غموض حول المعارك شرق تشاد والرئيس ديبي يتهم يوفور بمساعدة المتمردين

> نجامينا «الأيام» باتريك فور :

> تناهت انباء متضاربة عن الوضع العسكري في شرق تشاد بعد خمسة ايام على بدء الهجوم الذي يشنه المتمردون للاطاحة بنظام الرئيس ادريس ديبي الذي اتهم أمس الإثنين القوة الاوروبية (يوفور) المنتشرة في شرق البلاد بمساعدة المتمردين.

وقال الرئيس ديبي في كلمة متلفزة "رحبنا بيوفور ولكننا فوجئنا بانه في اول حادث عدواني، تعاونت هذه القوة مع الغزاة".

واضاف "من حقنا ان نتساءل حول جدوى هذه القوة ومدى فائدة وجودها في تشاد" حيث نشرت منتصف اذار/مارس لمدة سنة للمساعدة على تسهيل اعمال الاغاثة وحماية نحو 250 الف لاجىء فروا من دارفور غرب السودان الى شرق تشاد و180 الف لاجىء تشادي فروا من المعارك بين المتمردين والقوات الحكومية.

وتحدث ديبي عن "مؤامرة دولية بهدف اغراق تشاد مجددا في الحرب الاهلية"، واتهم يوفور بانها "غضت النظر عن المجزرة المعدة مسبقا بحق المدنيين واللاجئين"، وبانها سمحت للمتمردين بالاستيلاء على "سيارات الاغاثة وحرق مخزونات المؤن والوقود".

ولدى احتلال المتمردين لمدينة جوز بيضا السبت، تدخلت قوة يوفور لحماية المخيمات والعاملين في المجال الانساني، بعد ان شهدت المدينة اعمال نهب لم يتم تحديد مرتكبيها في ظل الفوضى.

وميدانيا اعطى كلا الطرفين، المتمردون والجيش التشادي، صورا متناقضة لما يجري وهو ما وصفه وزير الاتصالات والمتحدث باسم الحكومة التشادية ممد حسين بانه "حرب بهاتف الثريا (عن طريق الاقمار الاصطناعية) اكثر منها حرب بالكالاشنيكوف".

وقال الوزير ان "الخرائط تبين ان المتمردين بدلا من ان يتجهوا نحو نجامينا كما توعدوا، قفلوا عائدين باتجاه السودان".

وكان المتمردون اعلنوا صباحا على لسان المتحدث باسم التحالف الوطني الذي يضم مختلف الفصائل المتمردة، علي جيدي انهم استولوا على بيلتين دون ان يلقوا مقاومة، مؤكدا ان "استراتيجيتنا لا تقوم على الاحتفاظ بالمدينة".

ولاحقا عند الساعة 16:30 بالتوقيت المحلي (15:30 تغ) اكد التمرد انه لا يزال يسيطر على بيلتين على بعد نحو مئة كيلومتر شمال ابيشي، عاصمة شرق تشاد (700 كلم شرق نجامينا)، نافيا تأكيدات نجامينا بوقوع "معارك عنيفة"، واكد جيدي لفرانس برس ان "هذه المعلومات كاذبة. انهم يحاولون رفع معنوياتهم، هذا جل ما في الامر".

وكان المتمردون يردون على اعلان مسؤول تشادي رسمي رفيع المستوى في وقت سابق لوكالة فرانس برس ان "معارك عنيفة" اندلعت قرب بيلتين، مشيرا الى انه "عندما خرج المتمردون من بيلتين اعترضهم الجيش".

من ناحيته اكد مصدر عسكري ان الجيش يحاول "تطويق" رتل المتمردين "الذين يلتفون حول انفسهم في الشرق" منذ بدء الهجوم، مشيرا الى ان "المتمردين يحاولون استدراجنا لكي نخلي عددا من النقاط ولكن الجيش عزز كل المواقع الاستراتيجية".

واكد مصدر عسكري فرنسي ان الجيش التشادي نشر نصف قواته تقريبا في نقاط استراتيجية مختلفة في شرق البلاد.

من ناحيتها اعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة في بيان ان الجيش التشادي طوق مدينة ابيشي التي تشكل القاعدة العملانية الرئيسية للمفوضية العليا للاجئين في شرق تشاد أمس الإثنين "مما يجعل من الصعب جدا تنقل العاملين في المجال الانساني".

وكان المتمردون استولوا أمس الأول على مدينة ام-دام (600 كلم شرق نجامينا، 120 كلم جنوب غرب ابيشي) بعدما استولوا لساعات على مدينة جوز بيضا (200 كلم جنوب ابيشي).

ويبدو ان المتمردين استولوا على تلك المدن تباعا دون مقاومة.

واوضح مسؤول متمرد اخر هو عبد الرحمن كلام الله في اتصال هاتفي من ليبرفيل ان "تكتيكنا حاليا يكمن في اجتذاب القوات الحكومية. انها عمليات مطاردة فعلية. المقاتلون يريدون ابعاد الجيش اكبر مسافة ممكنة عن قواعده".

واضاف "لا مصلحة لنا في مهاجمة المواقع المحصنة. هذا الامر لا يفيد بشيء.الحكومة حاليا تشعر ببعض الضياع".

وفي الثاني والثالث من شباط/فبراير الفائت، هاجم المتمردون التشاديون نجامينا في شكل مفاجىء وحاصروا القصر الرئاسي، الامر الذي كاد يطيح بنظام الرئيس ادريس ديبي.

وفي ظل التطورات الميدانية، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية غونزالو غاليغوس في واشنطن اجلاء الموظفين غير الرئيسيين في السفارة الاميركية في تشاد "موقتا الى الكاميرون"، مشيرا الى انه "في الوقت الراهن وحتى اشعار آخر تم تعليق العمل في دائرة التأشيرات" في السفارة.

كما دعا المتحدث الاميركيين الى عدم التوجه الى تشاد، وطلب من المقيمين فيه اخذ الحيطة والحذر بشأن تحركاتهم.

وفي نيويورك، دان مجلس الامن الدولي أمس الإثنين في بيان تم تبنيه بالاجماع، الهجوم الذي يشنه المتمردون في تشاد.

وجاء في البيان الذي تلاه سفير الولايات المتحدة في الامم المتحدة زلماي خليل زاد ان مجلس الامن "يدين اي محاولة لزعزعة الاستقرار بالقوة" و"هو مستعد للبحث في التدابير الملائمة ضد الجماعات او الافراد الذين يشكلون تهديدا لاستقرار المنطقة او ينتهكون القانون الانساني الدولي".. واعلن الاتحاد الافريقي من جانبه ادانته الحازمة للهجوم. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى