محلي صيرة وبول فندلي.. شاطر ومشطور وبينهما عدن

> نجيب محمد يابلي:

> شاع في الوسط الإسلامي على مر العصور أنه لايرتفع للباطل صوت إلا إذا غفل أهل الحق، وعلى قاعدة هذا المبدأ وقفت أمام الباطل وأمام أهل الحق، فالأول ملح أجاج والثاني عذب فرات، لأن دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة.

كشف الباطل عن وجهه القبيح ظهر الإثنين 9 يونيو 2008 عندما داهمت مجاميع أمنية مكتب ومطبعة الحظ والدار السكنية لحفدة عبدالكريم لالجي، وتم ترويع النساء والأطفال، واحتجزت المجاميع الأمنية نادر وعبدالكريم علي عبدالكريم وعادل محمد عبدالكريم، وتعطلت أعمال هذا البيت التجاري العريق والدمث الأخلاق جراء إغلاق محلاتهم وفرض ستار حديدي على المحتجزين الذين حرموا من أبسط حقوقهم.

كسرت اللجنة التحضيرية جدار الصمت وحاجز الخوف وأصدرت بيانها الجسور يوم الثلاثاء (6/10) ونشرته «الأيام» يوم الأربعاء 11 يونيو، ونشرت «الأيام» في اليوم التالي (الخميس) تعليق الشيخ طارق المحامي على واقعة الإثنين الأسود، الذي استهجن فيه كل ما حدث شكلا ومضموناً، وخال لي أن الشيخ طارق المحامي كان يلقي شهادته بين يدي ربه، وأعقبه بعد ذلك النائب الأشوس إنصاف مايو الذي تلقاه متصدرا القوم عند بروز كل نائبة، ولا أدري لماذا يتحسس أصحاب الميري من هذا النائب الطاهر اليد العف اللسان؟

رب سائل يسأل: أين أنت من عنوان موضوعك؟!. العنوان محوره شخصان أحدهما طبيعي (بول فندلي) والآخر اعتباري (محلي صيرة)، والقاسم المشترك بينهما (عدن) وتفاصيل ذلك ألخصها في الآتي:

سبق للقراء أن تعرفوا على بول فندلي، الذي كان عضو الكونجرس الأمريكي في سبعينات القرن الماضي، وصاحب المؤلف المشهور (من يجرؤ على الكلام). زارت سيدة أمريكية بول فندلي في مكتبه باعتباره نائبهم أو نائب دائرتهم في الكونجرس، وقالت له: ابني محتجز في عدن فخلص ولدي من الاحتجاز لأنك ممثلنا في الكونجرس. نصحته الخارجية الأمريكية بأنه سيقدم على مغامرة غير محسوبة العواقب، لأنه لايوجد هناك تمثيل دبلوماسي بين الولايات المتحدة واليمن الديمقراطية. النائب بول فندلي، قبل التحدي وركب الأخطار وشق طريق الأسفار من مطار إلى مطار، حتى وصل عدن، وقابل الرئيس الشهيد سالم ربيع علي رحمه الله، قبل أيام معدودات من الإطاحة به، وتمكن فندلي من إقناع الرئيس ربيع بأن لا حاجة لاحتجاز الولد بتهمة التصوير لمواقع مهمة، وماذا بوسعه أن يصور؟!. لقد قدم فندلي مجموعة صور لمواقع حساسة في البلاد التقطتها الأقمار الصناعية الأمريكية، ذهل لها الرئيس سالمين، وقال لأصحابه: ياعويلة فكوا للوليد، وشوفوا الصور اللي قدمها الراجل. عاد فندلي إلى الولايات المتحدة مصطحبا معه الولد الأمريكي. بالمختصر المفيد: هذا نائب وليس نائبة!.

أما محلي صيرة فقد دخل التاريخ من أوسع أبوابه، وأعضاؤه مأجورون عند ربهم، لأنهم أمنوا روع النساء والأطفال، وزاروهم في بيتهم، وأصدروا بياناً نددوا فيه بعملية الإثنين الأسود. لقد قدر الأعضاء في محلي صيرة قيمة الصوت الذي منح لهم، وسيجدد ولاشك الصوت الذي منح لهم في الدورات القادمة. إنها ظاهرة غير مسبوقة وأنصح إخواننا في المجالس المحلية للمديريات عامة ومجلس المحافظة خاصة أن يقتدوا بمحلي صيرة في الوقوف إلى جانب السكان، وأن يبعدوا أنفسهم عن طابور (الأغلبية الصامتة)، لأن من العيب أن تمثل السكان وأنت مسكون بالخوف.

أرأيتم، إن فندلي ومحلي صيرة شاطر ومشطور وبينهما عدن!.

بوركت فندلي.. بوركت محلي صيرة.. وبارك الله فيك عدن!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى