الأضرار الجسمية والنفسية والاجتماعية لختان الإناث

> د. جواد حسن مكاوي:

> تم تناول هذا الموضوع كثيرا جدا بسبب انتشاره بطريقة مزعجة، مما دعا مجموعة من الفتيات المصريات وعددهن (500) فتاة للخروج في مسيرة شهدتها إحدى مناطق الصعيد، نظمتها مؤسسة (الحياة الأفضل) مطالبات أسرهن والمجتمع بوقف ختان الإناث، كما سبق المسيرة عرض مسرحية بعنوان (محاكمة إنسان) تطرح الموضوع نفسه، وقالت ماجدة نجيب مسئولة مشروع منع ختان الإناث بالمؤسسة: «إن المسيرة والمسرحية تطالب بإصدار قانون يحمي حقوق تلك الفتيات ويحاكم الأم و(الداية) (التي تقوم بهذه العملية)». هذا ما جاء في صحيفة «الثورة» العدد (271).

إن ما يتم تناوله خارج اليمن تعاني منه الكثير منه الإناث داخل اليمن، ولكن بسبب حساسية الموضوع يفضلن السكوت تجنبا للفضيحة، رغم أضراره النفسية والجنسية والاجتماعية الجسيمة.. فما المقصود بعملية ختان الإناث؟.

تعرف إدارة الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة بأنها عملية يتم فيها إزالة أجزاء سليمة من الأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى، وهي تظهر على صورة ثلاثة أشكال، فالأول: إزالة جزء من البظر أو البظر كله. النوع الثاني: إزالة البظر والشفرتين الصغيرتين ومعالجة الشفرتين الكبيرتين بالخياط بحيث يلتصقان ويغطيان معظم فتحة المهبل مع ترك فتحة صغيرة لخروج البول والحيض- هذا الأكثر شيوعا في السودان والصومال- ويسمى (الختان الفرعوني). النوع الثالث: ممارسات مثل كي البظر، أو عمل شقوق في بطانة المهبل أوفرك البظر والشفرتين الصغيرتين بالملح أو الطين.

أضراره أثناء العملية مثل النزيف، الألم، الصدمة العصبية، متاعب بولية، التهابات حادة، الإصابة بالتيتانوس (الكزاز)، التهاب الكبد البائي، وربما كذلك فيروس الإيدز، أما أضراره بعد العملية فكثيرة، منها ندبات مؤلمة مما يؤدي إلى الألم أثناء الجماع، التهابات مزمنة في الجهاز التناسلي قد يؤدي إلى العقم، أورام كيسية مما تستدعي جراحة لإزالتها، التهابات مزمنة بالمسالك البولية والكلى، ضعف التجاوب الجنسي مما قد يترتب عليه إفساد العلاقة بين الزوجين، إحساس الأنثى بالقهر والحرمان والحزن الشديد، ومن ثم الاكتئاب والخوف من الاتصال الجنسي، الأعباء المالية من جراء معالجة ما تسبب من أضرار.

إن إزالة أعضاء من جسم الإنسان لها كل الفائدة، بل لها وظيفة هامة في عدة مواقف ما هي إلا عملية بشعة ومحرمة بكل المقاييس والتشريعات، بل هي جريمة يعاقب عليها القائم بهذه العملية أو الجرم بحسب القرار الوزاري رقم (31) لعام 2001 من وزارة الصحة العامة، الذي يقضي بـ «منع عملية ختان الإناث من قبل جميع العاملين في الخدمات الصحية العامة والخاصة باليمن»، ورغم هذا وذاك هناك عدة ممارسات لهذه العملية بشكل سري في الحضر، ومنتشرة بشكل كبير في الأرياف بحسب بعض المصادر.. إلا أن الفتاة كائن ضعيف لايستطيع أن يعبر عما يعانيه.. لهذا السبب نوجه هذا النداء إلى كل أولياء الأمور بأن ختان الفتاة جريمة بحق إنسانية المرأة ومصادرة حق من حقوقها منحها الله تعالى عز وجل، فكيف تحرمها أنت من ذلك؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى