موفدان فرنسيان في دمشق لدفع جهود استئناف الاتصالات بين البلدين

> دمشق «الأيام» رويدا مباردي :

>
التقى موفدان فرنسيان أمس الأحد في دمشق الرئيس السوري بشار الاسد في اطار دفع جهود استئناف الاتصالات بين باريس ودمشق بعد توتر حول موضوع لبنان.

وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان جان-دافيد ليفيت المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وكلود غيان الامين العام لقصر الاليزيه التقيا في وقت لاحق وزير الخارجية السوري وليد المعلم.

وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان الموفدين الفرنسيين سلما "رسالة" الى الاسد مشيرة الى ان اللقاء تناول "العلاقات الثنائية وتطورات الوضع في منطقة الشرق الاوسط ولا سيما في لبنان وعملية السلام وبخاصة على المسار السوري الاسرائيلي" اضافة الى "مشروع الاتحاد من اجل المتوسط".

ووصفت المحادثات مع الاسد بانها "مفيدة وبناءة وعكست اتفاق وجهات نظر الطرفين".

وتأتي هذه الزيارة غداة دعوة فرنسا والولايات المتحدة الى اقامة علاقات دبلوماسية "كاملة" بين سوريا ولبنان وفي وقت استأنفت باريس اتصالاتها مع دمشق.

وتدهورت العلاقات بين فرنسا وسوريا بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005 وهو كان "صديق" الرئيس الفرنسي آنذاك جاك شيراك. وتنفي دمشق التي كانت تسيطر قواتها العسكرية في لبنان اي ضلوع لها في الاغتيال.

وبعد شهرين، سحبت سوريا قواتها من لبنان بعد وجود عسكري استمر حوالى ثلاثة عقود.

غير ان فرنسا والولايات المتحدة اتهمت سوريا بالاستمرار في التدخل في شؤون لبنان من خلال حلفائها في المعارضة اللبنانية.

وفي نهاية 2007 اعلن ساركوزي تعليق الاتصالات الثنائية على اعلى مستوى مع سوريا، متهما دمشق بتعطيل انتخاب رئيس في لبنان منذ اشهر.

واعيد الحوار بين البلدين بعد انتخاب الجنرال ميشال سليمان في سدة الرئاسة في 25 ايار/مايو بموجب اتفاق تم التوصل اليه قبل اربعة ايام في الدوحة بين المعارضة اللبنانية الموالية لسوريا والغالبية النيابية المدعومة من الغرب ومن الدول العربية الكبرى.

ودعا ساركوزي الاسد لحضور احتفالات العيد الوطني في 14 تموز/يوليو في باريس غداة مشاركته في القمة المقررة لاطلاق الاتحاد المتوسطي الى جانب خمسين رئيس دولة وحكومة اخرين.

وقوبلت هذه الدعوة بانتقادات في لبنان وفرنسا على حد سواء.

واعتبر الرئيس اللبناني السابق امين الجميل رئيس حزب الكتائب الذي ينتمي الى الغالبية النيابية أمس الأحد ان فرنسا "تسرعت اكثر مما ينبغي" في معاودة الاتصالات مع الرئيس السوري.

وقال الجميل متحدثا لصحيفة فرنسية ان لبنان "ما زال بدون حكومة ومن الواضح تماما ان الصعوبات ناتجة عن المعارضة، عن حلفاء سوريا".

ودعا ساركوزي والرئيس الاميركي جورج بوش لبنان وسوريا الى اقامة علاقات دبلوماسية "كاملة" و"علاقات حسن جوار" مبنية على "الامن" و"السيادة"، في بيان مشترك صدر في ختام لقاء أمس الأول في باريس.

وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي مشترك مع بوش "ابلغت بشار الاسد باننا سنستأنف الاتصالات اذا ما دعت سوريا العملية الرئاسية تجري. وقد استأنفنا الاتصالات. يجب ترك لبنان حرا".

واضاف "لتفك سوريا باكبر قدر ممكن تضامنها مع ايران في سعي الاخيرة لامتلاك سلاح نووي، وعندها ستستأنف العملية".

وابدت سوريا استعدادها لفتح سفارة في بيروت بعد قيام حكومة وحدة وطنية في لبنان، في وقت لا تزال المشاورات جارية في لبنان لتشكيل الحكومة.

وقال محمد شطح مستشار رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة متحدثا لوكالة فرانس برس أمس الأحد ان "العلاقات بين الدول لا تبنى مبدئيا على اعتبارات متعلقة بالسياسة الداخلية".

وبعدما ابدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تحفظات، عبرت أمس الأول عن "ثقتها" بان فرنسا ستبلغ سوريا "الرسالة الصحيحة" حول "اهداف الفرنسيين والاميركيين المشتركة في الشرق الاوسط".

ويسجل هذا التقارب الفرنسي السوري في وقت تستأنف اسرائيل وسوريا الاسبوع المقبل محادثاتهما غير المباشرة التي بدأت قبل ثلاثة اسابيع بوساطة تركية.

وتهدف هذه المفاوضات الى استعادة سوريا الجولان المحتل منذ 1967 لقاء اتفاق سلام.

واعلن الاسد من جهة اخرى ان بلاده "ستتعاون" مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ومن المقرر ان يزور وفد من الوكالة سوريا للمرة الاولى في 22 حزيران/يونيو للتحقيق في مزاعم حول قيام سوريا ببناء مفاعل نووي سري في موقع الكبر الذي دمره الطيران الاسرائيلي في ايلول/سبتمبر الماضي. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى