السياسة الدفاعية الفرنسية: اولوية لمكافحة الارهاب وعودة كاملة الى الحلف الاطلسي

> باريس «الأيام» ا.ف.ب :

>
قدم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الثلاثاء الاستراتيجية الدفاعية الجديدة لفرنسا وهي تقوم على اولوية التأقلم مع "الخطر الارهابي" والتركيز على دور الاستخبارات وتكرس عودة فرنسا الى القيادة العكسرية لحلف شمال الاطلسي.

وهذه الاستراتيجية التي تضمنها الكتاب الابيض الذي يحدد اطر السياسة الدفاعية الفرنسية للسنوات العشرين المقبلة تترافق مع خفض كبير لعديد القوات المسلحة يشمل 54 الف وظيفة عسكرية بغية عصر النفقات.

وقال الرئيس الفرنسي في خطاب القاه في باريس امام ثلاثة آلاف عسكري "لا يمكننا ان نستبعد ظهور تهديد كبير مجددا، ايا تكن طبيعته، قد يعرض للخطر بقاء الامة بحد ذاته".

واضاف "لكن اليوم، الخطر الآني هو خطر اعتداء ارهابي".

واوضح انه "بفضل فاعلية كل قواتنا الامنية، لم يتم استهداف فرنسا خلال هذه السنوات الفائتة" باعتداءات ارهابية.

ولكنه شدد على ان "التهديد موجود وحقيقي ونحن نعرف ان بامكانه ان ياخذ غدا شكلا جديدا اكثر خطورة، بوسائل اشعاعية وكيميائية وبيولوجية".

ولمواجهة هذه التهديدات اوضح ساركوزي ان فرنسا ستعطي الاولوية للاستخبارات,واعلن عن "جهد ضخم للاستثمار في الاستخبارات" ولا سيما عبر الاقمار الاصطناعية.

وستكون للرئيس اليد الطولى في ادارة اجهزة الاستخبارات. فهو سيرأس مجلسا وطنيا للاستخبارات يجمع كل اجهزة الاستخبارات، كما سيتم استحداث منصب "منسق وطني".

ويلحظ الكتاب الابيض ايضا الغاء نحو 54 الف وظيفة من اصل الوظائف الحالية البالغ عددها 320 الفا في الدفاع، بين عسكريين ومدنيين، وذلك خلال السنوات الست او السبع المقبلة، على الرغم من المخاوف التي اثارها هذا الموضوع في المدن التي تتركز فيها الثكنات والتي تعتمد اقتصاديا بشكل كبير على وجود العسكريين فيها.

كما اكد ساركوزي ان بلاده ستستعيد عضويتها الكاملة في القيادة العسكرية لحلف شمال الاطلسي مؤكدا في الوقت عينه ان قدرة الردع النووي ستظل "وطنية حصرا".

وقال "لا شيء يتعارض مع مشاركتنا في البنى العسكرية للحلف الاطلسي".

وشدد الرئيس الفرنسي على ان "فرنسا لن تضع اية كتيبة عسكرية تحت قيادة الحلف الاطلسي في زمن السلم، والقدرة النووية الفرنسية ستظل وطنية حصرا مع انني واثق ان قدرتنا على الردع، تساهم في حفظ امن اوروبا برمتها".

وبعد 43 عاما على قرار الجنرال شارل ديغول اخراج فرنسا من القيادة العسكرية للحلف الاطلسي خوفا منه على استقلالية فرنسا ازاء الاميركيين، تشكل هذه العودة خطوة اخيرة رمزية تخطوها فرنسا في وقت وضعت فيه باريس نفسها في مقدمة المساهمين الرئيسيين في ميزانية الحلف وعملياته العسكرية.

وسارع الامين العام للحلف الاطلسي ياب دو هوب شيفر الى الترحيب بهذا الاعلان. واعلن المتحدث باسم الحلف جيمس اباثوراي ان "الامين العام يرحب باعلان الرئيس ساركوزي".

من جهة اخرى وعد الرئيس الفرنسي ب"احياء" هيئة اوروبا الدفاعية خلال تولي بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي في النصف الثاني من 2008 "مهما كان مستقبل معاهدة لشبونة" بعد الرفض الايرلندي لها.

وعلى صعيد آخر اكد ساركوزي عن رغبته في "تحديث" الاتفاقات العسكرية مع افريقيا مؤكدا ان هذا الامر لا يعني "التخلي" عن القارة السمراء. وينتشر في افريقيا قرابة تسعة آلاف جندي فرنسي ما يوازي ثلث القوات المنشرة خارج البلاد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى