سيأتي الأمن والاستقرار.

إن السلطة جعلت من الوحدة الوطنية- تلك القيم- شماعة تعلق عليها ما تتمتع به من فشل في حل القضايا، فكما كانت تلك السلطة تتهم المخالفين لها قبل الوحدة بالإماميين، فاليوم تتهم المخالفين لها بالانفصاليين، وهذا تسخير للقيم والمبادئ في غير موضعها، فإن تلك المعالجة الخاطئة هي سبب رئيس في تفريق الأمة وزرع العنصرية وتعميق الشروخ.. إذا على السلطة أن تطبق القيم والمبادئ وتحتكم لها قبل فوات الأوان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى