النائب الجوهي:لا أحد يزايد على الوحدة..وعبث العابثين زاد بحضرموت

> «الأيام» علوي بن سميط:

> توافدت مجاميع قبلية وشخصيات رسمية وأعضاء مجلس النواب ممثلو حضرموت ومحافظ حضرموت الأخ سالم الخنبشي وأعضاء الهيئة الإدارية إلى المخيم القبلي بأرض نهد غرب، بانتظار عودة الشيخ محمد بن سالمين بن يمين، الذي أطلق سراحه من مختطفيه مساء الأربعاء الماضي.

توافد الجميع إلى المخيم منذ صباح أمس الأول، وقبل حضور الركب من محافظة مأرب كان الحكم صالح بن علي بن ثابت النهدي يتحدث للحضور عن جهود القبيلة، وتمسكها بالقانون فيما في مخيم مأرب تجري مراسيم استقبال بن يمين من قبائل مأرب والسلطات.

قبل الوصول إلى حضرموت

في مخيم نهد بحضرموت وبانتظار بن يمين تحدث عدد كبير من أفراد القبائل المتواجدة بملاحظات قيمة في الشأن العام، وبحضور الأخ حكم القبيلة والأخ المحافظ وجميع أعضاء كتلة المؤتمر الشعبي في مجلس النواب وأمام الإخوة أعضاء الهيئة الإدارية لمحلي حضرموت وعدد من الأعضاء، وتضمنت أطروحات الحضور المتحدثين قضايا الاختلالات الأمنية، وضرورة كشف مرتكبيها وتلاعب متنفذين مدنيين وعسكريين بأراضي وحقوق الناس، وكثرة النقاط الأمنية والعسكرية التي للأسف لم توقف هذه الاختلالات، بل يفر من أمامها مرتكبو هذه الأفعال، وآخرها اختطاف بن يمين.

جانب من مستقبلي بن يمين أمام مخيم نهد بحضرموت الخميس
جانب من مستقبلي بن يمين أمام مخيم نهد بحضرموت الخميس
تحول وقت الانتظار منذ صباح الخميس حتى ما بعد الظهر إلى ما يشبه مؤتمرا وتجمعا لطرح الملاحظات العامة، بل طرح الصحفيون المتواجدون عددا من الأسئلة على حكم نهد صالح بن ثابت، «الأيام» سألت الحكم الآتي: هذا الصباح تناقلت وكالات وصحف أن سيارات سلمت للخاطفين، هل هي جهات أخرى نيابة عن القبيلة أقدمت على ذلك أم الوسطاء أم الدولة.. أنتم هنا قلتم لم ندفع شيئا؟ قال الحكم صالح: «لم أسمع شيئا من هذا القبيل، ولم يحصل ذلك، نهد طالبت الدولة بإطلاق سراح بن يمين من عند مختطفيه، وحصل هذا مساء أمس (الأربعاء الماضي)، نحن طالبنا الدولة وقلنا عليها أن تقوم بدورها، نحن كقبيلة منذ حصول الاختطاف كان رأينا وكلمتنا واضحة، استعادة بن يمين دون قيد أو شرط».

وسألت «الأيام»: هل هناك أيضا وساطات بموجب العرف القبلي أم ظللتم على رأيكم أن تتبنى ذلك الدولة، لأنه كما يتداول أن هناك وساطات بموجب الأعراف؟ رد الحكم: «كما قلت واؤكد أننا طالبنا الدولة، أما إذا كانت هناك أمور أخرى فلا نعلم بها ولم تحصل».

الحكم بن ثابت وأحد المشايخ الوسطاء من مأرب يتحدثون في خيمة نهد عصر الخميس
الحكم بن ثابت وأحد المشايخ الوسطاء من مأرب يتحدثون في خيمة نهد عصر الخميس
ازداد عبث العابثين في حضرموت

و تحدث د.محمدالجوهي عضو مجلس النواب رئيس الكتلة نيابة عن زملائه والحضور النواب بكلمة أمام الحضور، قبل وصول الشيخ بن يمين.

وشرح د.محمد الجوهي في كلمة ألقاها أمام الحضور ظهر أمس الأول متابعات أعضاء كتلة حضرموت مع أعلى المستويات بشأن موضوع الشيخ بن يمين النهدي، ومما جاء في كلمة د. الجوهي: «هناك ثوابت يجب أن نتحدث عنها، أولا الوحدة، لا أحد يزايد على موضوع الوحدة، فهي القوة والمنعة والرفعة، وكلنا على موضوع الوحدة كموقف ليس من اليوم، نحن من تاريخ طويل مع الوحدة حتى تحققت، نحن نكن أيضا لفخامة الأخ الرئيس كل احترام وتقدير لتاريخه النضالي ولمواقفه الوطنية، ولكن يجب أن نتحدث الحديث الصحيح والشفاف، وكما يقول المثل صديقك اصدقه».

بن يمين عقب عودته في خيمة قبيلته
بن يمين عقب عودته في خيمة قبيلته
وأضاف: «يجب أن نتحدث بشكل صريح وواضح، عبث العابثين والمتنفذين في حضرموت زاد عن الحد، والمثال بيّن قبل لحظات دخل قائد اللواء بحراسته بجزماته هو وحراسته، دونما اعتبار لقيم وعادات حضرموت، وهذا في تقديري أن شخصا في حجم عبدالرحمن الحليلي قائد اللواء يدرك جيدا أن في حالة الجلوس في حضرة الشيخ الحكم بن ثابت، وفي أعلى مراتب السلطة بحضرموت جلسة على الأرض، وليست جلسة في مجلس، ويدخل هكذا، هذا رمز للفرق بين حضرموت الحضارة والقيم وبين أسلوب العسكر القوي والخشن الذي لايضع اعتبارا لمثل هذه الأمور».

وقال: «موقفنا من هذه التصرفات، سواء كان الاستيلاء على الأرض وسواء كان خطاب البشر أو ابتزاز الناس في كثير من المواقع واضح جدا، فنحن مع المواطنين، وليس ضدهم في هذه القضية، تحديدا قضية اختطاف الشيخ بن يمين، ننقل استياءنا نتيجة لما حصل، ولايليق بالقيم والعادات والأعراف القبلية، ولايمكن أن تحل القضايا أيا كانت إلا بسيادة النظام والقانون، ونحن في حضرموت نشدد على سيادة القانون، فالكل في حضرموت أمانة في عنق الدولة، الرجال والنساء وأموالهم وأعراضهم، هذه المحافظة التي قطعت شوطا في التقدم والتنمية».

مشايخ الوساطة من الجوف ومأرب وشبوة وهم في حضرموت التي وصلوها مع بن يمين
مشايخ الوساطة من الجوف ومأرب وشبوة وهم في حضرموت التي وصلوها مع بن يمين
واستطرد الجوهي في كلمته أمس الأول: «نحن باسم كتلة حضرموت نناشد الدولة أن تقف موقفا يليق بمكانتها وسمعتها المحلية والدولية، وأن يتعزز النظام والقانون، لا الأعراف، أن نحكم بالأعراف بالعودة إلى مئات السنين إلى أدغال القرون الوسطى، وإما أن نحكم بهيبة القانون والنظام، ونصبح دولة يمنية متحضرة، وأن تكون محافظة حضرموت- كما أشار الأخ الرئيس- أنموذجا للأمن والأمان والاستقرار، لكن ما يحصل هو اعتداء على هذا الأنمودج والاعتداء على كرامات البشر، ومن مجاميع متنفذة، وهذا ما لانقره، ونحن في مجلس النواب لن نتوانى عن متابعة وطرح ملاحظاتكم، وأن تقوم الدولة بواجبها على أكمل وجه، وأن لاتترك الحبل على الغارب، وعودة الأمور إلى العادات والتقاليد والأعراف التي عفى عليها الزمن في حضرموت، ونحن في حضرموت نتمسك بالنظام والقانون».

من جهته ألقى الأخ سالم الخنبشي محافظ حضرموت كلمة، ذكر فيها متابعته فور وقوع هذا العمل الذي وصفه بـ «الإجرامي»، ومما قاله: «هل نريد النظام والقانون أم نريد شيئا آخر، وبكل فخر واعتزاز وبكل تقدير لقبيلة نهد استمعت لها من أول وهلة تقول إننا نريد الدولة والنظام والقانون، وهذا ما أسجله للتاريخ، بل وتعتز به الدولة».

وأثنى الخنبشي على جهود الأخ الرئيس ومتابعته أولا بأول، وحرصه وكل المسئولين على هذا الموضوع وإنهائه مبكرا.

كما ألقيت في تلك الجلسة قصيدة شعرية للشاعر مبروك العوش النهدي وصف فيها تحرك الدولة وكذا ملاحظات الناس.

الشيخ بن يمين عقب وصوله بين حكمي نهد والمشايخ الوسطاء في خيمة نهد عصر الخميس
الشيخ بن يمين عقب وصوله بين حكمي نهد والمشايخ الوسطاء في خيمة نهد عصر الخميس
بن يم ين يصل إلى قبيلته

غادر الإخوة أعضاء مجلس النواب ممثلو حضرموت الذين تواجدوا قبل وصول بن يمين، وكان وصولهم للإعراب عن مشاعرهم بالحضور إلى المخيم، وبدأت الجموع المتواجدة التي بلغ عددها أكثر من الألف شخص عصر أمس الأول تحسب الدقائق في انتظار وصول محمد بن سالمين، وعلى الرمال اصطفت جموع قبائل حضرموت، يتقدمهم المحافظ والوكيل المساعد والأخ سليمان كشميم مدير عام حورة وادي العين، ووصلت السيارات في موكب مهيب قادمة من مأرب، وعند الوصول أطلق القادمون الرصاص إعلاما بالوصول ليرد عليهم أفراد القبائل بتحية الرصاص ابتهاجا بسلامة الوصول، وغاب بن يمين بين أوساط مستقبليه في خيمة (المنبعث) بالقرب من قعوضة، وجلس في حضرة الحكم بن ثابت، وبجانبه أعضاء ومشايخ من قبائل مأرب والجوف وشبوة الذين وصلوا معه، وهم أعضاء الوساطة والمفاوضات، وعلت على محيا ذلك الشيخ المستثمر الكبير في السن ابتسامة واسعة، وبدت صحته طبيعية وطيبة، وشكر الناس على انتهاء هذه القضية على هذا النحو، وقاموا بمصافحته.

استطلعت «الأيام» مشاعر عدد من المتواجدين فكانت الردود أن بن يمين يمثل لهم رمز السلام الاجتماعي، كما سألنا عددا من مشايخ وأعيان نهد عقب وصول بن يمين وهو الآن بين أهله.

سألنا الشيخ جمال بخيت النهدي: هل تم تخليص بن يمين مقابل أي من عمليات الدفع لتحريره؟ فقال: «لم يدفع شيء من قبل نهد، ولم توضع أي عدالات، ولكن توجيهات فخامة الرئيس واضحة بمجهوداته ومتابعاته، وكذا الدولة ووزارة الداخلية، تم تسليمه إلى نهد بطريقة سلمية، ووعد الرئيس ووعدت الدولة بتقديم الخاطفين للعدالة».

ويقول الشيخ محمد صلاح بن عزون من رجالات نهد: «اتبعنا الحكمة وسلمنا الأمر للدولة، وحصل اليوم، ووصل الشيخ بن يمين معززا مكرما، ومن الضروري تسليم الجناة إلى المحكمة لينالوا جزاءهم».

سألت الشيخ الشاب عبدالحكيم بن عجاج النهدي الذي وصل من مأرب مع الشيخ بن يمين عن: تحرك نهد، وكيف يمكن أن تكون مثل هذه الحالة باعتباره من الشخصيات القبلية التي مكثت هناك حتى تم تخليص بن يمين من مختطفيه. فقال الشيخ عبدالحكيم: «رحنا عند قبائل في موقع معين حسب معلوماتنا في مأرب والجوف، وحطينا عند الذي خطفه، وبأسلوب القبولة إن عطوك حق وعطوك عدول انتهى الموضوع، احتكم الناس قبليا ويعطى الحكم تشريف والحكم ثقيل، عطونا التشريف، وعطونا صاحبنا، عطونا تحكيم موقع الضمان عليه من ضمين تجاري، رداد.. من محافظ مأرب.. إن حكمنا بجم أو شوي، والحكم مطلق لرؤوسنا وإن حد يطلبـنا حق أهلا وسهلا.. ماحد يرفض الحق».

جزء من المخيم ورجال القبائل في حضرموت
جزء من المخيم ورجال القبائل في حضرموت
ويقول الشيخ حمد بلحامض من مشايخ نهد: «بداية أقول إننا في محافظة حضرموت كقبائل نبحث دائما عن التعامل مع كل المسائل الخاصة والعامة بموجب النظم والقوانين، ولايفسر ذلك كائن من كان أن ذلك جبن وخوف من قبل حضرموت، وما حصل للشيخ بن يمين كان يمكننا أن نعمل على استعادته قبليا، إلا أننا وجدنا أن ما تمر به البلاد والوطن اليمني والظروف المحيطة والمحدقة بسلامة البلاد جعلتنا ندرك أن هناك من يخطط لجر قبيلة نهد إلى حسم بهدف توريطها، لذا كان العقل والحكمة والبصيرة والالتزام الحضاري الذي اتصف بتحرك القبيلة والذي جاء بنتائج سلمية، فوتت على من يراهن بالإيقاع بنا، وفوتت الكثير على المزايدين، وأتوجه بشكري لفخامة الأخ الرئيس لتدخله السريع واهتمامه المباشر لإدراكه لما يدور».

وبعد

عاد الشيخ محمد بن يمين النهدي معززا مكرما بين عشيرته وأهله بعد أسبوع من التوجسات والتكهنات التي يتداولها الرأي العام بحضرموت، عاد ومعه بشائر السلام الاجتماعي، وبصحبة رجال نهد الذين خيموا بمأرب، عاد ومعه ممثلون من لجنة الوساطة من شبوة ومأرب والجوف، ولكن يبقى سؤال مشروع، هل عملية اختطاف بن يمين هي الأخيرة أم ستظل حضرموت مفتوحة لأعمال أخرى؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى