إقلاق حضرموت..!!

> علي الكثيري:

> ثمة ما يقلقنا (نحن أبناء حضرموت).. فبعد سلسلة الحوادث الأمنية التي استهدفت- خلال الشهور القليلة الفارطة- سياحا ونقاطا عسكرية في الوادي والتي قيدت - على مايبدو- ضد (مجهول)، جاءت واقعة التقطع والاختطاف التي تعرض لها الأسبوع قبل الماضي رجل الأعمال الشيخ محمد بن سالمين بن يمين النهدي لتفجر متوالية من الاستفهامات القلقة عن بواعث هذا العبث المتفلت والأيدي الخفية الدافعة لسعاره، والرسائل التي يراد إبلاغها من ورائه، وإلى أين يراد لحضرموت أن تساق على وقع هذه التعديات المدوية والهادمة للاستقرار والطمأنينة والوئام.

إن التهاون في التعاطي مع ما يجري من إجرامية لكل منها دوافعها وأسبابها ومستهدفاتها الشخصية أو الانتقامية المعزولة عن غيرها، لا نراه إلا تعاطيا مبنيا على قراءة خاطئة وغير متعمقة، يمكن أن تترتب عليها نتائج خطيرة وناسفة للاستقرار في هذه المحافظة المسالمة، ذلك أن تلك السلسلة من الحوادث غريبة وطارئة على حضرموت ومجتمعات أهلها، وما تراكم لأبنائها من ثقافة ووعي مدني ونزوع إلى حاكمية (قوة القانون) ومؤسساته، واستهجان الانزلاق إلى مسالخ (قانون القوة) والجهالة، ولعل تلك هي السمة الفارقة الأبرز التي تميزت بها هذه المحافظة عن معظم محافظات الوطن، والتي جعلتها في صدارة مراكز الجذب الاستثماري في اليمن، بحيث انطلقت بين جنباتها حركة نشطة ومتنامية للاستثمارات، وللحراك التنموي القابل للتمدد والاتساع.

وهنا (مربط الفرس) إذ إن عمليات الإقلاق والاضطراب الأمني تعتبر الوسيلة الأمضى للفتك بأية حركة استثمارية وإنمائية ناشئة أو راسخة، لذلك نحسب أن ما توالى من حوادث أمنية في حضرموت قد أضرم الذعر في نفوس ذوي الاستثمارات القائمة فيها، وعطل اندفاع المستثمرين القادمين برؤوس أموالهم إليها، وتلك- لعمري- هي المصيبة.

الأمر بحاجة إلى وقفة سريعة وجادة تتمخض عنها قرارات وأفعال تلجم هوس تلك القوى النافذة والعابثة التي تقف خلف ما يمحق البلاد والعباد من انفلاتات واختلالات، ومن ذلك هذا العبث الممتد لاستقرار حضرموت وسلمها الأهلي ومدنيتها ونزوعها التحديثي وحراكها الاستثماري، ذلك إن إبداء مزيد من التهاون والتراخي في مواجهة ذلك كله لن تكون عواقبه إلا وخيمة على الجميع.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى