القارة.. صاحبة الموقع الفريد والتاريخ التليد تستغيث

> «الأيام» قائد زيد ثابت:

>
جانب من منطقة القارة
جانب من منطقة القارة
ينفطر القلب حسرة وألماً على ما آلت إليه قلعة القارة التاريخية، التي تعد من أكبر وأشهر وأهم المواقع الأثرية في يافع، لما تكتنزه من قصور ومساجد وأضرحة بالإضافة إلى برك المياه ومدافن الحبوب المنحوتة في الصخر الأصم، كما تعد القارة متحفاً طبيعياً قبل أن تكون معلماً أثرياً، لما تزخر به من موقع متميز وطبيعة خلابة أبدعتها يد الخالق سبحانه وتعالى بكل مدلولات الجمال التي تدل على عظمته وقدرته.

وتعتبر القارة الواقعة في إطار مديرية رصد بيافع محافظة أبين من أروع المواقع الأثرية والسياحية في يافع رغم حالة الإهمال والتخريب والانهيار الذي أصاب معظم أجزائها سواء من جراء القصف الجوي في نهاية الخمسينات وبداية الستينات أو من جراء التخريب والعبث المستمر من قبل أيادي العابثين الذين لا يقدرون قيمتها ويعبثون بها لغرض الحصول على ما تحتويه من أخشاب وأحجار.

الأمطار تهدد القارة بالاندثار

لقد برزت التشققات على مداميك وجدران بعض قصور السلاطين في القارة، وساعد في بروز وظهور تلك التصدعات مياه الأمطار التي تهطل بغزارة على سطوح المباني، وتتسرب بسهولة ويسر من أعلى إلى أسفل طابق في القصر.

ويعود السبب في ذلك إلى افتقار تلك الأسقف لخرسانة النورة القديمة وصبات الأسمنت الحديثة التي تمنع تسرب المياه، كون أغلب مباني قلعة القارة التاريخية مغطاة سقوفها بالخشب والصّلى والتراب، ومع مرور الزمن تجرف الأمطار تراب الأسقف لإهمالها وهجرة ساكنيها.

دار السعد
دار السعد
القارة بحاجة لمن ينقذها من عوامل الزمن وأيادي العابثين

ما تعانيه القارة اليوم يحتاج إلى تضافر جهود الجميع سلطة ومواطنين، ولحمايتها من الاندثار يجب الحفاظ عليها من الأخطار والأضرار التي تحيط بها.

فما تتعرض له قلعة القارة اليوم من تكسير لها لغرض الحصول على الأحجار وبيعها يعني طمس معالمها وهويتها وجمال طبيعتها الخلابة التي أبدعها الخالق.

وكل هذا يأتي كونها قلعة مهجورة من السكان مما جعلها عرضة للتخريب والسطو على أحجارها المشهورة بأحجار «الياجور» ذات اللون الأبيض، في ظل صمت وتجاهل الجهات المختصة لعظمتها التاريخية وكمال جمالها الذي يثير في المرء حب التأمل والاستطلاع.

فعلى الجهات المختصة ممثلة بالهيئة العامة للآثار اتخاذ المعالجات اللازمة وبأسرع وقت ممكن، حتى تظل القارة محتفظة بطبيعتها الخلابة ومخزونها الهائل من التاريخ.

أخيراً

إن الاستمرار في العبث والإهمال والتجاهل دون الإسراع في ترميمها وإنقاذها من الاندثار يعد تجاهلا متعمدا لرصيد القارة التاريخي الضارب بجذوره في أعماق التاريخ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : هل ستحظى القارة بترميم معالمها التاريخية للحفاظ على تراث الماضي؟ أم أن الاندثار هو المصير القادم ؟!!

تكسير قلعة القارة وبيع أحجارها
تكسير قلعة القارة وبيع أحجارها
انطباعات من واقع الزيارة

وأثناء جولتنا الاستطلاعية التي رافقنا فيها الإخوة العميد سعيد جبران اليهري مدير الأمن السياسي بالمديرية والشيخ منصور الجلادي والأخ علي صالح الحنشي استنكر الجميع وبشدة ما تتعرض له قلعة القارة من عبث وإهمال وقلع أحجارها، ويرون ضرورة إنقاذها من الاندثار والحفاظ على ما خلفه الآباء والأجداد.

كما التقت «الأيام» بالأمين العام عادل علي سبعة الذي أفاد بأنه التقى بوزير الثقافة قبل عشرة أشهر وأبدى الوزير استعداده واهتمامه بما يخص قلعة القارة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى