بعد اختطاف الرجال هل جاء الدور على الفتيات؟

> محمد بالفخر:

> في الوقت الذي انتهت فيه قضية اختطاف رجل الأعمال الحضرمي الشيخ محمد بن سالمين بن يمين طالعتنا صحيفة «الأيام» الغراء في عددها رقم 5423 الصادر بتاريخ 8 يونيو 2008م وعلى صفحتها الأخيرة بخبر عن محاولة اختطاف فتاة من وادي حضرموت وكانت حجة الخاطف أنه سيتزوجها في ذمار !! الخبر في مجمله بالإمكان أن نمر عليه مرور الكرام دون الالتفات إلى أبعاده ولا إلى أسبابه، ولكن لابد من وقفة بل ويجب علينا جميعاً أن نقف عنده ونبحث في الأسباب والوقائع .

وبالطبع هذه القضية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة وليسمح لي القارئ الكريم أن أسرد ثلاث قصص مماثلة مع اختلاف التنفيذ في كل منها .

الضحايا : فتيات ونساء من حضرموت

المنفذون : من خارج حضرموت

الغاية المعلنة : الزواج على سنة الله ورسوله - بزعمهم - وهنا نسأل أحبتنا من العلماء وطلبة العلم على اعتبار ما يقال عنا (أننا حديثو عهد بالاشتراكية وبعد عن الدين) في نظر البعض على الأقل فنسأل ونقول هل هذا من السنة !!؟

على الرغم أن كثيرا من القصص في الأدب والتاريخ العربي من عنتر وعبلة وقيس وليلى وما فيهما من العشق والغرام بلغ حد الجنون، كما هو الحال عند صاحب ليلى، لكن كل ذلك لم يجعله يقدم على عملية اختطاف حقيرة لليلاه كما هو الحاصل في القصص الآتية :

القصة الأولى: فتاة في مقتبل العمر ربما لم تصل العشرين بعد تدرس في أحد مراكز التحفيظ ترددت على أحد المحلات لبيع الملابس أو العباءات لأحد الأشخاص من خارج حضرموت، غابت عن الأنظار فاحتار الأهل والجيران وبكت الأم والإخوان .

والنتيجة أنها أصبحت خارج حضرموت بمسافة تزيد عن ألف كيلومتر .

القصة الثانية: امرأة متزوجة لا يعلم أهلها إلا بعد فترة أنها قد غادرت حضرموت إلى جهة معلومة ومعروفة. (القصتان حلتا بوساطة أعضاء من مجلس النواب) .

القصة الثالثة : في صبيحة يوم من أيام رمضان الماضي فتاة صغيرة في طريقها إلى المدرسة مع زميلتها تتعرض للخطف من قبل وحش من خارج المحافظة أيضاً حاول الاعتداء عليها بحجة أنها زوجته أو سيتزوجها، ولولا لطف الله بها أن سخر لها بعض المارين في الطريق لحصل ما لا يحمد عقباه .

تلك القصص وإن تعمدت عدم الخوض في التفاصيل .

عن ماذا تنبئنا ؟

وما هي المؤشرات والدلالات التي ترسلها لنا تلك الحوادث ؟

وغيرها ؟

وها أنذا أسردها بعجالة فيما يأتي :

1- إن من أمن العقوبة ساء الأدب، عبارة تعلمناها صغاراً تنطبق على كل أبطال تلك الحوادث على اعتبار أن ما أقدموا عليه رغم فذاحته حتى في أعراف مناطقهم إلا أنهم أقدموا عليه وهم في مأمن من هذا الجانب والنتيجة تحكي ذلك .

2- تكريس ثقافة نظرة الاستعلاء والعنجهية بكل أنواعها ومحتوياتها والتقليل من شأن الآخرين استلهاماً من ثقافة الأصل والفرع، التي أنتجت هذه السلوكيات.

3- الاستقواء ببعض منسوبي المؤسسة العسكرية والأمنية كما هو حاصل في قضية فتاة الوادي من خلال الاستعانة بصديق، فلم يكن صديقاً واحداً، بل كانا جنديين من عيون الوطن الساهرة .

(وهنا ينبغي لقيادتهما وحفاظاً على السلم الاجتماعي أن يعاقباهما أشد العقاب عبرة لهما وردعاً لأمثالهما إذا ثبت تورطهما في المساعدة)

4- الاستغلال البشع والحقير لبعض أصحاب المحلات التجارية أو العاملين فيها من جعل هذه المحلات أو هذه الوظيفة وسيلة لاستغلال ظروف وحاجة بعض الزبائن وخاصة من الجنس الآخر.. وهنا أقترح على أصحاب هذه المحلات المتخصصة أصلاً في بيع حاجيات النساء أن يقوموا بتوظيف الفتيات اللواتي سيكن متقنات لهكذا عمل .

5- إشاعة ثقافة الاختطاف حتى وإن كان المقصد منها كما زعم الزواج، فبهذا يعني أننا نشرع لشريعة الغاب .

ومن هذا المنبر، منبر «الأيام»، الذي أسس لخدمة المجتمع والمساهمة في الارتقاء به وحل مشالكه .

أناشد كل المسؤولين ألا يمرروا مثل هذه القضايا دون حساب أو عقاب .

وأهيب بكل أرباب الأسر وبكل الشباب أن يكونوا مثل شباب آل حريز، الذين أحبطوا هذه العملية بسرعة فائقة بعد أن سمعوا صرخة امرأة كان لنباهتها وفطنتها الفضل بعد توفيق الله في إحباط هذه العملية الخسيسة.

خاتمة :

كل ما في بلدتي يملأ قلبي بالكمد

بلدتي غربة روح وجسد

غربة من غير حد

غربة فيها الملايين وما فيها أحد

غربة موصولة تبدأ في المهد

ولا عودة منها للأبد (أحمد مطر)

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى