انفلونزا «دومينيك»

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

> بعد الرباعية التاريخية لهولندا في المرمى الفرنسي - أستطيع القول بلا تلعثم أن (الديكة) الفرنسية شاخت وأن (دجاجها) لم تعد تبيض إلا البيض الفاسد الذي يشتبه بأنه من إنتاج مصنع دومينيك الذي يصدر في (اليورو) الفواجع لكل بيت فرنسي لم يتعود على (موضة) تفسد الذوق وتقتل الشوق.

وبات من حق الفرنسيين بعد الذي صار وحدث المطالبة بشعر رأس دومينيك العجيب والغريب وبيعه في أسوأ مزاد على الأقل حتى يتأكد جميع سكان القرية الألكترونية أن دومينيك فقد أغلى ما يملك، وأنه الآن قد تحول إلى اللعب بالبلورات وقراءة الأبراج في شارع الشانزلزيه .. وهي ذات الأبراج التي اغتالت (معتقداته) ووضعت رأسه الملغوم وأنفه المزكوم تحت (مقصلة) أبناء الثورة الفرنسية .

وصحيح أن دومينيك أضاع (حليب) الكبرياء الفرنسي في صيف سويسري ساخن فإنه أيضاً كان قارئاً عادياً للعناصر (الفاعلة) التي كانت بحوزته في وقت انحازت فيه أبراجه لعناصر خاملة أكل عليها الدهر وشرب، فكان من الطبيعي جداً أن يسقط (دومينيك) في البحيرة ولايجد (قشاية) يتعلق بها ولاطوق نجاة يسعفه للعودة من بطن الحوت وترميم البيت الأزرق الذي عصرته (الطاحونة) الهولندية .

وإذا كان دومينيك قد أبدى ذات مرة إعجابه بـ(البرتقالة) الهولندية ووعد الفرنسيين البيض منهم والسود بعصرها في (بوفيه) النهائيات، فإن حلمه بامتلاك (البرتقالة) وشرب (عصيرها) قد استحال حقيقة إلى (كابوس) بعد أن تأكد دومينيك بأن حارس (البرتقالة) فان باستن يمتلك أسلحة دمار شامل من وزن روبين وسنايدر وكاوت وفان بيرسي ونيستلروي .. وإذا كان دومينيك قد فرح للحظات بعد بداية مغايرة لإيقاع البداية الرومانية فإنه بالتأكيد لم يكن يتوقع أن يجد النعش في انتظاره .

لقد ذبحوا (ديكه) وسلخوا جلده .. ورموه على قارعة الطريق، لأنه ما من (هولندي) ذكي يستطيع طهي ديك (مزكوم) إلا إذا كان أحدهم مصاب بجنون البقر.

ولم تكن الهزيمة من هولندا هي التي أتعست شعباً فرنسياً من النادر أن يحزن والنادر لا حكم له .. ولكن لأن المنتخب الفرنسي لعب من دون رؤية فنية .. من دون هوية .. من دون شخصية .. بدليل أن الأهداف الهولندية التي مزقت شباك الحارس العتيق (كوبيه) كشفت عن قلة وعي وعن دفاع لا يفرق بين (الحريقة) والنيران (الصديقة)، فكان أن تقلب على (جمر) دومينيك إلى أن مات (الجنين) في بطن أمه .

يقولون أن دومينيك طباخ ماهر وأنه يعرف واجبات (الطباخة) وأن زوجته لا تأكل إلا من يديه، ربما لأنه ابتاع كتاب (أبله نظيرة) الخاص بالطهي .. ومع ذلك فإنه لم يكن طباخاً حاذقاً في خطط اللعب، لأنه قدم لنا أمام رومانيا وجبة (نصف خمدة) وأما هولندا فقد أحرقت طبخته، وقدم لنا (فرخة) كالتي قدمتها (لينا) لزوجها (مسعود) في مسرحية (المتزوجون) ولاندري كيف سيجهز لنا طبخته الأخيرة أمام إيطاليا ؟ .. كل مايرجوه الفرنسيون أن لا يفكر في المعكرونة الإيطالية حتى لا يلقى المصير البائس واليائس الذي وضعته فيه (البرتقالة) الهولندية .

ونصيحة لله - ابتعدوا هذه الأيام عن شراء الدجاج الفرنسي المجمد، لأنه في الغالب مصاب بـ (انفلونزا) ريمون دومينيك، وعليكم كعشاق لفرنسا شرب (البرتقال) حتى إن كان يثير (الحموضة) ويقلب عليكم مواجع (أربعة شلوا جمل) .. وبالمناسبة أختم هذا المقال بتذكير كل غيور على صحته أن يبتعد عن ثلاثة أشياء ترفع الضغط هذه الأيام وهي : بسباس الحيمة ذو المذاق الحار .. والملح القادم من البحار .. والمنتخب الفرنسي الذي يلعب بطريقة حجر وسيري سائرة ولاتكوني حائرة .. وعذراً لعشاق فرنسا على الضرب في جنازة (ديك) لم يدرك الصباح !

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى